أخي العربي الصديق:

وجهة نظرك في محلها بكل تأكيد والتعميم قد يظلم الناس....

ولكن...

وعلى فكرة، هنا يشارك معنا في الساحة شاب يكتب بإسم "أزهري". هذا شيخ. هذا يتكلم وكلي آذان صاغية وأحترمه كل الاحترام وكلامه كثيرا ما يلزمني. كما يظهر أمامك أني لا اعتراض عندي على رجال الدين بشرط واحد وهو أن يكونوا أصحاب عقل مستنير وروح متسامحة. سمعت من صديق لي أن القسيس يحاور شاب أعرفه وفجأة قال القسيس مستحمراً للشاب: "أنت ملحد؟". طبعا كنت أنوي بناء على اقتراح صديقي أن أتصل بهذا القسيس ولكن لما عرفت أنه حمار قلت معاذ الله أن يكون لي ودّ مع معشر الحمير. الاعتراض ليس هو على رجل الدين ولكن عندما يصير الدين وسيلة للشعوذة وأن يصبح الواحد بهلول في كل طالعة ونازلة هذا لا يعجبني. قال لي صديق سعودي إنه راقه الإلحاد واستطابه ولكن قلبه لم يقدر أن يكف عن مناجاة الله. هل تتوقع أني أنظر لهذا الشاب نظرة دونية؟ حاشا لله بل أعزه كنفسي وأحبه موت لأنه صادق جداً مع نفسه سمح لعقله أن ينطلق ولما همّ قلبه بالانطلاق للتعبير لم يكبته ولكن أتاح له هو الآخر نافذ ينفس منها ويعبر عن ذاته. لتكن مؤمن ولكن هناك شيء آخر بخلاف الإيمان وهو الـ "تدين" religiosity. عندما يصبح الإيمان تعويذة ننطلق بها في الطالعة والنازلة يصبح، من وجهة نظري، مزعج. أنا لا أحب القربطة وخاصة أن نشأتي ومجتمعي كثيرا ما دعما التعقيد والقربطة.. والدليل أني قلت لك إني لي صديقة مسلمة محجبة أحبها موت وأكثر ما يعجبني فيها هو بحبوحتها وأنها لا تستحمر أو تستتيس فيها.

مودتي الحارة لك.