Array
السلام عليكم أخي الدكتور الصفي :

أتمنى منك أن تزيد بياناً في هذه النقطة لأنها تلتبس علي :

(3) الجنة التي اهبط منها آدم ليست جنة سماوية و انما على الارض و الهبوط هو الانتقال من علو الى هبط و لكنها حركة على نفس المستوى ( من سماء عليا الى سماء ادنى او من ارض مرتفعة الى ارض منخفضة) و ذلك لان الحركة بين السماء و الارض تسمى نزولا و ليس هبوطا

جزاك الله خيراً ودمت بالصحة والعافية .
[/quote]

الاخ العزي ايوب 2
و عليك السلام و رحمة الله.
كما تعلم فان العلماء اختلفوا قديما في اين كانت جتة آدم ( للتفرقة بينها و بين جنة الخلد) , بعضهم رأى انها في السماء و البعض الاخر قال انها على ارض.

و للمتدبر في القران لن تشكل هذه النقطة اي عقبة. فلن تجد اي آية في القران الكريم تقول بان جنة آدم كانت في السماء.

بل و اكثر من ذلك فلن تجد ايضا اية آية تقول بان جنة الخلد ستكون في السماء.

و السبب في هذاالخلط ناتج من فهم غير صحيح لبعض ايات القران الكريم . اورد لك بعض الامثلة:

إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ {القمر/54} فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ {القمر/55}

قال ابن كثير: عِنْد مَلِيك مُقْتَدِر " أَيْ عِنْد الْمَلِك الْعَظِيم الْخَالِق لِلْأَشْيَاءِ كُلّهَا وَمُقَدِّرهَا وَهُوَ مُقْتَدِر عَلَى مَا يَشَاء مِمَّا يَطْلُبُونَ وَيُرِيدُونَ .

و اورد القرطبي:: قَالَ عَبْد اللَّه بْن بُرَيْدَة : إِنَّ أَهْل الْجَنَّة يَدْخُلُونَ كُلّ يَوْم عَلَى الْجَبَّار تَبَارَكَ وَتَعَالَى ,

و الاولى فهم العندية بانها عندية رتبة و ليس مكان فالله تعالى منزه عن التجسيد.

و لو تدبرت ايات القران الكريم في الجنة لوصلت الى نتيجة مفادها بان جنة آدم كانت ارضبة و كذلك ستكون جنة الخلد ارضية , و لا معنى للكلام عن جنة في السماء لانها حتى و لو كانت خارج الكرة الارضية فلا بد لها ان تكون على ارض و ليست معلقة في الهواء فهي جنة فيها ما وصف الله تعالى بالانهار و الثمار و الغرف المبنية .فاي معنى ان تكون الجنة على ارض اخرى ؟ وسبحان الله الا تحسم أيات القران الكريم الجدال عن اين هي الجنة؟

لنبدأ باهتين الايتين:
1- وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ {الزمر/69}

2- وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ {الزمر/74}

الاية الاولى تتحدث عن الارض التي عليها الانسان و هي نفسها ارض البعث و الحشر و الحساب وفقا للاية السابقة لها:

وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ {الزمر/68}

الاية الثانية تقول بوضوح بان الجنة على الارض : و اورثنا الارض نتبوء من الجنة حيث نشاء.

و بين الاية الاولى و الثانية وردت ايات دخول النار و دخول الجنة , فمن اين اتى الفهم بان الجنة في السماء؟

و مهم جدا ان نعرف قاموس و مصطلح التعبير القراني , و بدونه لن نفهم القران الكريم الفهم الصحيح.

الحركة من السماء الى الارض و هي حركة بين مستويين مختلفين تسمى : نزولا.

الحركة من الارض الى السماء تسمى عروجا و صعودا .

الحركة في نفس المستوى تسمى هبوطا.

يعني عندما اهبط آدم من الجنة سميت الحركة هبوطا و ليس نزولا لانه لم يكن في السماء:

اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ {البقرة/36}

و الشاهد هو قوله تعالى لنوح عليه السلام عندما استقرت بهم الفلك على الجبل:

قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ

و ايضا قوله لبني اسرائيل:

اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ

و قوله عن الحجارة:

وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ

و لكن الحركة بين السماء و الارض تسمى نزولا و الامثلة من القران كثيرة جدا منها:

يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ

قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا رَّسُولاً

وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا

و الحركة من الارض الى السماء تسمى عروجا و صعودا :

وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاء فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ

يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ

فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ {الأنعام/125}

مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ


هذا باختصار شرح للنقطة اعلاه ارجو ان يكون غير مخل و واضح.