{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 4 صوت - 4 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
فرج فوده شهيد التنوير في مصر ،و طيور الظلام .
إسماعيل أحمد غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,521
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #102
فرج فوده شهيد التنوير في مصر ،و طيور الظلام .
أما أن المشروع الإسلامي الحضاري ليس إلا خطابا حداثيا لمضمون أصولي كما يحاول الزميل تسويقه! فذلك تجن أعذر قائله به، وإن كنت أتمنى عليه أن يكون أكثر موضوعية، ولا يحمله شنآن المشروع الإسلامي على هذه الأغاليط!

المشروع الإسلامي الحضاري هو رؤية متجددة نقدمها لشعوبنا ولكافة القوى الفكرية والسياسية الحاكمة.
وهو بمثابة كلمة سواء موجهة لجميع أبناء الوطن، تتطلب تعاون كل الخيرين الحريصين على نهضة الوطن ورفعة شأنه.
أو إن شئت: إعلان مبادئ وتوجهات نقدمها من خلال فهمنا لشمولية الإسلام، بهدف خدمة الوطن بكل فئاته من خلال قيم الإسلام ومبادئه العادلة.

إنه ليس تجميلا ولا كذبا يا بهجت، ولو تحررت من عقدتك حول الإسلام لاستطعت استيعاب ما أقول..

ثمة إشكال بنبغي إماطته عن الأذهان، في إطار حديثنا عن أولوية الشريعة الإسلامية، في تحديد مصدر رؤيتنا ومنطلق تفكيرنا، إذ سيحلو للبعض، وسيتوهم آخرون، أن حديثنا عن الشريعة الإسلامية يعني أننا سنجابه العصر وتطوراته وتحدياته (بمجلة الأحكام العدلية) أو (بحاشية ابن عابدين)!!
أننا مع كل إجلالنا وتقديرنا، للتراث الفقهي لهذه الأمة بكل عطاءاته الغنية والفريدة، نعتبره ثروة لنا وغنى ومنيرات تنير لنا جوانب الرؤية وأبعادها، وتفتح أمامنا آفاق النص الشرعي، وتعيننا على إدراك المزيد من (الإتاحات) التي تحتملها النصوص الشرعية وتسمح بها.
ولكن هذا التراث بكل جلاله وغناه، غير ملزم لنا، ومنذ قرن الإسلام الثاني، قال إمام عظيم من أئمة هذه الأمة عمن سبقه (هم رجال ونحن رجال) وهي عبارة تمثل منهجاً شرعياً وحضارياً له آفاقه ومقتضياته التي تلقي عبئاً ثقيلاً على علماء الأمة، وقادة الرأي والفكر فيها في كل زمان.
وإذا كان القليل من الثقافة قد زين لفئة من أبناء الأمة الانخلاع عن الشريعة، والجري وراء (الآخر) الحضاري أو الفكري أو العقائدي، كما أن القليل من العلم قد زين لآخرين أن يصبوا الشريعة في قوالب جامدة من فهوم السابقين، أو من فهموهم الخاصة؛ فإن منهجية الإسلام الخالدة لم تربط المسلمين قط بغير الكتاب والسنة، وما يستنبط منهما في كل عصر، وعند كل نازلة ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم.. ) وأي حال لأمة غاب عنها ولي أمر راشد، وصاحب علم يستنبط، ما يلبي حاجاتها، ويحقق مصالحها ؟!
وكما كان للبعد الزماني بالانتقال من عصر إلى عصر، خصوصيته في فهم النص الشرعي، وفي الاستنباط منه ما يوافق حاجات المسلمين، فإن للبعد المكاني أيضاً أثره في هذا الفقه، إذ من قواعد الفقه المقررة (تتغير الفتوى زماناً ومكاناً.) وقد سبق أن كان للإمام الشافعي مذهبان قديم عراقي وجديد مصري. وبالتالي فإن الواقع الاجتماعي بكل أبعاده: الفكرية والثقافية، والسلوكية، من عادات وتقاليد، وأنماط للعيش، كل ذلك الواقع معتبر كأساس لحياة الناس، تستند عليه الرؤية النهضوية لأي مشروع حضاري، تعتمد الصالح منه، وتقوم المعوج، وتضبط الإفراط أو التفريط فيه.

وفي أساسيات مشروعنا العام، أننا لا نتحرك في فراغ، ولا ننشئ أمة من عدم، ولا نخاطب جاهلية جهلاء، وإنما نستند على تراث إسلامي اجتماعي عمره ألف وخمس مائة عام، صحيح أن هذا التراث قد أصابه الوهن، ودخل عليه القليل أو الكثير من الخلل هنا وهناك، إلا أنه مازال، في اجتهادنا، أساساً صالحاً للتقويم والتسديد والترميم. وربما نقارن موقفنا هذا بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) قال ذلك وهو يبشر بدعوة ربانية في مجتمع جاهلي. فكيف لنا أن نهدر جهداً إسلامياً عمره ألف وخمس مائة عام، لنقول إننا نتحرك في وسط جاهلية لا تمت إلى الإسلام ؟!!


إن الواقع الاجتماعي لشعبنا، وما يزخر به من عقائد وأفكار وعادات وتقاليد، يشكل أرضية مادية ملموسة لمشروعنا الحضاري، وهذا الواقع موضوع في دائرة النظر والتأمل، يقبل منه ما أقرته الشريعة، وتحققت به المصلحة، وقام عليها بنيان الحياة، وينفى عنه وعن الحياة عامة، ما كان تركة جهل، أو ركام تخلف، أو ما تجاوزته طبيعة العصر وحركة الحياة.

ثم إن الخوض في تاريخ الأفكار، بداياتها وتفاعلاتها، وتجلياتها، فن لم يقاربه مثقفونا ومفكرونا، إلا القليل، وإذا كان قد حلا للبعض أن يربط واقع الحضارة الإنسانسة اليوم بكل أبعاده بأصولها، اليونانية، عبر جسر أثيري متوهم، فإن من صميم موقفنا الشرعي والحضاري أن الحكمة ضالةٌ لنا، ومهما كانت مشاركتنا في بناء الحضارة الإنسانية كبيرة أو ضئيلة، فإننا نعتقد أن ثقافات الأمم، وتجارب الشعوب، ومعطيات الحضارة الإنسانية بشقيها المادي والمعنوي هي مصدر إغناء لمشروعنا الحضاري، (فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها.) والاستفادة من تلك المعطيات يبقى محكوماً بضوابط الرؤية الشرعية الذاتية لما ينفع الناس.

إن منطلقاتنا الأساسية في مشروعنا الحضاري المستقبلي هي الشريعة الإسلامية بكل عطاءاتها الثرة، متمثلة في الكتاب والسنة، والثروة الفقهية لأجيال العلماء السابقين هي منيرات تنير لنا جوانب النص الشرعي، وتعيننا على فهمه وحسن التعامل معه، لنستنبط منه ما يناسب عصرنا وواقعنا. وواقع الحياة الاجتماعية والسياسية لأي مجتمع مسلم هو الأرضية التي يقام عليها بناء أي مشروع مستقبلي. وأخيراً؛ فإن ثقافات الأمم، وتجارب الشعوب، ومعطيات الحضارة تشكل رافداً مهماً لرؤيتنا في إطار من الضوابط الذاتية النابعة من شريعتنا وقيمنا.

في هذا الإطار لا يمكننا الحكم على تصيد فتوى هنا، او تصريح منفلت هناك بأنه هو القاعدة وما سواه الاستثناء!

بين يدي الجميع بيانات الجماعة ومشاريعها المتطورة منذ رسائل البنا التي كانت لعصرها، ولا يزال عطاؤنا واجتهادنا مفتوحا ومعروضا للتقويم والتسديد والترميم...

لا نزعم أننا برآء من الخطأ، ولا أننا سنحقق لشعوبنا المعجزات، ولا أننا سنؤسس لجنة الله على الأرض، فللجنة وقتها، وللحياة بمكابداتها ورفاهيتها، وكفايتها ونقصها، وعدلها وقسوتها سلطانها على الجميع لا نستثني دينا ولا عرقا ولا حزبا ولا دولة..

تصبحون على خير :redrose:
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 11-17-2007, 12:55 AM بواسطة إسماعيل أحمد.)
11-17-2007, 12:53 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
فرج فوده شهيد التنوير في مصر ،و طيور الظلام . - بواسطة إسماعيل أحمد - 11-17-2007, 12:53 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  مغامرة العقل الأخيرة ..والرحيل في الظلام الى الظلام: بقلم نارام سرجون فارس اللواء 0 965 02-28-2012, 08:23 AM
آخر رد: فارس اللواء
  اختراق منتدى العقلانين من طرف قوات الظلام الإسلامية سائل الرب 19 6,068 11-08-2010, 05:13 PM
آخر رد: مسلم
  فيديو - د. محمد اركون (التنوير..ارث المستقبل) بن الكويت 2 1,280 01-19-2009, 12:27 AM
آخر رد: بن الكويت
  التعذيب و الاغتصاب في مملكة الظلام شهاب المغربي 20 5,828 11-06-2008, 02:13 PM
آخر رد: شهاب الدمشقي
  مملكة الظلام الوهابية السعودية راعية طالبان شهاب المغربي 1 1,244 10-23-2008, 12:34 PM
آخر رد: شهاب المغربي

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 19 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS