Array
وتلك هي المشكلة, أنت معتقد أن نظام مثل نظام مبارك قابل للحوار وأنا معتقد أنه ضرب من المستحيل!

مبارك رجل عسكري والعسكري بطبعه لايعرف الحوار ولكن الأوامر, إما صادرة له ممن هو أعلي منه رتبة أو صادرة منه لمن هو أدني منه رتبة إنما كلمة حوار نفسها فبيعتبرها الشخص العسكري إهانة!!

ومن سيجري هذا الحوار مع نظام مبارك?
وهل ترك الرجل أحدا بمصر قادر علي الحوار ويمثل بديلا له إلا وقضي عليه!
هل سعد الدين إبراهيم لجأ للعنف والتفجيرات والإغتيالات حتي يتم سجنه وتصفيته معنويا?

طيب أرجو منك ياأستاذ بهجت بعد أن عرفنا رأيك في الديمقراطية والإخوان المسلمين أن تلقي الضوء علي طبيعة هذا الحوار مع نظام مبارك ومن سيقوم به وحول ماذا?
[/quote]
عزيزي نيوترال .:97:
تحية و شكرا على إهتمامك .
طرحت هذا الشريط لأستمع أكثر مما أتكلم ، فلا أشك أن لدى كل مثقف عربي رؤيته الخاصة لمستقبل بلاده ، وفي القلب من أي تصور لا بد أن تكون هناك إجابة ما على مشكلة الديمقراطية ، إنني في النهاية إنسان له تجربته و أفكاره الخاصة وهناك غيري كثيرون لهم تجارب و أفكار مخالفة كلية ،إن آخر ما أتصوره أني امتلك الحقيقة المطلقة ،و آخر ما أفكر فيه أن أثبت صحة تحليلي و أفكاري، فهدفي من هذا الشريط أن أبدأ حوارا حقيقيا حول قضية هامة ، وستجد هذا الشريط بشكل أو آخر إمتدادا لغيره من الموضوعات التي طرحت حول الديمقراطية أو بالقرب منها ، ففي كل مرة نتحاور حول دولة عربية نقف عن نقطة بعينها تدور حول الديمقراطية تحديدا ، لهذا آثرت أن نطرح قضية الديمقراطية منفصلة ليس في مصر فقط بل في المنطقة كلها ، فقضية مثل الديمقراطية تبدوا الآن كقضية إقليمية أكثر منها قضية خاصة بكل دولة على حدها ، على الأقل هكذا يراها العالم حولنا .
لا أرى أن الحوار مع مبارك هو محور القضية ، الحوار المقصود هو أكثر إتساعا ليشمل الحوار بين النخب المثقفة و السياسية و بين الأنظمة العربية المحلية ، هذا الحوار أراه حتميا ولا مفر منه ، فالجميع في قارب واحد ، لهذا يجب الضغط في سبيل توفير آليات فعالة يمارس فيها الحوار على أسس سليمة و على قاعدة من المساواة ، يجب أن نلح على هذا الحوار و نطالب به السلطة و القاعدة السياسية المدنية على السواء ، و إلا جائت النتيجة كارثة ستصيب الجميع و لدينا تجربة العراق أسوأ مثال على خطورة غياب الحوار في المجتمع السياسي ، علينا أن نتجنب التدخلات الخارجية المسلحة و أيضا التغيرات الداخلية الراديكالية العنيفة فكلاهما وجهان لعملة واحدة هي الخراب و الإنهيار و غياب فرص الإصلاح الحقيقية ، إن أمريكا لم تكتف بتدمير نظام البعث في العراق بل دمرت دولة العراق نفسها و تركته للفوضى و في النهاية سترحل و تسلمه لإيران لقمة سائغة بلا عناء !، أما مشروع الأصوليين الإخوان و شركائهم من الميليشيات الإسلامية الجهادية فهو أشد خطورة ولن أستفيض فيه الان ، لهذا كله لابد ان نوقف التداعيات التي تقودنا إلى حكم أصولي أو تدخل عسكري أمريكي بكل السبل ،و أن يعطى لذلك أسبقية قصوى .
نحن لا نملك فرصة حقيقية لتجنب الضياع و الفوضى سوى الحوار الداخلي الحقيقي بين النظام و نخب المجتمع المدني ، وفي حالتنا هذا الحوار يعني بوضوح مبارك و نظامه ، نحن نطالب بذلك ليس لأن نظام مبارك ديمقراطي تماما ، فلو كان كذلك ما ظهرت الحاجة للمطالبة بالحوار ، و لكن لأن هذا هو السبيل الوحيد الممكن الآن في غياب قوى مدنية ديمقراطية قفعالة ، فنحن لا نملك في مصر الآن – ولا في العالم العربي كله - ترف السخرية و الإزدراء و التخوين و التراشق بالشعارات ، ليس حبا في عبد الله و مبارك ولكن خوفا من قدوم أسامة بن لادن وجورج بوش و مهدي عاكف .
من جاتب آخر فلست سعيدا بالرسائل التي يبثها النظام أو المعارضة على السواء ، فالمجتمع أصبح غير قادر على الحوار و أبسط المشاكل التي تقابلنا تتحول إلى أزمة مستحكمة ، نعم هناك حراك و هناك تغير يفرض نفسه ،و لكنها تحركات عشوائية و مرتبكة ، أفهم أن تكون هناك معارضة للنظام و لكن لا أقر أن تصبح عداءا ، أفهم أن ينتقد البعض الرئيس و لكني لا أفهم من يخون الرئيس ، هناك من يشكو أن النظام لا يستمع لهم ، بينما كل ما يقولونه مجموعة منتقاة من الشتائم ، فكيف نلوم النظام لو أصم أذنيه حيالهم ؟، في المقابل كثيرا ما يبدى النظام نفاذ صبر مع معارضين لأسباب واهية ، مما يبعث على الخوف أن عقلية التنظيم الواحد ما زالت سائدة في بعض مفاصل النظام .
أنت تتحدث عن نتواءات واضحة في النظام المصري مثل قضية سعد الدين إبراهيم ، و أضيف قضية أيمن نور ،و أراهما مع كثير غيرهما رسائلا سيئة جدا أرسلها النظام للعالم بلا مبرر ، فمهما كانت الحجج القانونية في كلتا القضيتين كان يجب التعامل معهما من منظور سياسي لا قانوني ، هناك الكثير جدا من النقد الذي يمكن أن يوجه للنظام ، فهو يحكم منذ 27 سنة وهي فترة طويلة جدا بأكثر مما يجب ، خلال تلك الفترة لابد أن تتراكم الكثير جدا من الأخطاء ، خاصة مع الوباء الأصولي و التهديدات الإرهابية التي تحيط بالمنطقة و مع المخاطر و التعقيدات التي تسببها السياسة الإسرائيلية المنفلتة ، ولكن يبقى هناك فارق كبير بين النقد و الإسفاف ،و بين المعارضة و العداء ، و يبقى رفض التحريض ضد نظام وطني مهما كانت أخطائه ، خاصة لو صب ذلك في مصلحة الإرهابيين و الأصوليين وقتلة المثقفين .
للجميع تقديري