لهذه العبارة سحر آسر ، عندما تقرأها تشعر أنها مفتاح الحل في النظر للنظم الطبيعية ، و هي المقولة التي اختصر بها أرسطو المبدأ الكلي Holism

يمكن فهم هذه العبارة في سياق سعي بعض المفكرين إلى نقد المذهب الارجاعي Reductionist وهو مبدأ أساسي في العلم يحاول فهم الظاهرة بالرجوع إلى أجزاءها.، هل يعقل أن الكائن الحي هو مجموع خلاياه أو أن الفكر هو حاصل عمل مجموعة من العصبونات.

هل يمكن إرجاع العمليات البيولوجية الحيوية إلى التفاعلات الكيميائية و التفاعلات الكيميائية إلى الخواص الفيزيائية للعناصر!
في الرياضيات الكل يساوي مجموع الأجزاء و ذلك لأن الرياضيات تتعامل مع الكم ، و لكن في الفيزياء الأمر مختلف فسلوك جزيء ماء يختلف عن سلوك حشد من جزيئات الماء. فمثلا جزيء الماء لا يمكن أن يوصف بالسيولة و لكن تفاعل عدد كبير من جزيئات الماء يعطي الماء سيولته ، كذلك صلابة المعدن ، أو خفة الهواء.

أي أننا في دراستنا للنظم نغفل العلاقة بين المكونات ، تلك العلاقات هي التي تجعل الكل شيئاً مختلفا عن أجزاءه،

و لكن دعاة المبدأ الكلي يستغلون تميز الكل ليقنعوننا أن هناك شيئا آخر لا ندركه، شيء خفي يعطي الكل تميزه.
هذا لا يعني أنني ضد المبدأ و لكنني ضد محاولات استغلال بعض المفكرين لهذا المبدأ لتمرير أسباب لاعلمية تقف حاجزاً أمام المعرفة البشرية.

كل التحية