morgen (f)
سيستاني (f)

في أيام الجامعة كان لنا زميل يعيش في وهم ملأ عليه حياته أنه مطرب أصيل ينقصه فقط أن يعطيه أحدهم الفرصة و يكتشفه لكي يصعد به سلم المجد.
طبعا الزميل كان يطربنا أحيانا بصوت يصم الآذان فيما يشبه صياح قردة البابون و لم يكن يقبل نهائيا أية نصيحة يوجهها له صديق - بشكل مغلف بكل ذوق مراعاة لعدم تحطيم نفسيته الموهومة - بأن يكف عن محاولات الغناء و أن يجد لنفسه حلما آخر.

المهم - في يوم ما إستطاع زميلنا أن يصل لملحن معروف - بدون ذكر أسماء - و هو معروف أيضا بسلاطة لسانه و غروره. و أخذ صاحبنا موعد لجلسة إستماع حية في استوديو ذلك الملحن و كله أمل في مستقبل تملأه الشهرة و المال و النساء.

ذهب صاحبنا قبل موعده و وجد الملحن في جوقة من الفنانين يحضرون أعمالهم. إنتظر كثيرا و لكن لا بأس فالمجد يستحق التضحية.

و أخيرا جاءت اللحظة الحاسمة و قام صديقنا للغناء - و إختار صديقنا المكار أغنية من الطرب الأصيل - و طبعا من ألحان الملحن العظيم لعله يرق قلبه.

بمجرد أن فتح صديقنا حنجرته و جهر بغنائه - نظر أصدقاء الملحن له و هم يكتمون ضحكاتهم و يستعدون للإنفجار بمجرد أن يبتسم - لكن و على العكس - فقد تراجعوا جميعا بعد أن فوجئوا بنظرة الجدية الصارمة على وجه الملحن المشهور. و الذي ظل على نفس صرامته لا ينظر لأحد إلى أن إنتهى صديقنا من الغناء تماما.

عندئذ قام الملحن المشهور من جلوسه و هو يصفق في حماس - لكن نظرة الصرامة الحادة مازالت على وجهه - و ظل يصيح في طريقه من كرسيه لصاحبنا المطرب الموهوم "اللــــــــــــــــه ...... اللـــــــــــــــــــــه ...." و هذا في خطوات ثابتة متناغمة مع صيحاته و هذا إلى أن أصبح صديقنا في مرماه عندئذ قال "اللــــــه ... اللـــــه ... يابن دين الكــــــــالب .... يابن دين الكــــــــــــــــــــــــــــالب" ثم هجم في وحشية على المسكين الذي إستدار مسرعا ليجري لكن بعد فوات الأوان فقد طال شلوت الملحن مؤخرة صاحبنا المسكين. و الذي لم نره نهائيا بعد تلك التجربة التي إستحقها عن جدارة.

أما لماذا تذكرت تلك الحادثة المؤسفة الآن؟؟ لقد تخيلت صديقنا ناظر مدرسة بودلارد هذا و هو يعرض بحثه العلمي الثمين على علماء من وكالة ناسا مثلا :lol: