الحر
عضو رائد
    
المشاركات: 2,763
الانضمام: Mar 2006
|
مع القصيمي في كتابه (( العالم ليس عقلا ))
يقول القصيمي :
ان المنطق لا يمكن ان يعطي حقيقة او سلاما . وكل انواع السلام والحقاءق التي نعيشها ونملكها اليوم لم يصنعها الصراع بين الآراء , وانما صنعتها الحاجة والعجز والآلية والقانون والتكيف والتجربة ! ونحن حينما نشتبك في مناقشات ومبارزات جدلية , لا نستعمل في الحقيقة عقولنا وانما نستعمل اعصابنا وتوتراتنا ’ بل نستعمل ايدينا من بعيد , ولو كنا نستعمل عقولنا لعرفنا انه ليس من العقل ان نحاول الوصول الى الصواب او اقناع الآخرين او حسم الخلاف معهم او نيل اعجابهم وحبهم بالهجوم بعقولنا على عقولهم . ليس من العقل ان تدخل في معركة عقلية مع العقول الاخرى لان هذا لا يفيدك ولا يفيد مخالفيك ولا يفيد الحقيقة التي تزعم الغيرة عليها والدفاع عنها , فالاحتكام الى المنطق في اي خلاف بينك وبين نفسك وبينك وبين الآخرين هو نوع من القتال ومن البحث عن العداوة والاعداء , وليس محاولة للاقناع او للبحث عن الصواب او الصداقة . المناقشة المنطقية مع المخالفين هي استجابة سريعة للعاطفة ليس فيها منطق او حافز اخلاقي , ولا يمكن ان ينتصر الصواب على الخطا او العدل على الظلم بالقتال العقلي . وليس صحيحا تحت اي ظرف من الظروف ان اية عقيدة او دين او نظام قد انتصر بقوة الاقناع او الاقتناع المنطقي ! ان المختلفين الذين يتعالجون من خلافاتهم بخوض المعارك المنطقية هم كاللذين يتشاتمون , لا يفعل هؤلاء ولا هؤلاء اكثر من ان يبصقوا انفعالاتهم ويظهروا قوتهم او يدافعوا عن كبرياءهم باسلوب محنق بليد . وحتى المخلصون في طلب الحقيقة لا يستطيع النقاش الحر بينهم ان يخفف من خلافاتهم او يساعدهم على رؤية الصواب ! بل ان الاخلاص للحقيقة يصنع التباعد والبغضاء بين الناس اكثر مما يصنع ذلك الاخلاص للمصلحة وللذات . ص 202 و ص 203
ويقول القصيمي:
ان الشعوب العظيمة تبدع افكارا عظيمة ولكن الافكار العظيمة لا تبدع شعوبا عظيمة. والناس لا يختلفون او يتفاوتون لاختلاف وتفاوت افكارهم , وانما تختلف افكارهم وتتفاوت لاختلافهم وتفاوتهم هم , فاختلاف الافكار وتفاوتها نتيجة لا سبب , حتى الافكار والمذاهب السيءة ليست مسؤولة عن المجتمعات السيءة . ان منطق الناس يفسد لانهم هم فاسدون , وهم لا يفسدون لان منطقا فاسدا يحرضهم على الفساد او يبرر لهم ذلك ! والناس لا ينتجون افكارا ومذاهب سيءة , الا لانهم محتاجون الى ان يسلكوا سلوكا سيءا , الا انهم والا لانهم هم سيؤون , وكل من احتاج الى ان يكون في عمله رديءا , فلابد ان يحتاج الى ان يكون في منطقه رديءا . فرداءة المنطق تابعة لرداءة العمل ورداءة الذات والظروف . وهؤلاء الذين يؤمنون بابشع المذاهب والعقاءد ويدافعون عنها , ليست العقدة فيهم انهم اغبياء او جهال , بل العقدة انهم فاسدون وانهم يحيون في ظروف واوضاع فاسدة , واصلاحهم او اصلاح منطقهم , لا يكون بمناقشتهم بمنطق اصح واقوى من منطقهم لان المنطق كما قلنا داءما هو تابع لا قاءد . ص 204 و ص 205
يتبع
|
|
11-13-2007, 07:32 AM |
|