{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
ممدوح عدوان: أدونيس شاعر..لا يحرك وجداني ولا أحبه..!!!!
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #2
ممدوح عدوان: أدونيس شاعر..لا يحرك وجداني ولا أحبه..!!!!
تألّق الشعر في المناسبة الحاشدة: حضور عربي وسوري متميز في أربعينية ممدوح عدوان
2005/02/04


أنور بدر
هل شكلت دعوة الناقد جابر عصفور لتأبين الشاعر ممدوح عدوان في مصر مهمازاً لحث وزارتي الثقافة والإعلام في سورية للاحتفاء بذكري مرور أربعين يوماً علي وفاته؟! وهل كنا نخشي أن يُسرق مبدعونا من بيننا بعد رحيلهم؟ أم أنّه المجيء المتأخر بعد فوات الوقت كما قال نزيه أبو عفش؟! وهو يُفضل باسم الشاعر زهرة في الحياة علي أكاليل الورد بعد الممات؟!
مهما كانت الأسباب، فقد كان حفلاً تكريمياً كما قال وزير الثقافة الدكتور محمود السيد وليس تأبيناً، لأنّ ممدوح عدوان لم يزل بيننا، حياً بإبداعه وحياً بذكراه وحياً بعلاقاته، والتي تمثلت بالحضور العربي المتميز في هذا الحفل، فمن فلسطين جاء محمود درويش يُعلن فقدَهُ بيننا، ومن مصر حضر أحمد عبد المعطي حجازي و عبلة الرويني بينما غاب الدكتور جابر عصفور رئيس المجلس الأعلي للثقافة والفنون فيها، مع أنّ اسمه مطبوع في برنامج الحفل الذي وزع كبطاقة دعوة.
ومن لبنان شارك السيد طلال سلمان رئيس تحرير جريدة السفير اللبنانية، بينما حضر العديد من الأسماء الذين لم تُتح لهم المشاركة. ومن سورية كانت أسماء محمد الماغوط و نزيه أبو عفش و عادل محمود و صادق جلال العظم والوزير السابق عصام الزعيم،
وهي أسماء حاولت بحضورها وبقولها تأكيد هوية الراحل وانتمائه. وهو الانتماء الذي رددت صداه أكف المحتشدين في دار الأوبرا والذين فاق عددهم الألف وخمسمئة، وهم رغم المناسبة التأبينية، إلا أنّهم صفقوا للشعر والشعراء، كما صفقوا لأوجاعهم المنثورة هنا وهناك علي شفاه المتحدثين.
وأستطيع أن أقول بجدارة إنّ أجمل رثاء قرأته أو سمعته في حياتي، كانت قصيدة الرثاء التي ألقاها الراحل ممدوح عدوان من خلال فيلم قصير يصور ممدوح وهو يُلقي شعراً أو رثاء، رثاء للمبدع أو لذاته إذ يقول:
كيف حولت بنا الخوف من الموت حنينا
إننا ننهضُ عن مائدة العمر
وقد تركنا منسفاً من الأحلام
والرغبات والشرابا
نحن أكملنا مدار العمر فرساناً
وقد مُتنا شبابا.
ويعرف النُقاد أنّ ممدوح عدوان كان يرتل شعره بصوته المميز، وهو يعرف كيف يتلاعب بمخارج الألفاظ، وأينَ يُتابع أو يتوقف، وكأنه لاعب ماهر يتحرك برشاقة وليونة علي حبال القصيدة.
وحين توقف الشريط السينمائي لأسباب تقنية، دخل مُقدّم الحفل الفنان بسام كوسا ليُعلن:
كالعادة...
حدث خطأ تقني.
وبعد التصفيق أكمل: مع أنّ البناء حديث!
الممثل بسام كوسا قدّم برنامج الحفل عبر إلقاء مقاطع من شعر الراحل ممدوح عدوان:
وحين وقفت أختلس الثقافة عاشق
أرجوك أيّ لقاء...
ركضت إليك كالمجنون من شوقي.
وحين وصلت لم أبصر سوي الصحراء.

كما قرأ برقية اعتذار من وزيرة الثقافة الأردنية أسمي خضر، تحمل كلمات التقدير للراحل وللدعوة، وتعتذر لانشغالها عن الحضور.
ہہہ
بعد كلمة محمود السيد وزير الثقافة السوري، تحدّث الشاعر المصري أحمد عبد المعطي حجازي فقال أنّ موت ممدوح لم يُفاجئهُ، لأنّ ممدوح حاول أن يجعل هذا الموت متوقعاً، ففي شعره ونثره كان يخدعنا:
لقد خدعتنا إذن يا صديقي
كأنك تُصر علي مواصلة سخريتك حتي بعد رحيلك
فالموت الذي نظمت فيه قصائدك، وهو الكائن الذي كنت تحاكيه، وأنا لا أستطيع أن أعرف في سيرتك وشعرك أين تنتهي الحياة ويبدأ الشعر، فشعرك هو سيرتك وسيرتك هي شعرك.
أما الوزير السابق عصام الزعيم الذي يُصر علي ممارسة الحياة العامة بعد تبرئته في المحكمة التي أُحيل إليها، فجاء يعتذر عن مُضاهاة الشعراء في مجالسهم، ولكنه أصرّ أن يقول أنّ ممدوح عدوان عالج بالشعر مشكلة الإنسان، الذي يعاني من الحيونة المتزايدة في ظل العولمة، مؤكداً علي تلك القوة العارمة في قلب الشاعر وفكره، والتي أعطته ذلك الإبداع الذي نعتز به اليوم، وتابع يقول أنّ ممدوحاً دخل التاريخ وغادر الحياة وغادرنا... لكنه فتح أمامنا المستقبل ننهل مما أعطي.
الدكتور والمفكر صادق جلال العظم أعلن بعكس الشاعر عبد المعطي حجازي أنّه فوجئ بموت ممدوح لأنّه كان يُراهن علي إصرار ممدوح وقوته علي رفض المرض، ورفض الموت، ممدوح الذي لم يتمكن من احتمال نعمة الراحة التي نزلت عليه، لأكثر من ثلاثة أيام دون أن يقرأ أو يكتب.
وهو الذي كتب هاملت يستيقظ مُتأخراً كإدانة لانتلجينسيا عايشت الهزيمة وأحاطت بها، فشاء أن يُميز نفسه بالفعل والقول ضدها وضد المرحلة، بقوة التحدي وقوة الحياة.
ويعترف أنه ما من مبدع جسد في حياته ونمطه وبديهيته وديناميته وحيويته وذكائه وفوضويته جيل الستينات كما جسده ورمز إليه ممدوح بكل كيانه، ليتساءل في النهاية: هل مات جيل الستينات بوفاة ممدوح عدوان؟ ثمّ كان لنا لقاء آخر مع شريط فيديو، لكنه هذه المرة لصديق ممدوح عدوان، الشاعر محمد الماغوط الذي يقرأ علينا كلمة رثاء يُخاطب بها ممدوحاً بقوة حضور تُغالب الغياب، وهو يصرخ لصديقه ممدوح، مُذكراً باتفاقه مع الله شخصياً في إحدي الحالات، مُعلناً بما أنني وممدوح صحراويان، فإنني لم أكن أريد أن يكون لأي منا مكان تحت الشجر، بل تحت المطر.
مُختتماً: لن يُشفِ غليلي من موته المفاجئ سوي القبض... علي أرواح من كان سببا في موتنا.
طلال سلمان قدم في رثاء ممدوح رثاءً لجيل ومرحلة، رثاءً لشعارات وأحلام قائلا:
أتيناك بأثقالنا قبل أن تكتمل حيونتنا
يكاد لا يجمعنا سوي الموت
ها نحن بعض الفتية الباقية، أتيناك من لبنان وفلسطين ومصر، نتلاقي يا ممدوح نحن الذين صارت شعاراتنا التي كانت مُقدّسة في منزلة الأوهام، نتلاقي وكل منا مقتول في منزلة القاتل
أنت بهويتك مقتول وقد كانت رمزاً
أنت بلغتك مقتول وقد كانت الثقافة جميعاً
أنت بدينك مقتول وقد كان رسالة سلام
أنت قاتل أحلامك والمبدع في رثائها.
الشاعر عادل محمود قال:
كان مُتهماً بالحياة وهو حي حتي أطراف غابته.
وهو يقيم الآن برقاً
......
جيلنا كله لا يستطيع أن يكتب سطراً واحداً
تعريفاً جامعاً لكلمة واحدة هي الحرية
........
ممدوح أحد مؤرخي لحظة قبيحة في حياتنا...
مات قبل أن يُسجل يهودي آخر بعد كارل ماركس
حق الفلسطينيين ولو 22 بالمئة من ارض فلسطين.
مات ممدوح قبل أن ينتصر احد من المحيط إلي الخليج
إلا برأس مقطوع
كان ممدوح ريفياً محترفاً في صناعة الأحلام
.........
أنقص الشرفاء واحداً في زمن عربي لا يعرف إلاّ النُقصان.
ہہہ
وبعد أن تلقت السيدة إلهام زوجة الراحل ممدوح درع التكريم من القسم الثقافي من صحيفة الأهرام العربي، حدثتنا الناقدة عبلة الرويني عن أول لقاء لها مع ممدوح عدوان في عمان 1989، حين سمعت قصيدته نيابة عن زوجها الراحل أمل دنقل، بعنوان زفة شعبية لسليمان خاطر الجندي المصري الذي أطلق الرصاص علي سياح إسرائيليين في سيناء، ومن يومها ربطتها وممدوح الصداقة، هو القادر علي ابتكار الأصدقاء، بالقوة ذاتها علي ابتكار الأعداء.
وتابعت أن ممدوح يكتب لأنّه يريد أن يكتب
ولأنّ هنالك أشياء لا بد من ذكرها
وهو لا بُد أن يُكمل صرخته.
كلمة الشاعر نزيه أبو عفش جاءت محملة بروحه المسيحية، أو بثقل صليبه الذي استعاره من الواقع وهمومنا وهو يُعلن تشاركه بالأمس مع ممدوح في كتابة هذه الكلمة الرثاء .. النص .. المنشور:
طائفة أسلاف موتي وئدوا في مصائد أحلامهم
فلم يتوفر لنا الوقت لنسند أرواحهم بلقمة أمل أو بلقمة جمال
جيش من عاثري الحظوظ والأحلام
قتلتهم سموم الحبر وحماقة الأحلام
قلت: قتلهم الموت؟
لا، بل قتلتهم الحياة
قتلتهم فاقة الكرامة وفاقة الحرية
ماتوا مصعوقين بالسرطانات وذبحات القلب وذبحات الضمائر وذبحات اليأس
.....
ما الذي نفعله نحن الشعراء سوي أننا نعبد طريقنا إلي الموت
الشعراء يربحون بقدر ما يحسنون إدارة خسائرهم
فيما الآخرون يسهرون علي إدارة أرباحهم المختلسة من حياتنا
ثم تحدث عن آل الفقيد ابنه زياد مذكراً بما كتبه في موته:
يقول الأب لابنه: كنت أول من رآك حياً.
يقول الابن لأبيه: كنت آخر من رآك حياً.
وأخيراً، ألقي محمود درويش قصيدة رثاء إلي ممدوح عدوان بعنوان كما لو نودي بشاعر أن انهض، يقول فيها:
علي أربعة أحرف يقوم اسمُك واسمي، لا علي خمسة. لأن حرف الميم الثاني قطعة غيار قد نحتاج إليها أثناء السير علي الطرق الوعرة.
في عامٍ واحد وُلدنا، مع فارق طفيف في الساعات وفي الجهات. وُلدنا لنتدرّب علي اللعب البريء بالكلمات. ولم نكترث للموت الذي تَدقّه النساء الجميلات، كحبة جوز، بكعوب أحذيتهن العالية.
عالياً، عالياً كان كُل شيء... عالياً كالأزرق علي جبال الساحل السوري، وكما يتسلق العشب الانتهازي أسوار السلطان، تسلقنا أقواس قُزحٍ، لنكتب بألوانها أسماء ما نحب من الأشياء الصغيرة والكبيرة:
يداً تحلب ثدي الغزالة،
مجداً لزارعي الخسّ في الأحواض،
شغف الإسكافي بلمس قدم الأميرة،
ومصائد أخري لجمهور مطرود من المسرح.
ولما التقينا عرفتك من سُعالك، إذ سبق لي أن حفظته من إيقاع شعرك الأول، يُفزع القطط النائمة في أزقة دمشق العتيقة، ويبعثر رائحة الياسمين.
ممدوح، لا أطيق سماع اسمك الآن، لأنه يذكرني بما ينقصني من رغبةٍ في الضحك معك علي عورة بردي المكشوفة كأسرارنا القومية. ولأنه يُذكرني بمدي حاجتي إلي استراحة من الركض آناء النوم، بحثاً عن حلم مسروق، أراه واضحاً وأحاور السارق. ويذكرني اسمك بما أنا فيه من طقطقة كأني حبّة بلوط في موقد الفقير ليلة العيد.
لهذا، اكتب اسمك ولا ألفظه، ففي الكتابة يتموج اسمك علي ماء الحضور. وفي الكلام أسمع وحش الغياب يطاردني من حرف إلي حرف، ليفترس الشلو الأخير من قلبي الجائع إلي هجائك المادح.
ممدوح! ماذا فعلت بك وبنا؟ فلم نعد نحزن من تساقط شعرك المبلل بالزيت، فإنك تستعيده الآن من عشب الأرض. ولكن، في أية ريح أخفيت عنا سعالك، فلم يعد في غيابك متسع لغياب آخر.
ممدوح! هذا هو وقت الزفاف الفاحش بين الرعد والصحراء، شرق الشمال، لإنجاب الكمأ إعجازي التكوين. صف لي ولادة الكمأة أصف لك عجزي عن وصف القصيدة، فانظر شرق الشمال!
الآن، لا أتذكر شيئاً منك. فالذكري تلي الحرب والموت والزلزال. وأنت، ما زلت معي تكتب هذه المرثية، علي هذه الورقة البيضاء، في هذا الليل البارد... أو نكتبها معاً لشاعر محبط. فلعلها لا تعجبه فيتوقف عن اغتيال نفسه، إلي أن يقوم غيرنا بكتابة مرثية أفضل، لا تعجبه هي أيضاً، فينتظر غيرها ويحيا أكثر.
كما لو نُودي بشاعرٍ أن انهض من هذا الألم.
يا ابن الحياة الحر، أيها المدافع عن جمال الوردة العفوي، وحرية العشاق في العناق علي مرأي من كهان الطهارة اللوطيين! من بعدك سيسخر ممن يتقنون تسمية الآلهة، ولا يقوون علي تسمية الضحايا؟ يأنفون من الانتباه إلي دم مسفوك علي طريق المعراج، ويسرفون في التحديق إلي غيمة عابرة في سماء طروادة، لأن الدم قد يلطخ نقاء الحداثة المتخيلة، ولأن الغيم سرمدي الدلالات. لعلهم علي حق، ما دامت هزائمنا تستدعي تطوير النقد إلي هذا الحد!
لكن هذا أيضاً لا يهمك، أيها المتعالي علي التعالي، أيها العالي من فرط ما انحنيت بانضباط جنديٍ أمام سنبلة، ونظرت، حزيناً غاضباً، إلي أحذية الفقراء المثقوبة، فانحزت إلي طريقها الممتلئ بغبار الشرف. الشرف؟ يسألك المترجم: ما معني هذه الكلمة؟ فلم أجدها في الطبعات الجديدة من المعاجم.
ممدوح، يا صديقي، لماذا كما يفعل الطرخون خانك وخاننا قلبك؟ لماذا لم تعلم كم نحبك؟ لماذا تمضي وتتركني ناقصاً؟ لماذا... لماذا؟
0


02-04-2005, 03:42 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
ممدوح عدوان: أدونيس شاعر..لا يحرك وجداني ولا أحبه..!!!! - بواسطة بسام الخوري - 02-04-2005, 03:42 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الجواهري... شاعر العرب (شاعر العدد) بسام الخوري 2 1,169 01-18-2011, 02:34 PM
آخر رد: الجواهري
  بدر شاكر السياب، شاعر العراق العظيم طريف سردست 2 2,112 01-27-2010, 11:54 PM
آخر رد: بنى آدم
  قسطنطين كفافيس .. شاعر الإسكندرية و الميثولوجيا salim 18 4,285 03-12-2007, 03:54 PM
آخر رد: بهجت
  ( شاعر أهل البيت ) يرثي الرئيس الشهيد صدام حسين maryam 1 1,297 01-18-2007, 12:51 PM
آخر رد: maryam
  بدر شاكر السياب / عندما يتألم شاعر bassel 7 1,867 01-11-2007, 12:59 PM
آخر رد: icarus

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS