{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
النزعات المادية في الفلسفة الاسلامية، لحسين مروة
طريف سردست غير متصل
Anunnaki
*****

المشاركات: 2,553
الانضمام: Apr 2005
مشاركة: #14
النزعات المادية في الفلسفة الاسلامية، لحسين مروة

قبائل كبيرة تــفشت فيها النصرانية



انتشرت المسيحية في شبه الجزيرة العربية عموماً وفي الحجاز خصوصاً ومما يدل على ذلك أن عدداً من القبائل الكبيرة اعتنقت غالبية أفرادها تلك الديانة ، نذكر فيها على سبيل المثال ثلاثاً .



أولاً : إياد



يبدو أن ديانة المسيح كانت متمكنة من هذه القبيلة ، ويظهر ذلك من قيامها بدور بارز فيما سمي في التاريخ الإسلامي بـ " حروب الردة " ونحن نعتقد أنه جانب من أهم الجوانب التي غفل عنها المؤرخون وهم يعددون الأسباب التي دفعت كثيراً من قبائل شبه الجزيرة العربية إلى الانتفاضة على الحكومة التي قامت في المدينة برئاسة الصديق أبى بكر رضي الله عنه بعد وفاة الرسول محمد ( ص ) أو قل أن المؤرخون تغافلوا عنها ونعني بذلك الجانب الاقتصادي والجانب العقائدي ونقصد بالأخير هو أن اعتناق القبائل للديانة المسيحية وتغلغلها في صفوف أفرادها وأن إسلامها من ثم كان ظاهرياً جعلها تتحين الفرصة للثورة على المدينة ، وقد جاء لها الفرصة عند وفاة الرسول ( ص ) . وقبيلة إياد مثل على ذلك فقد ساهمت في حروب الردة ووقفت إلى جانب جيوش الروم والفرس أثناء الفتح العربي الإسلامي لبلادها أو للبلاد التي كانت تحت سيطرتها . ولم يحدد المؤرخون الوقت الذي تحولت فيه قبيلة إياد من الشرك وعبادة الأصنام إلى المسيحية ولكنهم يطرحون العديد من الأسباب التي أدخلت النصرانية إليها ، منها اتصالها بالدولة اللخمية وانطواؤها تحت هيمنتها ، كذلك ارتحال بعض بطونها إلى مشارف بلاد الروم واتصالهم بأهلها ، فقام قسس ورهبان من الروم بالتبشير بالنصرانية بينهم ، ( والأمر المؤكد أن إياداً كانت على النصرانية وقت ظهور الإسلام ) وموطن إياد كان " تهامة " وقد عاونت " مضر " في إجلاء " جرهم "من مكة وتولت حماية البيت ثم هاجرت إلى البحرين والعراق ، ولوجودها هناك خضعت لسلطان دولة اللخمين في الحيرة التي كانت المسيحية قد انتشرت فيها منذ أن نبذ النعمان عبادة الأوثان فبنيت الكنائس والأديرة . وأصبحت في الحيرة طائفة هامة هي طائفة العباد ( د . السيد عبد العزيز سالم ، دراسات في تاريخ الإسلام ، ص284 ) ومن تلك الأديرة : دير اللج الذي بناه النعمان ودير مارت مريم ودير هند الكبرى ودير هند الصغرى ودير الجماجم وهو ينسب إلى قبيلة إياد ويفسر البلاذري في فتوح البلدان سبب هذه التسمية بأن (مالك بن محرز الإيادي قتل قوماً من الفرس ونصب الجماجم عند الدير فسمي دير الجماجم ( ودير عبد المسيح ) ( المرجع نفسه ، ص281 ) . ومن أسباب انتشار المسيحية في قبيلة إياد تنصر قس بن ساعدة أحد أبناء القبيلة وأحد خطباء العرب المعدودين ، وكانت له في سوق عكاظ خطب مأثورة يحفظها الناس عن ظهر قلب لبلاغتها ، وعلى الرغم من أن وفداً من إياد جاء إلى رسول الله ( ص ) في عام الوفود سنة 9هـ فانه من الثابت أن إيادا كانت ضالعة في حروب الردة بشكل متميز .



كما أنها قاتلت جيوش الفتح العربي في فارس والشام ، ونحن نرجع علة ذلك إلى تفشي النصرانية في صفوفها وأن الإسلام كان غطاء ظاهرياً وأنها كانت تتربص مثل بعض القبائل التي كانت دخلت دين المسيح ، وتتحين الفرص لتعود إلى دينها ، وهذه مسألة تحتاج من المؤرخين خاصة لفجر الإسلام ، مزيداً من التمحيص .



وفي سنة 11هـ انضمت قبيلة إياد إلى " سجاح " التميمية ( وكان على رأسها وتاد بن فلان وكان الإياديون يشكلون فرقة من جيش سجاح وهي مقبلة من أرض الجزيرة بالعراق ) ولم تمهد إياد بعد انكسار المرتدين ( ففي السنة الثانية عشرة من الهجرة نجد اسمها في عداد من قاتل خالد بن الوليد في " عين التمر " التي انتهت بظفر خالد بن الوليد والمسلمين على جموع العجم والنصارى ) (د . محمد إحسان النص قبيلة إياد ، ص24 ) ( وإلى جانب هؤلاء الأعاجم أقام عشير عظيم من قبائل البادية : بني تغلب والنمر وإياد يرأسهم عقبة ابن أبي عقة والهذيل ومن كان معهم على قيادة الجيوش التي نفرت مع سجاح لغزو المسلمين بالمدينة ) (د . محمد حسين هيكل ، الصديق أبو بكر ، ص221 ) وكعادته في المعارك التي تولى قيادتها خالد بن الوليد رضي الله عنه دحرهم ، ولكن إياد لم تستسلم وظلت على عدائها للإسلام والمسلمين فشاركت في قتال خالد بن الوليد وذلك في وقعة " الفراض " وهي على تخوم الشام والعراق والجزيرة فدارت الدوائر على الروم وأحلافهم ) بل أن هناك من الباحثين من يرى أن ( قبيلة إياد لم تكن من بين المنضمين للروم فحسب ، بل كانت من بين من كان يحرضهم على قتال المسلمين ) هذه الاستجابة من قبل إياد على محاربة المسلمين مرة بعد مرة مع من سموا بـ " المرتدين " وأخرى مع العجم ( الفرس ) وثالثة مع الروم دليل لا يقبل الشك على تمسكها بعقيدتها النصرانية وأن ذلك كان أحد العوامل وأن لم تكن العامل الوحيد في إصرار إياد على عداوة الدين الجديد .

وكما ذكرنا فقد كانت هناك عوامل أخرى اجتماعية واقتصادية ولكنها تخرج عن نطاق بحثنا وهو انتشار المسيحية في شبه الجزيرة العربية والحجاز وقت ظهور الإسلام .



أياً كان الأمر ، فالثابت أن المسيحية لم تكن ديناً عارضاً أو عقيدة هامشية في تلك البقاع بل على العكس فقد كانت هناك من القبائل الكبيرة ذات الثقل ممن دانت بها .



ثانيا : تميم



عرفت المسيحية طريقها إلى قبيلة تميم مثلها في ذلك مثل قبائل أخرى : تغلب وقضاعة وطيء ومذحج وغسان وربيعة ، وسبق أن ذكرنا أسباب ذلك وهناك سبب خاص بـ " تميم " ساعد على اعتناق كثير من أفرادها الديانة المسيحية وهو وجود علاقة حميمة بينها وبين مملكة الحيرة التي دان ملوكها بالدين نفسه مؤخراً ، إلى جانب ذلك بحث الإخباريون عن روابط وثيقة للغاية قامت بين زهماء قبيلة تميم وقريش ( ذكر كسترو أن تميماً لعبت دوراً كبيراً في العصر الجاهلي ، وكانت تساهم كثيراً في دعم نفوذ هذه المدينة في المجتمع القبلي لشبه الجزيرة العربية ( د. عبد الجبار العبيدي في قبيلة تميم العربية بين الجاهلية والإسلام ص31 الرسالة 37 ، الحولية 7 ، 1406هـ ، 1986 م ) . ولم تكن تلك الرابطة تقتصر على المصالح التجارية أو على " الإيلاف " بل تعدتها إلى علاقات اجتماعية تمثلت في قيام مصاهرات أسرية بين القبيلتين إذ تزوج قرشيون من تميميات وتزوج تميميون من قرشيات ، وكان ذلك منذ عهد مبكر ، فقد تزوج عبد شمس بن عبد مناف : عبلة بنت عبيد ابن جازل " التميمي " وكان أولاده وأحفاده منها يسمون " العبلات " واستمرت علاقة المصاهرة حتى بعد ظهور الإسلام إذا اصهر عبد الله بن عمر بن الخطاب إلى عطارد بن حاجب بن زرارة التميمي في ابنته " أسماء " وكذلك فعل علي وجعفر ـ ابنا أبي طالب ـ ومن الجانب الآخر تزوج حنظلة بن الربيع كاتب النبي محمد ( ص ) من بنت نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ونلفت الانتباه أن الإصهار إلى قريش كان لا يتم إلا من رؤوس بني تميم وشيوخهم ، لا من عامتهم كما سبق أن ذكرنا .

علاوة على ذلك كانت هناك تداخلات سياسية بين القبيلتين الكبيرتين ، إذ بخلاف الإيلاف الذي دخلت فيه " تميم " كغيرها ، فإن فريقاً من المتنفذين من قبيلة " تميم " قبلوا كمستشارين يؤخذ رأيهم في إدارة مكة من الوجهة السياسية بل أن قريشا قلدت " تميما " وظائف على درجة كبيرة من الأهمية من الناحية الدينية ، فقد كانت وهذا على سبيل المثال وظيفة " الإفاضة " غداة النحر إلى منى في يد تميمي هو زيد بن عدوان ، واستمرت في بني تميم حتى جاء الإسلام .



فهذه القبيلة التي كانت المسيحية فيها فاشية توثقت العلاقة بينها وبين قريش من نواح عديدة : تجارية واجتماعية ودينية ، وهذا الاتصال الوثيق يجعل المسيحية وتعاليمها قريبة المنال من القرشيين .



وإذ أن تميماً من القبائل التي اتصلت بمصب الفرات وبالخليج الفارسي وكان أبناؤه ينتقلون بين شبه الجزيرة العربية وأرض العراق ، فقد كان ذلك واحداً من أسباب اعتناق كثير منهم النصرانية ، وكان ممن تنصر " سجاح " التي ادعت النبوة فيما بعد ، وهي من بني " حروب الردة " موقف سجاح تلك وموقف قبيلة تميم من تلك الحروب مع ما قلناه من اعتناق غالبية أبنائها للمسيحية وتنصر سجاح ، كل ذلك يدعونا إلى تكرار ما نادينا به من ضرورة تمحيص الباعث الديني لمثل تلك القبائل في ضلوعها في حرب حكومة أبي بكر الصديق رضي الله عنه في المدينة ـ وعدم الاكتفاء بالسبب السهل " المجاني " الذي يرجع تلك الحروب إلى سبب وحيد هو امتناع تلك القبائل عن تأدية الزكاة لحكومة المدينة .



ومما يقطع بأن قبيلة " تميم " قد ضربت بسهم وافر فيما سمي بـ " حروب الردة " أن خالد بن الوليد ( لم يدع بني تميم حتى قضى في ديارهم على كل نافخ نار للفتنة أو في رمادها ) فهذه القسوة البالغة من جانب " سيف الله المسلول " والتي دفعته إلى القضاء على كل " نافخ نار " تقطع بأن مقاومة بني تميم لجيوش المسلمين كانت شديدة الصلابة ، بالغة العناد ونرجح أن سبب ذلك هو انتشار المسيحية فيها ، وهو الذي جعلهم يستميتون في الدفاع عن عقيدتهم ـ هذا بالأضافة إلى الأسباب الأخرى التي تند عن مجال بحثنا ويحدد د. محمد حسين هيكل منازل بني تميم على الوجه الآتي :



( تمتد من الشمال الشرقي لبلاد العرب حتى تتاخم خليج فارس في شرقها وهي تقع كذلك إلى شمال المدينة من الشرق ثم تنحدر حتى الجنوب الشرقي من مكة ) أي أن القبائل التي انتشرت النصرانية فيها كانت مضاربها قريبة من مكة والمدينة " الحجاز " ثم تمتد حتى التخوم وأن علاقات حميمة وروابط وثيقة انعقدت بينها وبين القرشيين .



ولعل من الأدلة التي تقوم على فشو النصرانية في قبيلة بني تميم ( قول طخيم بن الطخماء في مدحهم :

وأني وأن كانوا نصارى أحبهم ويرتاح قلبي نحوهم ويتوق


يتبع...حنيفة
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 11-16-2007, 11:38 PM بواسطة طريف سردست.)
11-16-2007, 11:38 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
النزعات المادية في الفلسفة الاسلامية، لحسين مروة - بواسطة طريف سردست - 11-16-2007, 11:38 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  العدد الجديد من مجلة أوراق فلسفية عن الفلسفة والثورة كريم الصياد 2 1,851 11-20-2012, 04:53 AM
آخر رد: كريم الصياد
  كُتب في الفلسفة والمنطق بصيغة exe فارس اللواء 3 1,860 04-27-2012, 07:06 PM
آخر رد: فارس اللواء
  نشأة الفلسفة العلمية ريشنباخ،ترجمة فؤاد زكريا pinno 1 2,343 10-21-2011, 02:23 AM
آخر رد: yasser_x
Wink حقيقة الحضارة الاسلامية، لفضيلة الشيخ ناصر بن حمد الفهد طريف سردست 4 3,016 09-27-2011, 03:19 PM
آخر رد: طريف سردست
  الجمهوريات الاسلامية بآسيا الوسطى منذ الفتح وحتى اليوم.بحجم 1 ميجا من اصل 37 ميجا ali alik 0 1,031 05-21-2010, 08:18 PM
آخر رد: ali alik

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS