كما تفضلت يا استاذ عبد الرحمن لو تناولنا المسالة من الناحية الجيوسياسية فاهمية سبتة لا تقارن بمليلية مثلا
سبتة تراقب المدخل الجنوبي للمتوسط المقابلة تمام لصخرة جبل طارق في حين ان مليلية معزولة نسبيا و السواحل الاسبانية المقابلة في الميريا بعيدة جدا
لعلمك عزيزي فساكنة المدينتين ثلاثة ارباعها من اصول اسبانية مسيحية و الاقلية الامازيغية لا تتجاوز الربع و حصل مرة ان قامت ضجة بعدما وصل مغربي الاصول(مصطفى ابرشان) الى كرسي رئاسة البلدية في اواسط التسعينات و انتهى الامر بطرح الثقة فيه و عزله من المهام .
فقيمة المدينتين لاسبانيا تتجلى اولا في انهما تشكلان الامتداد الافريقي لاسبانيا التي تنفرد عنه عن باقي بلدان اوروبا كما تحملان رمزية تاريخية باعتبار احتلالهما عاصر نهاية الحكم الاسلامي في الاندلس اي نقطا اخرى و اختراقا للعالم الاسلامي ببؤر مسيحية اروبية كما تشكلان قواعد متقدمة للجيش الاسباني حيث تنتشر بالمدينتين حاميات عسكرية استعدادا لان تكون طليعة اية مواجهة محتملة مع المغرب .
المدينتان تتمتعان بحكم ذاتي و اقتصاديا هما اغنى مدينتين في اسبانيا بسبب الاعفاءات الضريبية و اعتمادهما كمنطقة تجارة حرة الشيء الذي كان على حساب الاقتصاد المغربي الذي يتكبد سنويا خسائر تتجاوز المليار دولار جراء انشطة التهريب التي تنتعش من الثغرين و التي يشتغل فيها حوالي ثلاثين الف مغربي من سكان المدينتين الحدوديتين الناضور و تطوان .
ضع في بالك ايضا ان الاسبان يعتبرون المغرب عدوهم الابدي والكراهية مشتركة بين الشعبين خصوصا في مناطق ريف المغرب المحيطة بالمدينتين و التي تعرضت للقصف بالغازات الكيماوية في عشرينيات القرن الماضي لاخماد ثورة عبد الكريم الخطابي موقعة بالاف الشهداء و جاعلة سكان المنطقة في صدارة المصابين بامراض السرطان المختلفة على المستوى الوطني حتى الان و طبعا الاسبان لا ينسوا جرائم الابادة التي ارتكبها الجنود المغاربة قوام جيش فرانكو في صفوف المدنيين انصار الجمهوريين خلال الحرب الاهلية الاسبانية في الثلاثينات .
صعوبة المشكلة يا عزيزي تكمن في الحل فاية استشارة شعبية بين سكان المدينيتن ستكون لصالح استمرار الوضع الحالي اي استقلال ذاتي في ظل الملكية الاسبانية و هذا من كلا المكونين الاسبان و حتى المغاربة لانه الاحمق فقط من قد يصوت لصالح الانضمام للمغرب العالم ثالثي :lol22: و نفس الموقف عاشته حتى اسبانيا قوة الاحتلال نفسه امام مشكلة جبل طارق حيث صوت غالبية الجبلطارقيين في نهاية الستينات لصالح الاستمرار تحت التاج البريطاني بدل العودة لاسبانيا صاحبة الحق الجغرافي و التاريخي .
كان هناك اقتراح للملك الراحل الحسن الثاني للادارة المشتركة للثغرين لكن المشروع لم يكتمل .
الان المغرب اختار المواجهة باقامة ميناء متوسطي حر ضخم حول سبتة و مثيلا له في بني انصار حول مليلية و الهدف طبعا خنق اقتصاد المدينتين عسى ان يسبب هذا ركودا فيهما يقلب الخريطة الديمغرافية بهروب المسيحيين نحو مناطق اكثر انتعاشا اقتصاديا و بقاء العنصر المغربي المسلم الفقير الاصيل:lol:
والله اعلم