نموذج مغربي
في الثاني و العشرين من أبريل الماضي (2003) كان محمد رشيد الشريعي –38سنة- متوجها كعادته إلى مقر عمله..غير أن العادة أبت أن تضيف إلى أيامها يوما آخر لهذا الشاب في هذا البلد (السعيد).. في نقطة ما من الطريق كان ضابط الشرطة القضائية عبد المجيد آيت العذراوي رفقة عشرة من رجاله الأقوياء يعترضون سبيل هذا الشاب الذي يرأس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بآسفي و المعروف لدى الأوساط الشعبية في هذه المدينة بدفاعه عن حقوق المواطنين و وقوفه في وجه السلطة مرارا و تكرارا ..
ضرب الشريعي في الشارع بشكل متوحش ..و لان وجبة الرفس و الركل هاته لم تكن لتشفي غليل جلادي آسفي فقد قرروا اختطافه,حيث بين الجدران السميكة لمقر الشرطة القضائية لآسفي يمكنهم العمل بكل راحة و دون فضوليين..تهمة رشيد الشريعي جاهزة و لكن الحقيقة شيء آخر فقد صرح للصحف الوطنية التي تناولت الموضوع بإسهاب (خاصة لوجورنال) بأن رجال الشرطة القضائية كانوا يعذبونه جزاء دعمه لمواطني المدينة المظلومين و أن هذه الجملة كانت تسري على لسان كل معذبيه حتى وصل الأمر لأبشع ما يمكن أن يتصور حدوثه في (عهدنا الجديد) لقد أعد جيل تزمامارت المعاصر قارورة وضعوا بها عصا و أجبروا الشريعي على الجلوس عليها ...!!منظر يتقزز المرء حتى من تصوره فما بال من يعيشه..!! أومن سبق أن عاشه في سنوات رصاص عهدنا القديم ..
مرت الأيام و قدم الشريعي للمحاكمة بتهمة لا أسهل منها –تجارة المخدرات- و لأن حبل الجبروت قصير دائما فقد كان على العديد ممن حضروا هذه المحاكمة إغماض أعينهم لهنيهة لأن محاميي الشريعي طوقوه حتى ينزع ملابسه كلها و يري هيئة المحكمة آثار العهد الجديد على مؤخرته..ثم يتساءلون بوقاحة مرة بعد مرة لماذا يهرب المواطنون –السعداء- من هذا البلد – السعيد- !!أليس من الأفضل لنا جميعا أن نكون وجبة عشاء لأسماك المتوسط على أن نكون فوق قارورة المخزن..

بتصرف من احدى المدونات المغربية

انتقام القدر اتى سريعا باذانة الضابط الجلاد بعشرة سنوات سجنا في قضية تعذيب حتى الموت بمراكش بعد ان تم الالتفاف حول قضية الشريعي :cool: