{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 4 صوت - 4 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
فرج فوده شهيد التنوير في مصر ،و طيور الظلام .
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #104
فرج فوده شهيد التنوير في مصر ،و طيور الظلام .
إن الحرية تعني المسؤولية لهذا يخافها معظم الناس . برنارد شو.

الزملاء المحترمون .
كل إعزاز و تقدير .:97:
بداية أريد أن أؤكد نقاط بعينها و أن أضع تحتها خطا ثقيلا بالفلوماستر .
1- إني من الذين يرون الكتابة عملآ جادا للغاية ،و عندما أشرع فيها أضع سدا كبيرا بين موضوع الحوار من جانب ومشاعري الشخصية و حتى أفكاري السابقة من جانب آخر ، لهذا أبذل غاية جهدي كي أنسى كل شيء عن جغرافية الموقع الحواري و تاريخي الفكري ، و ببساطة أراني عندئذ أشبه بالجراح الذي يحتم عليه ضميره وواجبه أن يجري العملية الجراحية بنفس الكفاءة سواء لإبنه أو عدوه ، يكفي أن أخبر الزملاء أني طرحت في هذا النادي تحديدا شريطا خاصا أنصف فيه سيد قطب بالرغم أنه نقيضي الشخصي في كل شيء قلبا و قالبا ، هذا الشريط بعنوان (الأستاذ سيد قطب .. نظرة محايدة ) ، وفقا لنفس المعايير أفصل تماما بين فرج فودة الصديق و فرج فودة المفكر العقلاني ،و أفصل أيضا بين محمد الغزالي رجل الدين و محمد الغزالي المشارك بالتبرير في جريمة إغتيال فرج فوده ، هذه الموضوعية الصارمة هي سمة أساسية للفكر العقلاني الذي أنتمي إليه .
2- إنني لا أسعى لتبرئة فرج فودة فهو ليس مدانا أو متهما بشيء اللهم إلا إذا كانت الحضارة و الرقي الفكري نوعا من الخيانة العظمى.
3- أن أسوأ ظنوني بالإسلاميين لم تصل أبدا إلى الدرجة التي تكشفت في قضية فرج فوده ، فهم – إلا قليلا - ينفردون بغلظة فجة بدائية ،و يفتقدون الحد الأدنى من الحس الإنساني المرهف ،و لا يتورعون عن الكذب و التدليس و الحنث في اليمين ، نعم كنت أرى الغزالي مثلآ متعسفا و منحازا ،و لكني اعتقدت أن ذلك كله نتيجة تشوهات في منهجه الفقهي و ليس ثقوبا في صميم نسقه المعتقدي ، و أن هذا النسق يسوغ له الكذب و التدليس لمصلحة يراها .
إستطرادا مع ما يثيره الشريط من قضية هامة هي تكفير المثقفلين بدعوى الردة سأضع هنا مداخلة جديدة ، و ستكون إستكمالا للمداخلة السابقة التي أردت فيها تبرئة العقيدة الإسلامية من التطرف الوهابي ، وما يحاول أن يلصقه بها الأصوليون سواء بجناحهم السياسي الإخواني أو الحركي كالقاعدة و الجهاد و غيرهما من عنف قبيح يمجه الخلق القويم ، أذكركم أني لم أدع أن الوهابية و الإخوانية ليستا من الإسلام ،و لكنهما و جه أصولي من أوجه عديدة للإسلام حمال الأوجه ، و أن كل إنسان يختار من الإسلام ما يتوافق مع ثقافته و تكوينه العقلي و تربيته و نسقه المعتقدي ، لهذا لن نفاجئ أن نجد هناك مسلمين ورعين يرفضون العنف كلية و يرون مرتكبيه مجرد مجرمين ،وهؤلاء القتلة في إعتذارهم بالدين مثل اللص الذي يعتذر بصراع الطبقات ،مجرد مدعين أو متهوسين يفتقدون الإدراك السليم ،و لأن الرجال يعرفون بالحق و لا يعرف الحق بالرجال ، فالإرهابي الذي يمارس الإرهاب أو يبرره و يسوغه و يجمله بنصوص دينية ، هو مجرد مجرم مثل غيره من المجرمين يجب عقابه وفقا للقوانين السائدة في العالم كله ، بصرف النظر عن مكانته الإجتماعية أو دراسته لمناهج فقهية فهمها بعقله المريض .
في كل الطرح السابق تناولت القضية داخل الإطار الديني موضحا التباين في النماذج الفقهية داخل نفس الإطار ، و لكن القضية ستبدوا مختلفة تماما داخل الإطار الحضاري و بمنظار الحداثة ، بداية أطلب من أي متابع أصولي التوقف عند هذه النقطة و تدبرها ، فباقي المداخلة لن يفهم منها شيئا نهائيا سوى أن تكون ليا بالألسن و حربا على الله ورسوله و كشفا عما في الصدور ..... الخ .
الآن سندخل الإطار الحضاري كي نوضح الموقف من قضية حرية العقيدة و التكفير ،وهو الموقف الذي يشارك فيه العديدون في هذا النادي و خارجه ممن ينتمون لنفس الثقافة العقلانية ويؤمنون بمرجعيتها العلمية ، مؤكدا أن هناك تنوع كبير للغاية داخل الإطار الحداثي و أنه ليس كلآ واحدا ، فهناك ليبراليون و ماركسيون و عروبيون و ... و ... و لكن أيضا هناك خصائص مشتركة أساسية لمنتسبي هذا الإطار أهمها المرجعية المعرفية العلمية ،و القبول بالمعايير القيمية المستمدة من الحضارة العالمية المعاصرة .
1- في الإطار الحضاري يحتكمون لمناهج التفكير المنطقية و يدينون بالمرجعية العلمية ، و يلتزمون بالقوانين الوضعية ، و يقيسون في تقديراتهم الأخلاقية على مبدأ النفعية العامة ، و هم أيضا يرفضون الخضوع لأي سلطة شمولية بما في ذلك السلطة المزعومة لرجال الدين .
2- في هذا الإطار يكون الدين شأنا شخصيا و ليس قضية عامة ، لهذا لا يهتمون بدين المشارك إلا أن يكون أصوليا يقحم عقيدته الدينية في الحوار ، هنا يبدأون في معاملته بحرص و توجس كما يعامل الناقل لفيروس الإيدز أو القادم من سفر بعيد و عصر موغل في القدم كأصحاب الكهف في الأسطورة الشهيرة ،و هذه التشبيهات لا تحمل شيئا من المبالغة .
3- لا يحكمون على المذاهب و النظريات و المعتقدات سوى بمقياس واحد هو معقباتها ، فالحكم على نسق المعتقد يكون بالنتائج المترتبة على الإيمان بهذا النسق وممارسته وليس بمعيار الحرام و الحلال ، فإذا ترتب على ذلك النسق مقدرة أعلى على الفهم و التفسير و السلوك الإيجابي للأفراد و المجتمعات قبلوا به حتى يظهر البديل الأفضل وهكذا .
4- هم يستخدمون مصطلحات مختلفة جدآ عن المتداولات الأصولية ، تلك المصطلحات تعبر أيضا عن مفاهيم مناقضة لتلك المرعية كدعمات في الإطار الديني النصي ، هم يرون المصطلحات التراثية مثل الحدود و الردة و الشياطين و الجان و إجماع الفقهاء و ...و .... مجرد منتجات ثقافية تاريخية فقدت صلاحيتها منذ قرون ، فهم يسمون الأشياء بمسمياتها العلمية المتعارف عليها في المجتمعات المتحضرة المعاصرة ، فهم لا يسمون قوانين العقوبات بالحدود كما يفعلون في بادية الجزيرة ، ولا يسمون حرية العقيدة بالمصطلح التراثي ( الردة ) و بالتالي لا يقرون شيئا مثل حد الردة ، أيضا لا يقبلون شيئا مثل معلوم الدين بالضرورة ولا يرتبون أي معقبات على معرفة أو إنكار مثل هذا المعلوم ، فالمعلوم الملزم لا يكون بغير إجماع المجتمعات الإنسانية الحرة و نشره للكافة وهذا الإجماع ليس ذلك المتوهم في التراث ،و لكنه المذاع في الإعلانات العالمية الصادرة عن المؤسسة الدولية الوحيدة الملزمة للجميع بالتوافق و الموافقة وهي هيئة الأمم المتحدة .
5- هم يتشربون حتى النخاع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، و بشكل خاص حرية العقيدة التي يفهمونها كحق طبيعي تماما مثل حق الحياة ، و هم أيضا يسعون مع الساعين لتوسيع الحقوق الإنسانية لتشمل حقوقا أخرى مثل حزمة الحقوق الثقافية .
6- هم لا يقرون الحكم على العقائد و بالتالي يجرمون ممارسات مثل تكفير الآخرين و يرونها نقصا في الإدراك الحضاري و قرحة في الأخلاق ، ومن يحاول تسويغ مثل هذه الممارسات بينهم كعقيدة ، يرونه أشبه بإفريقي من أكلة لحوم البشر يذهب إلى باريس متبرعا بتعليم المجمع العلمي هناك كيفية طهي اللحم البشري ، بعبارة محددة يرون في مثل تلك الممارسات كلها تنطعا و همجية و مفارقة للعصر و قيمه .
7- هم في عالمهم الحر المتحضر لا يسعون لتبرئة أحد من الإعتقاد مهما كان المعتقد ،ولا يعترفون بشهادات الفقهاء في أمور الضمير ، فمثل تلك الشهادات لا تلزم سوى من يقدس منهج ذلك الفقيه و يقبل حاكميته ، ومن يفعل ذلك يرونه أبلها مطلق البلاهة .
8- معظمهم يرفض معاقبة أي صاحب عقيدة مهما كانت متطرفة ،و لكن الغالبية ترى حظر و تجريم التبشير و نشر المعتقدات التي تحرض على الجرائم الحضارية مثل إستخدام القوة في الصراعات المختلفة و الدعوة للرق و تجارة المخدرات و الإرهاب الديني و التفرقة العنصرية و إستعباد المرأة و تلوث البيئة و غيرها من الجرائم المشابهة .
9- هم لا يرون الأصولي مناظرا بالمعنى الدقيق للكلمة ،و يشعرون حياله بمزيج من إحساس الشفقة و أيضا النفور ، فليس مريحا أن تكون مضطرا للتعامل مع أشخاص يختلفون عنك في كل شيئ ،ولا يقدمون لك سوى التخلف المعرفي كشيء مقدس ، و هم يرون أنه ليس من التسامح التسامح مع عدم التسامح ، ومن يفعل ذلك سيعرض نفسه لمخاطر قاتلة ، فالمتعصب خطر دائم على الآخرين و على نفسه أيضا .و اسلموا لكل عقل و حرية .
11-20-2007, 11:40 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
فرج فوده شهيد التنوير في مصر ،و طيور الظلام . - بواسطة بهجت - 11-20-2007, 11:40 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  مغامرة العقل الأخيرة ..والرحيل في الظلام الى الظلام: بقلم نارام سرجون فارس اللواء 0 1,028 02-28-2012, 08:23 AM
آخر رد: فارس اللواء
  اختراق منتدى العقلانين من طرف قوات الظلام الإسلامية سائل الرب 19 6,196 11-08-2010, 05:13 PM
آخر رد: مسلم
  فيديو - د. محمد اركون (التنوير..ارث المستقبل) بن الكويت 2 1,367 01-19-2009, 12:27 AM
آخر رد: بن الكويت
  التعذيب و الاغتصاب في مملكة الظلام شهاب المغربي 20 6,085 11-06-2008, 02:13 PM
آخر رد: شهاب الدمشقي
  مملكة الظلام الوهابية السعودية راعية طالبان شهاب المغربي 1 1,296 10-23-2008, 12:34 PM
آخر رد: شهاب المغربي

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS