الزملاء الاعزاء
تحياتي

بقى لي من تعليقي نقطة واحدة ثم بعض الملاحظات ارجو ان تتسع صدوركم لها
و ساجعلها في مداخلة لاحقا باذن الله

تكلمت في مداخلتى السابقة عن (Q) او أصل القصة
تكلمت عن زمنها و أرجعته الي القرنين ( 1\2 )
* انجيل يوحنا ذاته يرجع الي اواخر القرن الاول

تكلمت عن اصلها و قارنت بين احتمال امرار قصة مزيفة بعينها امرارا عالميا ( في مخطوطات تنتشر في العالم بانتماءات مختلفة ) و بها ما بها مما انتقده عليها الزملاء , , في انجيل بذاته , في مكان بذاته رأى المخالفون انه غير مناسب ( بين احتمال اجتماع كل هذه الملابسات عالميا ) ان افترضنا ان كاتبها ليس هو القديس يوحنا , و بين امرارها بكل صفاتها بسبب انتماءها الاصيل الي القديس يوحنا .


بقى ان اعلق علي نقطة ( الطريق ) او السند الذي يهتم به عميدنا نظرا لخلفيته الاسلامية , اهتماما لا شأن له في المناهج الغربية

يلفت نظرنا عندما نطالع فكرة تعدد الطرق في الاسلام عدة ملاحظات

1- ان تعدد الطرق بشكل عام يغنى عن الضعف الذي يصيب تلك الطرق
2- ان قبول تعدد الطرق من رفضه خاضع للتقديرات الشخصية و لم يحدد له علماء الاسلام منهجا محدد الملامح
ادى هذا الي تصحيح ابن حجر لقصة الغرانيق خلافا للالباني
3- بعض الرواة في الاسلام يقرر حالهم من الصحة و الضعف بحسب مروياتهم لا بحسب معرفتنا عنهم

و عندي في ذلك امثلة لعلني ذكرت احدها , و احسب ان عميدنا لن يخالفني


و نظرا لغموض مسألة تعدد الطرق في الاسلام بسبب اختلاف التقديرات احاول وضع مخطط بسيط لرواية ما سندها مكون من 3 افراد



[img=http://img115.imageshack.us/img115/5730/74337773co4.png]


الدوائر الحمراء تشير الي رواة وضاعين و كذابين
في الشكل (A) الرواة على درجة من التقارب بحيث يمكن الاتصال بينهم
في الشكل (B) استبعدت عامل التقارب , و ليكن من اسباب انتفاء الاتصال البعد المكاني , كأن يكون احدهم في الكوفة و الاخر في المدينة بلا مبرر يدعو للقاء



ربما في الشكل (A) يمكن نفى صحة الرواية المنقولة من هذه الطرق الثلاثة بسبب امكانية الاتصال الموضوحة بالاسهم الخضراء


في الشكل (B)عندما نستبعد اللقاء بين هؤلاء الرواة المجروحين , فان نقلهم لنفس القصة امر ملفت جدا

فما لم نفترض ان وحيا معينا قد الهم هؤلاء الثلاثة لكتابة نفس القصة في نفس المكان , فاننا لا نجد مفر من اعتبار هذه القصة صحيحة تماما

هذا هو ما يجب ان يطبق علي الغرانيق
فقد اهتم الالباني يتضعيف كل طريق على حدة

بينما من خلال عرضي اقول انه ما لم يوجد سبب يفسر شيوع قصة الغرانيق عند اثنين من الضعفاء , لا علاقة بينهما , فمهما كان ضعفهما فهذا لا يخرج لنا الا بصدقهما او بافتراض تناسخ الافكار


فاخرج ببساطة ان طرح الالباني ينقصه مناقشة العلاقة بين الطرق
و ربما هذا ما جعل العلامة ابن حجر يصحح الغرانيق بالرغم من العلل في معظم طرقها


ينقلنا هذا مباشرة الي موضوعنا

اتعامل معها علي اساس من التواتر كأحد امثلة للحالة (B)
لقد اخترت فقط ثلاث ( عائلات ) من المخطوطات لا علاقة بها ببعض
بل بها من الاختلافات ما بها

و كلها اتفقت علي ايراد القصة
فحتى في وجود الرواة المجروحين , فهذا لا يطعن في صحة اصل هذه القصة لأنه ببساطة لا يفسر هذا الاتفاق الا ب ( تناسخ الافكار ) او بديله المنطقي ( وحدة الاصل )
فان اضفت الي ( وحدة الاصل ) قيمته العالية التى سمحت له بامرار قصة هذه صفاتها , فلا مناص من ترجيح اصالة هذه القصة نقلا عن القديس يوحنا على غيره من الاحتمالات

و هذا هو سبب اهمية مخطوطات الكتاب التى لا يفهمها العدد الاكبر من المخالفين و المتجنين بجهل او بغباء

اقول ختاما معادلا ما قيل سابقا


ليفخر المسيحيون ما ارادوا بتعدد مخطوطات كتابهم , حتى مع وجود بعض الاختلافات
تلك الاختلافات التى تدل على عدم التواطؤ
عدم التواطؤ الذي عندما يؤخذ مع كل الطرق التى سارت فيها مئات , بل الاف المخطوطات يعطينا الصيغة النهائية للتواتر


التواتر الذي به اؤكد صحة النص


تحياتي