الحر
عضو رائد
    
المشاركات: 2,763
الانضمام: Mar 2006
|
مع القصيمي في كتابه (( العالم ليس عقلا ))
عودا على بدا.
يقول القصيمي وهذه من روائع اقواله :
انا لا احب الحقيقة ولا اكرهها , وانما احب ما يلائمني واكره ما سواه. لست احترم شيئا او ادافع عن شيء لانه عدل او حق , ولكن لاني اهواه او استفيد منه او اعيش فيه او ادافع عن نفسي واثني عليها بالدفاع عنه والثناء عليه , او لاني عاجز نفسيا او اجتماعيا عن الخروج عليه وعن التلائم مع نقيضه !
ولهذا فاني لن اعاني ايه صراعات نفسية او اخلاقية لكي اختار موقفي حينما تكون نظرياتي وعقائدي وتعاليمي في طريق غير طريق مصالحي واهوائي !
ان افضل انسان لن يجد اية معاناة لكي يطيع ذاته ويعصى مثله ! اذا اتبعت الحق او احترمته فليس لاني فاضل , واذا اتبعت الباطل او احببته فليس لاني شرير , ولكن لاني في الخالتين انسان .
انا افعل الخطا بالاصرار والحماس اللذين افعل بهما الصواب , ولست في الحقيقة افعل هذا ولا هذا , بل افعل دائما ذاتي لاني اناني . ومجموع انانيات البشر الفردية يساوي مجموع فضائلهم الاجتماعية ! الحقيقة لا تكون هدفا , ولكنها قد تكون الطريق الى الهدف !
انا افكر واتكلم كشريعة , ولكني احيا وانفعل واخطىء كطبيعة !
انا اتهم قائل الحق بقدر ما اتهم قائل الباطل , هذا يسير الى هواه فوق الحق , وذاك يسير الى هواه فوق الباطل , فايهما الفاضل ؟
ص 183
ويقول القصيمي في ص 167:
العقيدة هي الصورة لا جهاز التصوير , هي الكلمة التي نعبر بها عما نريد ونستطيع , واذا تغيرت الارادة والقدرة تغيرت الكلمة .
ويقول في نفس الصفحة :
ان مذاهبا لا تشكل اخلاقنا ولا خصائصنا , ولكن هذه هي التي تجعلنا نبتكر المذاهب او نختارها او نكيفها . فنحن نختار هذا المذهب او لا نختاره , او على الاقل نصوغه بما لابد ان نكون . ونوع الايمان والارباب لا تاثير له على حياتنا , وانما التاثير للظروف والخصائص التي توحي بذلك الايمان وتلك الارباب . وليس سبب تعصب المؤمن بمذهب من المذاهب هو ايمانه بذلك المذهب , بل سببه ظروفه وحالته النفسية . فالمتعصب القاسي يختار المذهب الملائم او يحول مذهبه الى تعصب وقسوة , والمتسامح يفعل نفس الشيء .
ولهذا يختلف اهل العقيدة الواحدة والمذهب الواحد اختلافا كبيرا في سلوكهم وصفاتهم النفسية , ويختلفون اكثر اذا اختلفت العصور والاوضاع والحضارات التي يعيشون فيها . واصحاب الخصائص القوية يبدعون تحت جميع الظروف والنظم , اما ذوو الخصائص الضعيفة فلن يكونوا مبدعين تحت اي عهد او نظام او ظرف . ص 167 و ص 168
يتبع
|
|
11-13-2007, 06:58 PM |
|