سياسي اسباني: زيارة الملك خوان كارلوس تشبه تصرف مستبد كولونيالي من القرن التاسع عشر
مدريد قلقة علي مستقبل العلاقات بعد قطع الرباط خطوط الاتصال السياسي

يسيطر القلق علي حكومة مدريد جراء توتر العلاقات مع الرباط بعد البيان الملكي المغربي الذي استعمل لأول مرة كلمات قاسية في حق الملكية الاسبانية نتيجة الزيارة الي مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، وتعتبر الحركات القومية مثل الباسكية والكاتالانية أن الزيارة سيكون لها انعكاس سلبي علي الحياة الداخلية للبلاد، في حين وصف زعيم سياسي بارز زيارة خوان كارلوس بأنها عمل أقرب لملك مستبد كولونيالي الي ملك ديمقراطي.
فبعدما سحب المغرب سفيره عمر عزيمان من اسبانيا وبعد تجميد مشاركة مغربية كانت مرتقبة في مؤتمر أمني في برشلونة وإلغاء القمة المغربية ـ الاسبانية علي مستوي رئيسي حكومتي البلدين المبرمجة خلال الشهور المقبلة، يأتي البيان الملكي لمحمد السادس أول أمس والمتضمن لتعابير ومصطلحات شديدة ليزيد من قلق دبلوماسية مدريد التي أصبحت مقتنعة أن العلاقات الثنائية مقبلة علي مرحلة من التوتر والجمود.
الجرائد الصادرة أمس في اسبانيا خصصت عناوين عريضة وافتتاحيات مفصلة لبيان الملك محمد السادس حول زيارة نظيره الاسباني خوان كارلوس. وكان القاسم المشترك هو اعتبار البيان الملكي بمثابة تهديد علني للمصالح المشتركة والإقرار بأن العلاقات مقبلة علي مرحلة من التوتر وسيكون من الصعب استعادة مستوي الحوار الذي ساد خلال الثلاث سنوات الأخيرة بين البلدين.
وقالت جريدة الموندو أن الزيارة كانت تاريخية ولكن الموقف الملكي المغربي جعل الأمور تتغير.
وبدأت دبلوماسية مدريد عملية إنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذه العلاقات بعد التوتر الحالي الناتج عن الزيارة.
في هذا الصدد، أوضح وزير الدولة في الخارجية الاسبانية بيرناردينو ليون ان العلاقات المغربية ـ الاسبانية ناضجة وعليه يمكن أن تمتص هذا التوتر ، في حين أبرز وزير الخارجية ميغيل آنخيل موراتينوس أن العلاقات ستستمر جيدة، ولكل طرف رؤيته الخاصة لملف سبتة ومليلية، ويجب احترام رؤية المغرب في هذا الملف .
ويحاول موراتينوس تهدئة خواطر المغرب بعدما كانت الدبلوماسية هذا الاسبانية تؤكد في الماضي أنه لا يمكن نهائيا الحديث عن سبتة ومليلية وأن المغرب مخطئ في مطالبته بالمدينتين.
ومن خلال المقالات والنقاشات الدائرة في الأوساط السياسية الاسبانية يبقي الرأي السائد هو أن حكومة خوسي لويس رودريغيث سبتيرو لم تتكهن بحجم الرد المغربي الذي فاجأها، وتتساءل كيف يمكن إصلاح العلاقات مع الجار الجنوبي في وقت أوقف جميع خطوط الهاتف؟ في إشارة الي أن انقطاع المكالمات بين مسؤولي البلدين وحتي بين ملكي البلدين.
داخليا، تتفاعل هذه الزيارة وصدرت مواقف متشددة من طرف بعض الحركات السياسية القومية مثل الحزب القومي الباسكي والتكتل الغاليسي والجمهوري الكاتالاني. فزعيم هذا الحزب، كارود روفيرا، وصف منذ يومين زيارة خوان كارلوس الي سبتة ومليلية بأنها أشبه بزيارة مستبد كولونيالي من القرن التاسع عشر منها لملك من القرن الواحد والعشرين .
يذكر أن هذا الحزب هو الذي يوفر النصاب القانوني في البرلمان للحزب الاشتراكي الحاكم.
وأعربت هذه الأحزاب القومية عن استغرابها لهذه الزيارة وتتخوف من أن تجعل الحكومة الحالية أو المقبلة تتبني مواقف وطنية متشددة ليس فقط في سياستها الخارجية وإنما حتي تجاه مطالب الحركات القومية في كاتالونيا واقليم بلد الباسك وغاليسيا. وتعيش اسبانيا مواجهة سياسية قوية بين بعض الحركات السياسية القومية مثل اقليم بلد الباسك التي تطلب بالإنفصال عن اسبانيا وحكومة مدريد التي تريد المحافظة علي وحدة البلاد.

عن القدس العربي