الله يلعن ابو الامريكان شعبا وحكومة

اليوم انذليت في حياتي ذل لم أره من قبل من قبل هؤلاء الامريكان وشعرت أني لازم أكتب وأفضفض شوية لأن الإهانة التي ترجعتها أصابتني

تحت إلحاح أقاربي في الولايات المتحدة و الضغط الشديد لأهلي هنا بأن أقوم بزيارة لأمريكا لأجل توريطي بمشروع زواج من داخل العيلة ، المهم أنني تنكرت لمبادئي وضميري وقمت بعمل المحظور على مضض وارضاء لوالدتي العزيزة بالذات واللي لولاها لما وطأت قدماي هذ الأرض ، وكنت توجهت للسفارة الأمريكي ةقبل شهر ونصف من الآن طالبا موعد من أجل الحصول على فيزا زيارة التي أخبروني أن التقدم اليها يكون عبر موقعهم الانترتت ودفعت 100 دولار من دم قلبي رسوم غير مستردة على الفيزا مع اني اكره امريكا وكل ما يتعلق بها وانتظرت مرور الشهر والنصف.

ابتدأ صباح هذا اليوم الأسود بأسوأ النذر التي أتشاءم منها فعندما خرجت من باب المنزل إلى الحديقة حلق طائر غراب فوق رأسي وبدأ ينعق بصوته الذي أكرهه وأنا أكره شي علي في هذي الدنيا اني أتصبح بالغراب وتزداد المصيبة والكارثة أضعافا مضاعفة إذا بدأ الغراب ينعق ، وهذا الأمر ليس من فراغ فلقد حدثت معي قصتين مع طائر الشؤم هذا ، ثم جاء طائر غراب ثاني وثالث حتى صاروا ستة غربان وأقسم بالله العظيم على ذلك فقلت في نفسي انو اليوم باين قطران من اوله

كان صباح هذا اليوم هو اليوم الموعود لهذه المقابلة وكان يفترض أن المقابلة تحصل في الساعة الثامنة صباح و وصلت إلى سفارة العدو قبل الموعد بربع ساعة و وجدت أمامي طابور وسرت فيه لنصف ساعة وانتهى الطابور إلى تفتيش مهين اضطررت فيه أن أرفع يدي لأعلى مثل المجرمين المقبوض عليهم وأن أفرغ جيوبي تماما وان استدير كي تفتشني نساء محجبات من النوع العريض المنكبين بآلاتهن الغريبة و في هذه الأثناء كن يتعاملن معي كما لو أنني من معتقلي غوانتينامو أو كما لو كنت طفلا في الحضانة ، ثم انتهى الطابور إلى ممر وفي نهاية الممر وجدت طابور ثاني امضيت فيه هو الآخر نصف ساعة مثل سابقه وانتهى الأمر بالتشييك على اكتمال الطلب ثم التفتيش مرة أخرى بنفس الطريقة التي تستمتع فيها مجموعة النساء المحجبات السمينات بتوجيه الأوامر والنواهي للناس المساكين الذين يتم تفتيشهم والذين كان بضمنهم رجال اعمال وطيارين ومهندسين ومدراء ونساء ورجال من علية القوم.

بعد نهاية التفتيش الثاني بدأ اللعب يحلو أكثر وأكثر و وجدت نفسي اسير في طريق معبدة بالحجارة وسط حديقة خضراء جميلة متوجها إلى ما يعرف بقاعة الانتظار المهم انني فتحت باب القاعة المحاطة بالأعلام الأمريكية من هنا ورأيت أمة لا إله إلا الله وأمم أمم بالمئات يجلسون على الكراسي في قاعة ضخمة والاطفال الصغار والرضع يبكون والأمن يتخانق مع الناس عمال على بطال عشان زهقة من القعدة وعايزيين يشكووا رجليهم شوي ، في وصت هذه الضجة والصخب لفت نظري شباك صغير جدا بين سبعة شبابيك مرقمة ومن حسن الطالع أن ستة شبابيك من السبعة المخصصة للمراجعين كانت مغلقة و واحد مفتوح فقلت في نفسي " يا نور النبي" وكان هناك شرموطة أمريكية وآسف اني اوصفها بهذا الوصف ولكن ستعرفون بعد قليل انها تستحق هذا الوصف عن جدارة هذي الشرموطة كانت ساعة تشتغل وساعة تشاور عقلها ولما تشتغل احيانا كانت تمضي مع الشخص المنادى على اسمه مدة نص ساعة ترغي خصوصا إذا صادف أن وجدت رغاية مثلها ترطن بالأمريكي و انا مش عارف الامم اللي مكومة امتى راح يجيها الدور عليها اذا استمر الأمر على هذا النحو وليش ما فيش ابن مرة يحكيلو كلمة ولا الكل خايف يعمل مشكلة وتروح عليه الفيزا ، الله يلعن ابو الفلوس اللي بتذل الناس بهذا الشكل " وتخليهم يحطوا واطي للي يسوى واللي ما يسواش

كنت أريد أن أكون أول من يعلق الجرس لكني على الفور تذكرت ما حدث معي في واحدة رحلاتي أثناء مروري بأحد الحدود البرية العربية يوم كنت أحمل لوحة فنية ضخمة اطول مني كانت قد اثارت اعجابي واشتريتها بمبلغ وقدره في ذلك اليوم تعرضت للشتم من ضابط كبير الرتبة لكنه قزم من حيث الجسم وكنت أريد أن أكسر اللوحة على رأسه وأنا جاد في ذلك ولا يهمني العواقب لكن الذي منعني من هذا العمل وحال بيني وبينه هو أنني خفت على مصير اللوحة فقط

لكن مهلا إذا كنتم تعتقدون أن الأسباب أعلاه هي التي دعتني لإطلاق لقب الشرموطة على هذه الموظفة البيروقراطية الأمريكية فأنتم مخطئين

استمر هذا الحال لمدة ست ساعات متواصلة وأنا أجلس على الكرسي ولابس بدلتي السوداء المفضلة اللي شريتها من سوق البدل استنبول والقيمص اللي زررته عالآخر بطلوع الروح مع الكرفتة راح يخنقني خنق وأنا مش قادر أفك القميص والكرفتة بسبب وصايا الأهل لي بأن المنظر هو الذي أحد أهم مؤهلات اثارة اعجاب موظف السفارة وهذا بدوره هو المدخل إلى النجاح في الحصول على الفيزا الأمريكية وهنا أريد ان استطرد قليلا وأن أفتح موضوع جانبي يتعلق بتخلف وسفالة الأمريكان في هذا الجانب فقد أخبرني صديق يعمل في وزارة الخارجية وأكثر من شخص أن الفيزا في السفارة الأمريكية تعتمد على الحظ وعلى مزاج الموظف وليس لها أية علاقة بالمؤهلات التي تقدمها سواء ما يتعلق بالمؤهلات التعليمية أو المادية او المركز الاجتماعي والمهني الذي يشغله المتقدم في المجتمع ولم أصدق هذا الكلام إلا حين اكتويت بنار السفارة ولبثت سبع ساعات في العذاب المهين في حين أن السفارات الأوروبية وعندما يتعلق الأمر بالتعامل مع رجال الأعمال يطلبون منك عدة طلبات واحد واثنين وثلاثة وعندما تحضر لهم واحد واثنين وثلاثة على النحو الذي طلبوه فإنك حتما ستحصل على الفيزا وبالطبع بدون اي مرمطة وتملق لموظف السفارة الخرا زي ما بيحصل في السفارة الأمريكية. وبالفعل فجميع الفيز التي حصلت عليها من السفارات الأوروبية رغم انني لم اسافر لأوروبا للآن حصلت عليها دون ان اذهب للسفارة بل كان يقوم بهذه المهمة موظف صغير في الشركة.

نعود إلى المأساة التي بدأت فصولها تتوالى تباعا فقد أمضيت داخل هذا المبنى الكريه سبع ساعات بالتمام والكمال خلال هذه الفترة كان الانتظار قاتلا والجو غير مريح على الإطلاق وكنت أتفرج خلاله على الناس الذين يتملقون الموظفة اللعينة بطريقة كنت احتقرها بشدة وكنت مضطر رغما عن أنفي أن أتفرج على هذا العرض وكل ما كنت أحاول أقوم وأزهق من القعدة الطويلة يطلعلي رجل امن من بتوع السفارة ما تقعد ياخي حتى صار جسمي وعظامي وظهري يؤلمني والمصيبة مش عارف اعمل اي شيء طوال هذه السبع ساعات التي كنت فيها ملطوع رغما عني على الكرسي "تخيلوا سبع ساعات على كرسي حقير وغير صحي ومؤذي للظهر والعمود الفقري " ، في نهاية الساعة السادسة حدث شيء غريب فقد فتحت الست شبابيك الأخرى وظهر هناك موظفون وكأنهم نزلوا من السماء وبدأ الحياة تدب في أوصال ذلك المكان الميت إلى أن جاء علي الدور ونادت علي هذه الموظفة لتكتمل مأساتي مع هذه السفارة وموظفيها المتعجرفين الذين يظنون أن حاجة الناس لهم في موقعهم الوظيفي تجعل منهم اناس ذو قيمة.

لقد كانت صدمة لي حقا أن تم رفض الفيزا الصدمة هنا لها جانبين الجانب الأول هو الطريقة التي تعاملت معي بها الشرموطة اياها اما الجانب الثاني وهو ما اثار حيرتي حتى هذه اللحظة فهو تجاهل المؤهلات المادية القوية التي أحملها فلم يسبق ان قامت سفارة برفضي على الإطلاق .

ربما يعلم الكثيرون هنا أنني شريك اسمي "عالورق بس" في أكثر من شركة كبرى وهذا الأمر تم خلافا لرغبتي وتسبب لي بمشاكل مع الضرائب وكان في كثير من الأحيان يأتيني المتاعب والسبب هو أن الزفت المسمى القانون الأردني للشركات وحتى العام 2003 لم يكن يسمح أن يمتلك الشركة شخص واحد بالكامل وبالنتيجة فعندما تفاسخ والدي وأكثر من قريب مع شركائهم كانوا يضطرون ولكي تستمر الشركة من الناحية القانونية أن يأتوا بشريك ولا أعرف لماذا وقع الاختيار علي بالذات في أكثر من مرة دونا عن اخواني ودونا عن ابناء العائلة الاخرى

المهم انه بالمحصلة فإن وضعي القانوني على الورق أمام الدوائر الرسمية والضريبة يفترض ان يكون مليونيرا وقد أحضرت جميع الوثائق الرسمية للسفارة الأمريكية من أرصدة بنكية للشركات والمصانع التي أعتبر شريك استراتيجي فيها إلى بعض فواتيرها التصديرية للسوق الامريكي مرفقة مع البيانات الجمركية بقيمة مئات الألوف ووفواتير مشتريات من شركات أمريكية وشهادات غرف الصناعة والوزارة الرسمية بملكيتي وحصصي في هذه الشركات واعتمادات مصرفية فتحت لشركات امريكية كبرى كل هذا بالإضافة إلى كفالة بنكية بقيمة 50 ألف دولار يدفعها البنك للسفارة فورا في حالة سفري وتجاوزي للمدة القانونية المسموح بها للإقامة.

لذلك لم يخطر في بالي على الإطلاق أن يتم رفضي بشكل مهين جدا وأن تقول لي الشرموطة اياها بعد نقاش استمر لمدة عدة دقائق انها الآن ليست في المود الذي يسمح لها الآن بإصدار فيزا الآن
Iam not in the mode right now to issue more visa 's

أي والله هكذا بكل وقاحة كان جواب هذه الشرموطة ولعلكم الآن أدركتم أن الشرموطة الحقيقية ربما تكون في اخلاقها اشرف منها ، فهي تصرفت وكأن السفارة ملكية شخصية للي خلفوها وعندما حاولت ان استفسر واخذ واعطي معها بالكلام رفضت ان تجيبني بل وحتى ان تنظر إلي ، الشي المستفز في كل الموضوع أنني شاهدت بأم عيني اناس عجائز وأناس يعيلهم غيرهم من شباب وبنات كبار ولا يملكون اي شيء ولا حتى مؤهلات تعليمية كما كنت أسمعهم حين يشرحون وضعهم لهذه الشرموطة ومع ذلك تم منحهم فيز لمدة خمس سنوات multi entry وانا والله لا اتمنى لهم إلا الخير وكنت افرح لهم من كل قلبي ما دام هذا خيارهم لكني كنت أتوقع ان وضعي وارتباطي بوطني بكل هذه الاستثمارات يفترض أن يزيل اي مخاوف لديهم من اني ذاهب كي لا أعود أو كي أهاجر في الوقت الذي تم منح الفيزا لأشخاص واضح لكل ذي عقل انهم ذاهبون إلى هناك للاستقرار والهجرة للأبد.

لم يعد الموضوع لدي موضوع فيزا فأنا تم جري لهذا الأمر بعد ضغوط شديدة والفيزا نفسها لا تعنيني الآن ومستحيل أن أقدم عليها للمرة الثانية حتى لو جاءتني في مغلف مغلق لباب بيتي ومعها الجواز الأمريكي فسوف أرميها في الزبالة

لكن السؤال الذي ظل يعصف في ذهني حتى الآن هل تدار كل أمريكا بهذا الشكل يعني اللي يجلس في السلطة يمشي المود بتاعه على الناس وطز في المصلحة العامة وهل هذه الشرموطة هي صورة مصغرة للإدارة الأمريكية في عقليتها.