ABDELMESSIH67
عضو رائد
المشاركات: 2,348
الانضمام: Jul 2003
|
هلال الإسلام و عبادة الكواكب في جزيرة العربان
Array
و حتى المادح بثقافته البسيطة يعرف بان النبي(ص) عدناني فيقول:
العدناني مفتاح الجنانِ
آل احطاني آل
[/quote]
http://www.iraqihome.com/majala/abdalhakeem-alabdi.htm
تساؤلات وشكوك
لقد أشرنا في بدء حديثنا إلى أن نظام الأنساب هذا - على الرغم من أهميته - فيهِ الكثير من نقاط الضعف والغموض فضلا عن الفجوات التي لا يمكن سدها, ذلك أن المعلومات النَسَبِّية الجاهلية بقيت شفهية لمدة طويلة بعد ظهور الإسلام, ثم أخذت تحوم حولها شكوك وتساؤلات كثيرة, وأن بعض هذه التساؤلات والشكوك تستند إلى الحقائق الآتية:
- لسنا نملك من الأدلة العلمية ما يثبت صحة هذا التقسيم أو بطلانه, وهناك بعض المعلومات الثابتة الصحة التي تتناقض مع بعض تفاصيل هذا التقسيم. فمثلا: هناك ما يثبت أن السبئيين كانوا يسكنون الشمال في أول الأمر وهاجروا من شمال الجزيرة واستقروا في الجنوب وأقاموا مملكتهم في اليمن, في حين أن النسابين العرب يقولون إن سبأ هو حفيد قحطان ووالد حمير وكهلان الفرعين الرئيسيين لعرب الجنوب. والشعوب التي عاشت في كنف الدول التي قامت في جنوبي الجزيرة -كسبأ ومعين وغيرهما - كانت تعد كأحفاد لحمير, ولم يكن لهؤلاء الذين تحدروا من صلب حمير دور مهم في الحقبة الإسلامية, بل إن من لعب الدور المهم في هذا العصر كان لأحفاد كهلان الذين كان من بينهم قبائل الأزد. ومن فروع الأزد قبيلتا الأوس والخزرج اللتان سكنتا المدينة (يثرب) وأصبحتا بعد قيام الإسلام تعرفان باسم الأنصار. أما لخم وغسان وكنده وقبائل أخرى من نسل كهلان فقد استقرت في الوسط وفي الشمال قبل ظهور الإسلام بمدة طويلة. وهكذا نرى أنه في القرن السادس ومطلع القرن السابع الميلاديين كانت قبائل كثيرة من أصل جنوبي تقيم في الشمال.
- إن هذا النظام يقسم العرب أفقيا تقسيما ثلاثيا (عاربة - مستعربة - بائدة) ثم يقسمهم عموديا إلى أقسام منفصلة (قبائل) وهذا يعني أن العرب ليسوا شعبا واحدا وإنما جماعات إنسانية استمرت خلال العصور الطويلة محتفظة بعناصرها المكونة, دون تفاعل أو امتزاج, إن هذا القول لا يمكن أن ينطبق على عرب الجنوب في اليمن, مثلا, الذين أمضوا في حياة الاستقرار والحضارة ما يزيد على العشرين قرنا, كما لا ينطبق ذلك إطلاقا على عرب الشام والعراق.
- لا نجد ذكرا لأي من عدنان وقحطان في أي نقش أو أثر يمني قديم, أو ثمودي أو صفوي وهي نقوش تعد بعشرات الألوف.
- إن الشعر العربي قبل الإسلام (الجاهلي) - والذي يحتل فيه التفاخر بالأصل والنسب مكانة مهمة - لا يذكر إطلاقا عدنان ولا قحطان.
- لو أجرينا عملية حسابية بسيطة لأجداد القبائل الواردة في سلاسل النسب حتى ظهور الإسلام على أساس معدل معقول الأعمار (50 سنة) مثلا, لوجدنا أن أقدمها لا يتجاوز في الوجود أكثر من (500 سنة), وهذا ـ بحد ذاته ـ يدعو للشك في صحة تلك الأنساب.
- إن ما نعرفه من الأنساب, بشكل فيه بعض التوسع والتفصيل هو ما يتعلق بقريش وبعض قبائل الحجاز, وتضعف المعلومات بوضوح ثم تضطرب كلما ابتعدنا عن هذا المركز وخاصة إذا وصلنا إلى اليمن أو العراق.
- لم يلاحظ علماء الأنثروبولوجيا وجود فوارق جثمانية بين (العدنانيين) و(القحطانيين).
..................................................................
إن الحجة التي استند إليها دعاة الانقسام إلى عدنانية وقحطانية هي تأصل العداء بين الجماعتين في الجاهلية والإسلام, وهي حجة ضعيفة لأنه كان هناك عداء أيضا بين القحطانيين بعضهم بعضا وبين العدنانيين بعضهم بعضا, وكيف يجوز لنا أن نتصور انقسام العرب إلى قسمين: قحطانيين وعدنانيين, انقساما حقيقيا, وقد كانت القبائل تتحالف فيما بينها وتتحارب مع بعضها البعض بأحلاف قد تكون مزيجة من قحطان وعدنان? فإذا كان الأمر كذلك, وإذا كان العرب قحطانيين وعدنانيين بالأصل, فكيف تحالفت جديلة وهي من طي من بني شيبان وهي من عدنان لمحاربة بني عبس? وكيف يفسر تحالف قبائل يمنية مع قبائل عدنانية لمحاربة قبائل يمنية أو لعقد محالفات دفاعية هجومية معها?
وننتهي إلى القول إن تقسيم العرب إلى عدنانيين وقحطانيين أو (قيسية ويمنية), كما يسمى أحيانا, عرف في العصر الأموي, إبان النزاع الحزبي, وبعد شيوع نظرية التوارة في الأنساب, ورجوع النسابين إلى أهل الكتاب للأخذ منهم ـ كما يؤكد ذلك العلامة جواد علي - رحمه الله - إذ إن الانقسام المذكور لم يظهر في العصر الإسلامي السابق لظهوره في زمن الخليفة الأموي مروان بن الحكم (64 -65هـ /683 -684 م).
|
|
11-19-2007, 04:41 PM |
|