الزميل بهجت,
(f)
شريط متميز كالعادة
لكن السؤال علي الجرح,
من الممكن ان اكتب و ازيد عن الايمان المطلق بالديموقراطية و ان الحرية هي كل شئ و قبل اي شئ لكني و للاسف لا املك ساعة الجد سوي ان افعل عكس ذلك!!
احاول ان اهرب من هذا الاعتراف ففيه تناقض ليس بالهين كما انه يعود بنا إلي نقطة الصفر, من نحن حتي نصادر علي الشعب حرية اختياره؟, نقول اننا مثقفين, و ايه يعني, فنحن و حتي الان لا نستطيع ان نبلور خطاب يقترب من الناس. لا نستطيع ان نلوم وعي الناس و نلعن انسياقهم وراء الاخوان ثم نبرر طغيان حكامنا بأنهم اقل الضررين!
لكني و للاسف "مرة اخري" سوف افعل ذلك!!
كثيرا ما اقول المصريين يستحقون الاخوان فلا احد هيطلع دين المصريين مثل الاخوان و من اعمالكم سلط عليكم, فلندع الناس يجربون.................. لكني اعود و اشفق علي بلدي من مثلها تجربة, فما الفائدة ان اقف قائلا لشخص موضوع علي حبل المشنقة:
الم اقل من قبل سوف يضعونك علي حبل المشنقة,
كما لا يمكنني ان اقف شامتا بعد ان يتم تدمير بلادي معلنا صحة منطقي قائلا:
لقد دمرونا هذا ما كنا نحذركم منه.
في دولة مثل مصر كثيفة السكان يتركزون في شريط ضيق و ذات موارد محدودة لا نملك رفاهية هذه التجربة فخسائرها سوف تكون فادحة خاصة ان التيار الذي يسحبنا لها تيار متلون لا يتوانا عن التنطيط علي كل الحبال و قلب الحقائق و لن يقنع قبل ان يدمر كل شئ,

أسأل نفسي ماذا عن ابناء بلدي, نعم خدعتهم الشعارات لكن الاخوان عقاب قاسي لابعد الحدود حتي لو كانوا يستحقونه, فالأغلبية بسطاء فقراء او شباب يتبخر حلمه يوما بعد يوم و لا يجد ملاذا سوي الله و الاخوان احباب الله فكيف لا يحبونهم, انا لا ابحث لهم عن مبرر لانخداعهم فالتاريخ كما القانون لا يحمي المغفليين!!

لكني ايضا لا اراهن علي الحكومة او تيار مستنير داخلها, فهذا كلام تكذبه الاحداث, التيار المستنير لا يمثل اكثر من اراجوز يخروجنه للحديث مع المثقفين او المسارح الدولية و لا يفعلون اي شئ فقط يعطوننا جرعات من "البنج" ان الحكومة لا تتواني في الدفاع عن الدولة المدنية و العمل ضمن خطط التحديث و التنوير اما علي ارض الواقع فالزحف الاصولي مستمر.

معركة العلمانية في مصر مع الحكومة كما هي مع الاخوان ربما الاثنين مختلفين لكنهم يسيرون بنا الي نفس النقطة الفرق ان الحكومة بمعدل ابطئ و هذا ما يجعلني في اي لحظة فاصله افضلها عن الاخوان فالقاعدة الفقهية تقول ما لا يدرك كله لا يترك كله و هدم المعبد علي الجميع هو خيار لا يدفع إليه إلا يأس لا يليق بمن يفكر في شعب بلغ ال 80 مليون و دولة تاريخها 5000 سنة.

الامل في ان تتحرك قوي علمانية صريحة مستقلة عن الحكومة و الاحزاب الكسيحة بين جموع الناس و تجد طريقة لتوصيل لماذا نحذرهم من الاخوان و امثالهم, قوي تقول للناس انه لا امل في احياء ماضي شبع موت فأما ان ننجح في كتابة المستقبل كما تكتبه باقي شعوب العالم و اما الانهيار, و ان مجتمع يقوده رجال الدين لن ينتهي إلا إلي الهاوية.

لن تضئ الف شمعة الطريق لمن وضعت علي اعينهم اغطية سوداء, قبل اي شئ دعونا نرفع الغطاء و ساعتها شمعة واحدة سوف تكفي

اطيب تحياتي