الرسالة(177):
---------

في غيابك .. تعطلت لغة الحلم !
فلسطين ، التي أراها بوابة مشرّعة على مشاريعي - أحلامي .. هي الأخرى تعطلت : ساحة الحوار ، الفعاليات ، الأنشطة ، الموقع ،
حلمي الصغير نفسه يتبدد فكيف بأحلامنا الكبار في التحرير والنصر !
و .. حين صارت حتى الغيمة فوقي جداراً أصماً وكادت تطبق على روحي ..
جاء : الرجل النبيل ، الشريف ،المحترم ، المثقف ، الرصين ، الهادىء ،
قبل أن أكمل .. ألا تعني هذه المناقب الحقائق في شخص هذا الرجل شيئاً ؟!
ألا تختصرها يا تشي بـالأخـلاق ؟!
إنه كذلك : إيـثـيـك .
جاء حبيبتك يترجم حلمها الصغير بكبره هو في كل شيء ..
اكتفى بحبها لبلدك ولك .. تلك كانت بعض أسبابه ، لا كلها (!)
مثله يعرف تماماً أنها عشق الجميع - جميعنا نحن المحبون الطيبون حناء قلوبنا الدم العربي .. وبلدك بلدنا .. مهدنا و لحدنا .
ما ترك " سيفي " مغموداً مسنوداً على غيمة - جدار !
أطلقه لزغرودة النصال النضال، وثار بمفرده على الوقت وضيقه ، صهل خيل جهده وأثمر عن هدية لشقيقته توأم وأهلها هنا ، تأكيداً للأرض بتتكلم عربي .
أيام معدودات ، ويصير عمر تغطيتنا للجرح الفلسطيني 200 قطرة فيها من ألم الدم مافيها من أمل الماء .. يومها نفكّ شرطان الهدية ونزرع زهور شقائق النعمان العربي ، أخوة في التراب ، وترابنا نحن الشعوب واحد .
نبل الأخ إيثيك لاحدّ له إلاً إذا يُحدّ حبك لفلسطين ! أصرّ أن يحمل لثورتك اسم الهدية .. وأصرّت الهدية أن تكون : الوطن .
أنا أدين لإيثيك يا تشي بهدية توّجت عزاء غيابك .. ولعلها تبدد الإحساس أننا خذلناكم.. لقد واربت أنا الباب على استحياء .. فهبّ وشرّعه لي - لنا جميعاً .
يا إلهي ،، هل يكفي الشآمية أن تعشق وطن قلبها وقلب وطنها حتى تحظى بالنفيس من هدايا النفس ؟!


9/12/2002