بالنسبة لفوكو تحديد , وكونه مثلي كان لهذا الامر دورا كبيرا في تحديد مكوناته الفكرية وبلورتها , ولعل ابرز كتب فوكو في بداياته اكبر على ذلك , خاصة كتب تاريخ الجنون , وتاريخ العيادة , وتاريخ السجن , واخر كتاب له ( تاريخ الجنسانية ) كان بمثابة اغلاق دائرة لذلك الامر , ذلك ان اهتمام فوكو بمن يعيش في هامش المجتمع قد نبع من هويته الجنسية . لا يمكن رايت فوكو دون هويته الجنسية التي رفض الافصاح عنها حتى اخر يوم في حياته , خجل من الامر .
فقط بالنسبة لفوكو والثورة الايرانية , فوكو كان معاديا للاسلام كدين ( هذا الامر ليس مهم بشكل خاص ذلك ان فوكو كان له راي سلبي في الاديان التوحيدية ) فقد كان يرى في الاسلام دين يعادي التطور الفردي للانسان وابداعه ويعادي الحرية بشكل عام , الا ان دعمه للثورة الايرانية لم يكن من هذا الباب فوكو , راى في الثورة الايرانية ثورة تعادي الاستبداد , استبداد الشاه الايراني , لكن فوكو كان رومانسيا في الامر بشكل مبالغ , لكنه لم يكن وحده في هذه المبالغة , لعل ابرز هؤلاء كان ادونيس والمفكر المصري انور عبد الملك , وحتى امير الليبراليين العرب حازم صاغية ايام الثورة التي خمدت في جريدة السفير