مع القصيمي في كتابه (( العالم ليس عقلا ))
زملائي اعضاء ومتصفحي نادي الفكر ... المحترمين
كنت قد وعدتكم منذ فترة بايراد مقتطفات للكاتب السعودي عبدالله القصيمي , والتي تستحق من وجهة نظري القراءة والتامل لان اغلب الاقتباسات المتوفرة على الانترنت من خصوم هذا الرجل او من حساده ممن يقتبسون كلمات وجمل لا تمس صميم فكر وفلسفة هذا الرجل , بل يقتبسون اقوال عادية من كلام الرجل ويحاولون ايحاء القارىء بان هذه هي فلسفة وافكار القصيمي , بينما للقصيمي كلمات ودرر توزن بالذهب يتغاضون عنها عمدا , وها انذا افي بوعدي ولكن ليعذرني الجميع لعدم استطاعتي نقل الكتاب ككل , فالكتاب بكل سطر فيه يستحق القراءة. اما الجمل التي اخترتها فهي اختيار شخصي محض , وهي الجمل التي استوقفتني وبهرتني وجعلتني اسرح بفكري خلف حدود الواقع , وآسف على الاطالة واترككم الآن مع القصيمي.
يقول القصيمي :
- الفرق بين من يعبد الله ومن يتبع الشيطان فرق في التعبير عن الاستجابة للذات لا عن الاستجابة للحقيقة . ص 309
ويعلل القصيمي اسباب الاختلافات والعيوب في المذاهب الفلسفية كالتالي:
- الشيء الذي يبدو ولا عيوب فيه سيخلق لنفسه بقانون التراكم عيوبا تجعله محكوما عليه بالتغير والاعدام , وافضل المذاهب والاوضاع سوف يحولها قانون التراكم وقانون تناقض الشيء مع نفسه الى افسد المذاهب والنظم.
والوجود نفسه خطر والم وتناقض , فاذا وجد الشيء فقد وقع في الخطر والالم والتناقض , لان وجود الشيء معناه التناقض بين ما ينبغي وما يمكن . ولهذا فان جميع الرجال والمذاهب والنظم والعهود تقع في الورطة وتفقد مثاليتها وتفوقها اذا جربت وطالت تجربتها. ص 296
ويقول عن الكتاب الحداثيين والرجعيين :
- وفي طبيعة الكاتب الرديء ان يقنع اكثر من الكاتب الجيد , لان الكاتب الرديء يدعونا الى البقاء في اماكننا اما الكاتب الجيد فيدعونا الى الهجرة . الاول يقول لنا : كونوا كما كنتم , والثاني يقول : كونوا كما لم تكونوا – كونوا غير ما كنتم , كونوا اكبر واعظم واصعب . ومع ان الناس حتما يتغيرون فانهم يرحبون في الاكثر بالدعاة الذين يباركون الابقاء على ما هو موجود من العقائد والنظم والتقاليد . وهذا لان تفكير الانسان وارادته اكثر رجعية واقل شجاعة من احتمالات حياته ص 295
ويتكلم عن جدلية الاقناع بين الاديان والمذاهب فيقول :
- الادلة العقلية لا تستطيع ان تقنع الناس , فكيف تستطيع ان تغيرهم ! .... ولو كان المنطق يغير افكار الناس وعقائدهم او سلوكهم لكان من السهل جدا اخراج اهل الاديان والمذاهب والانظمة المتخلفة من اديانهم ومذاهبهم وانظمتهم وادخالهم فيما يخالفها بالمنطق والجدال القوي , بل انه كلما كان منطقنا اقوى واوضح كان اضعف في الاقناع لاننا كلما تفوقنا على خصومنا بالحجة , كانت حجتنا اعجز عن اقناعهم , لاننا حينئذ نثير حقدهم وخوفهم , بدل ان نستطيع اقناعهم , واننا لنقنع الآخرين باظهار تفوقهم المنطقي علينا , اكثر مما نقنعهم باظهار تفوقنا عليهم , لان البحث عن الحجة الصحيحة او القوية ليس هدفا من اهداف الناس , انهم يستعملون الحجج القوية لتاييد اهوائهم , ولكنهم لا يحترمونها لذاتها . ولو احترموها وهي ضدهم , لانها قوية او صحيحة , لعادوها وكرهوها اكثر , فنحن نعادي الحق اذا كان ضدنا , اكثر من معاداتنا للباطل ... ان انتصار المنطق وقهره , ليسا اقل من انتصار السلاح وقهره اذلالا للخصوم وقسوة على مشاعرهم !
فالناس يعادون الناس حينما يعلنون انهم يعادون المذاهب والعقائد الفاسدة , وهم اذا لعنوا المخالفين انما يعنون الناس انفسهم لا مذهبهم المخالف لانهم اصبحوا في تقديرهم خصوما لهم . واللذين يدافعون عن راي ما يدافعون عنه لانه رايهم لا لانه راي ما.
ص 287 و ص 287 وص 289
يتبع
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 11-10-2007, 07:22 PM بواسطة الحر.)
|