الزميل فانسي
بصراحة أشعر كأنك تتجنب أحيانًا إجابتي بشكل مباشر ، وتجعل الأمر يطول ويطول مع أنه ينتهي بإجابة بسيطة واضحة منك ، مثلما فعلت في تقديم لائحة للأسفار المقدسة ، فلقد طالت كثيرًا بعد إلحاح مني حتى خرجنا بجواب أرضاني على مضض ، فكان لا يزال عندي ما أقوله ولكن تراجعت خشيت أن تتعبني في الجواب مرة أخرى وتطيله كما فعلت بسابقه .
فلقد قلت لحضرتك : "لا داعي كلما سألتك سؤالًا أن تطرح بمقابله إسلاميات" ، فكان جوابك :
"يجب ان نتفق علي بعض الاشياء
يتفاوت الناس في استيعابهم للامور و الحكم عليها
فقد احتج بشئ لا تحتج به , و العكس صحيح
لذا يهمني جدا ان احتج بنفس ما تحتج به"

أقول :
أولًا : تقول "يهمني جدا ان احتج بنفس ما تحتج به" ، فأرجو أن تراجع التعليق (15) عليها في موضوع "على هامش الحاور" .
ثانيًأ : أنا أسأل عن أمور تخصك في دينك ، أمور أريد أن أعرف إيمانك بها كمسيحي ، فما علاقة الإسلاميات ؟
هل لا يمكن أن تخبرني عن الإجماع في مفهومك إلا أن تزج بالصحابة وحرق المصاحف ؟؟

يا عزيزي أرجوك أن تكف عن هذا التطويل والتفريع والمتاهات ، فإني والله أعمل جهدي حتى نركز على لب الموضوع ، وأنت لا تجيب بشكل مباشر ، بينما أجيبك عن الإسلاميات بالرغم من أنك تطرح أمورًا تحتاج لوقفات وصفحات لأعالج فيها ما تقول ، وأعمل جهدي أن يكون جوابي مباشرًا وكافيًا رغم ضيق وقتي الشديد ، بينما سؤالي يحتاج غالبًا إلى تكراره مرات ومرات دون أن أحصل على جواب مباشر إلا بعد عناء وجهد يصل معي أحيانًا إلى اليأس .

إن كنت تفعل ذلك بهدف أن أستوعب ، فأرجوك لا داعي لذلك ، فلو أني لم أستوعب شيئًا عندها سأقول لك .

أرجو أخذ ما قلت بعين الاعتبار ، شاكرًا لك حسن تفهمك ..


نتباع بعون الله ..
قلت سابقًا :
لم تجب على هذا السؤال :
(إذا أجمعوا مثلًا - في القرن الثاني - على شيء ، هل يُعتبر هذا إجماع ، أم يُشترط إجماعهم في كل عصر على نفس الشيء حتى يكون حجة ؟)

أجبتني :
((اهتم ب ( هم ) الملونة في هذه الجملة
فان طلبنا اجماع علماء القرن الثاني , فكيف نشترط اجماع هؤلاء العلماء في القرن التاسع ؟!

يقينا قد ماتوا و جاء غيرهم
الا ان كنت تقصد جماعة ما))

انظر كيف تطيل وتطيل ؟
تسأل عن "هم" في "إجماعهم" وتتساءل كيف يجتمع أهل القرن الثاني في القرن التاسع وهم قد ماتوا ؟

بالله عليك ، هل فعلًا تظن أن أحدًا يسألك عن قوم ماتوا كيف يجتمعوا ؟
هل هو مجرد التطويل لا غير حتى لا يكون الجواب مباشرًا ؟

يا عزيزي ، إن "هم" تعود على من تعتد حضرتك بإجماعهم ، فالمعنى هكذا :
(إذا أجمع من يعتد بإجماعهم مثلًا - في القرن الثاني - على شيء ، هل يُعتبر هذا إجماع ، أم يُشترط إجماع من يعتد بإجماعهم في كل عصر على نفس الشيء حتى يكون حجة ؟)

أشرح أكثر :
(إذا أجمع من يعتد بإجماعهم مثلًا - في القرن الثاني - على شيء ، هل يُعتبر هذا إجماع ، أم يُشترط في كل عصر إجماع من يعتد بإجماعهم من أهل ذاك العصر على نفس الشيء حتى يكون حجة ؟)

وسألتك :
((يعني لو أن المسلمين أو اليهود أو البوذيين أو الوثنيين أو الهراطقة أو غيرهم خالفوا ما عليه النصارى ، فهل عندها لا يسمى إجماعًا ولا ينعقد الإجماع ؟
- هل هو شرط أن يدخل معكم بعض هؤلاء أو كلهم لنقول حينئذٍ انعقد الإجماع ؟))

فأجبت :
((اجماع المسلمين و اليهود و الملحدين و الاريوسيين على صحة عقيدة مسيحية , هو اقوى من اجماع المسيحيين وحدهم عند الاحتجاج))

قلت : هذا الجواب هو التفاف على السؤال ، فهل أنا سألتك ما إذا وافقوا إجماع النصارى ؟
أم سألتك إذا خالفوا ؟

هل ترى عزيزي كم تطيل وتطيل ، وتتعبني في تكرار السؤال كرات ومرات وهو واضح ؟
أرجو الإجابة عما إذا خالفوا ، لا إذا وافقوا ، ولا تنس ما تحته خط .


وسألتك :
من هم بالتحديد الذين لو اجتمعوا فعندها يصح أن تقول "انعقد الإجماع" ؟

فكان جوابك :
((في هذا يكون تخصيص لفظة ( اجماع ) باضافتها الي المجمعون
كأن نقول

اجماع المسيحيين الاوائل
اجماع المسيحيين
اجماع المصريين .... الخ))

ما هذا أيها الزميل ؟
أنت مصر ألا أحصل على جواب شاف منك ؟
هل بالفعل أسئلتي عسرة الفهم إلى هذه الدرجة ؟

أسئلك "من هم بالتحديد" وأنت تقول تخصيص لفظة كذا !!
أرجو أن تراجع السؤال مرة أخرى وتجيبني عليه مباشرة .

أما سؤالي : (هل ينقض أحدهما الآخر أم لا ؟ )
فبصراحة ، لقد يئست من الجواب ، فإني أشعر أني لن أحصل على الإجابة عنه أبدًا .

وقولي (ولو أني أريد مهاجمتك لعكست عليك من البداية كل قول تقوله ، فآتيك عند كل تقرير لك بمطعن يقابله في كتبكم) ، فلقد علقتَ عليه حضرتك قائلًا :
((لا يهمني اطلاقا الطعن في المبادئ الاسلامية
بل استخدمها لتأييد قضيتي
كيف تتخيلني اهاجم ما اعتمد على تأييده ؟!))

يا عزيزي ليس في قولي المقتبس أعلاه أني قلت إنك تهاجم ، فراجعه رعاك الله .




تحياتي
العميد