{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الخير والشر.. المعاناة والسعادة
غالي غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,762
الانضمام: Mar 2006
مشاركة: #6
الخير والشر.. المعاناة والسعادة
تحياتي لكل المهتمين بالموضوع...
سوف أكمل في هذا الإدراج الإجابة عن السؤال الذي ورد في نهاية الادراج السابق وهو لماذا خلق الله هذا النظام للحياة؟؟
وليسامحني زميلي ابراهيم لأنني سوف أكمل الفكرة الأخيرة التي توقفت عندها....

لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الملك

هذه هي الإجابة التي يقدمها القرآن الكريم عن السؤال.. إن الصراع المستمر بين الموت والحياة هو السبب الرئيس الذي يدفع الأحياء إلى حالة مستمرة من المحن والابتلاءات.. وكل من يسلك في الحياة مسلكاً رشيداً واعياً تكون له الفرصة الأكبر في الحياة وينتقل إلى درجة أعلى من الوجود.. إن هذا هو مكمن فلسفة وميكانيكية التطور المذكورة في الآية أعلاه... إن هذا الصراع المستمر بين قوى الحياة والموت هو الذي يزود الأحياء بالقوة الدافعة التي تجعلهم يتحركون باستمرار بعيداً عن الموت أو في الاتجاه إليه... وهذه الحركة المستمرة لابد أن تؤدي إلى التقدم أو التدهور في نوعية الوجود بحسب النطاق الواسع لمتغيرات التطور... وهذا هو جوهر التطور وروحه..

من الممكن أن يكون سبب اعتراض بعض الزملاء على المعاناة مبرراً لو كانت المعاناة قد خُلقت كذات قائمة بنفسها دون أن يكون لها دور تؤديه في تدبير الأمور الدنيوية.. إن غياب الإحساس بالمعاناة وغياب الوعي اللازم لإدراك معاني هذه المعاناة سوف يؤدي حتماً إلى غياب الإحساس بالراحة والسعادة.. فبدون مواجهة الألم وتجربة البؤس لابد أن يفقد الفرح والسعادة كل معنى.. وفي الواقع فإن الحياة نفسها سوف تفقد كل معنى ولن يكون لها هدف وبالتالي فسوف تتوقف عجلة التطور وتخمد في مكانها.. وبناءً على ما سبق فإنه من خلال تطور الحواس البشرية لعب الإحساس بالكسب والخسارة دوره الهام في الحياة.. تماماً مثل عجلتي العربة التي تتحرك عليها.. انْزع إحدى العجلتين وسوف تفقد الأخرى أيضاً معناها وبالتالي تتوقف العربة على الفور...
إن الصراع بين الحياة والموت الذي ينتج عن الألم والمعاناة يخلق أيضاً البهجة والسعادة.. وهو العامل الأول في قوة الدفع التي تزود عربة التطور بالطاقة اللازمة للتقدم إلى الأمام دائماً.

وبالنسبة لموضوع المرض والذي يشغل بال زميلنا إبراهيم فنقول بأنه ومن خلال التاريخ الطويل للتطور فقد كانت الأمراض تتسبب دائماً عن عوامل عديدة ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بالتغيرات التطويرية.. فالتغييرات البيئية والصراع من أجل البقاء والطفرات والحوادث.. كلها مجتمعة أو كل منها على حدة قد لعب دوره الهام والخاص.. فالأمراض والعيوب والقصور كلها لها دور هام تلعبه لتحقيق الإصلاح والتقدم.. وهكذا فقد راحت أنواع الحياة المختلفة ترتقي وتتطور بغير وعي من جانبها.. ولكن بالتأكيد في اتجاه معين.. ويبدو أنه اتجاه في طريق مهّده الإدراك ليصل إلى إدراك أعظم..

والآن أطلب منكم أن تتصوروا معي نظاماً آخر تغيب فيه تماماً مظاهر الألم والمعاناة.. وأن نضع قاعدة مفترضة تقول: إن جميع أشكال الحياة يجب أن تتمتع بقدر متساوي من البهجة والسعادة بغير أي شعور بالمعاناة على الإطلاق.. وربما عندئذ فقط يمكن إلغاء المعاناة تماماً من الحياة.. وسوف تكون هناك مساواة مطلقة يتمتع بها كل فرد ويقف عند نفس المستوى.. لكن وللأسف الشديد فإننا حين نحاول إدخال هذا النظام الجديد المفترض في أية حلقة من حلقات التطور الطويل فإننا نواجه من المشاكل ما لا يمكن التغلب عليه.. فهذه القاعدة الافتراضية لابد أن تطبق إما عند البدء في أول بداية الخلق.. أو لا تطبق على الإطلاق.. لأن تطبيق التساوي المطلق في أية مرحلة تابعة بعد البداية سوف يكون مستحيلاً دون خلق متناقضات لا يمكن حلها.. ولذا فإننا سوف نضطر إلى العودة إلى نقطة البداية من حيث بدأت الحياة.

وهكذا فلا بد لنا أن نعود القهقري طوال تاريخ الحياة وأن نتراجع على نفس الطريق إلى نقطة البداية لنبني سلماً جديداً للتطور خطوة بعد خطوة.. سوف نحاول.. ونحاول.. ونحاول.. ومهما حاولنا سوف نجد أننا توقفنا عند أول درجة.. والتي هي نقطة بداية الحياة نفسها.. ولن نستطيع أن نتقدم بعدها خطوة واحدة إلى الأمام... وذلك لأن التوزيع المتساوي تماماً للسعادة والغياب الكامل للمعاناة سوف يزيل تماماً أية قوة دافعة للارتقاء.. وهكذا فلن يكون هناك صراع للبقاء.. ولن يكون هناك اختيار طبيعي للأنواع ولا بقاء للأصلح.. ولن تتمكن الأشكال الأولية للكائنات الحية أن تأخذ أية خطوة للتطور إلى الأمام.

إن ما يترتب عن هذا النظام الافتراضي الذي أعدنا تصميمه للخلق هو أن تستمر الحياة على ما كانت عليه.. وسوف تظل بالتأكيد ساكنة وخامدة إلى الأبد.. ثابتة على أولى درجاتها غير المتطورة.. الأمر الذي يجعل خلق الإنسان الأول أمراً بعيد المنال عند بداية الخلق.. وبناءً على ما سبق فإن السؤال الحقيقي الذي يطرح نفسه هو ما إذا كان من الأفضل اختيار نظام تكون فيه المعاناة جزءاً لا يتجزأ منه.. ويستمر فيه الارتقاء بالتحرك إلى الأعلى بحركة لولبية لتحقيق المصلحة العليا للحياة؟؟ أو التخلي كلية عن خطة الحياة خوفاً من عدم القدرة على تجنب المعاناة.. وفي هذه الحالة من التحليل النهائي يكون السؤال المتبقي والذي علينا اجابته هو: "أن نكون أو لا نكون"؟؟

لقد توغل الليل وأصابني النعاس..
نكمل حديثنا غداً بإذن الله
تحياتي
سلام
11-21-2007, 12:29 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الخير والشر.. المعاناة والسعادة - بواسطة غالي - 11-21-2007, 12:29 AM

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 4 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS