عزيزي الثائر:

لا تدري كم غمرتني بالفرح بسبب مفاجأت الثمينة هذه. ستجد مليون واحد يتبون نشر الكتب الإسلامية ومليون واحد يتبنون نشر الكتب المسيحية. الدين تحركه دائما عاطفة يتحفز لها عوام الشعب والسوقة. لكن الكتب العلمية من يتحفز لها؟ من يأخذ على عاتقه نشرها؟ هذا يتطلب واحد صاحب ضمير حر مثلك ولا يتقيد بقيود إرضاء الناس وما يحبون أن يسمعوا. لربما لم أقل لك يا عزيزي الثائر إن زوجتي ممرضة ومن أحد المواضيع المفضلة في الحديث بيني وبينها على مائدة الغذاء هو المايكروبيولوجي وعلاقته بالتطور وأسمع لها وكلي آذان صاغية وهي تحدثني عن أن بعض المضادات الحيوية التي نستخدمها الآن في العلاج لم تعد تصلح والسبب هو أن هذه البكتيريا اشتد عضلها they got mutated في صراعها للبقاء وتطورت في حلقة تطورية وبالتالي صرنا نستخدم ما هو أشد قوة من البنسلين والذي كنا نتعاطيه ونحن أطفال.. حقنة بنسيلين تخلي الواحد يطيب.. كما ترى، يا أخي العزيز، كل شيء حتى في علاجنا وصحتنا يلف ويدور ويرجع لموضوع داروين والتطور ولا ينكر فضله إلا جاحد وكافر بقيمة الأبحاث العلمية وتأثيرها على حياتنا الحاضرة. سرّ فيما أنت سائر فيه في نشر هذه المعارف الثمينة واعلم أن تعبك لا يضيع أبداً باطلاً بل قد تحصد ثماره مع أجيال قادمة كثيرة.

الممنون لك دوماً،

إبراهيم