اعزائي الكرام لقد انتهيت من قرائة رواية " يوسا " التي هي بعنوان شيطنات الطفلة الخبيثة واحب ان اشارككم بانطباعاتي عن هذه الرواية .

في هذه الرواية الآسرة يحلق بنا يوسا بين عدة عواصم لاتينية و اوروبية و افريقية وآسيوية مع وصف لاكلات وحانات ومطاعم وحتى ميول واوضاع البشر المقيمين بكل هذه الدول والمجتمعات .

القصة باختصار عن شاب بيروي ( من البيرو ) ريكاردو يتعلق بفتاة غريبة تسكن حيهم الارستقراطي تظل ترفض باستمرار عروض الحب التي يقدمها لها ثم اختفائها من الحي و حياته ثم سفره هو لفرنسا وظهورها من جديد , ثم اقامته علاقة كاملة معها وغيابها مرة اخرى وظهورها بصورة مخالفة كزوجة سياسي فرنسي ومغامرة الخيانة التي تمارسها معه وتتكرر شخصيات هذه الفتاة مع كل ظهور , فهي ابدا تبحث عن المال والجاه في عشاقها , الا انها لا تنسى المرور على ريكاردو الذي يحبها بصدق ويغفر لها اختفاآتها وزيجاتها المصلحية المتكررة.

الرواية وان كانت تركز على الفتاة اللعوب ( الطفلة الخبيثة ) والفتى المحب المخلص ( ريكاردو ) على امتداد حياتهما بدا من الطفولة وحتى الشيخوخة , الا انها تصف الاوضاع السياسية والاجتماعية في عدة دول منذ حقبة الخمسينات فاميركا الاتينية تعج بالحركات الثورية من كوبا كاسترو حتى البيرو وحركة المير واوروبا تعج بالهيبيين وخيمهم على نواصي الطرق والمشاعية الجنسية التي يمارسونها مع فلسفة اللافلسفة , والحياة يوما بيوم وتدخين المخدرات والدعوة للتخلي عن القيم البرجوازية المتصنعة والمتوارثة .

القصة وان كانت لا تحمل دلالات فكرية عميقة الا انها شيقة وسهلة الهضم وتثير فينا الرغبة الدفينة " بالتلصص " على الآخرين ورؤية ما لا يجب ان يرى وسماع ما لا يجب ان نستمع اليه من خصوصيات الغير , ويوسا خير من يفعل ذلك بوصفه و بصراحته اللا متناهية .

مودتي