حادثة حصلت معي أكدت لي أحد أهم أسباب تفضيل الشاب العربي للفتاة الأجنبية على العربية...

منذ فترة، وأنا بفرنسا، لم أتعرف إلا على فتيات أجنبيات... طبعاً العلاقة كان يحكمها طبعي الشرقي وتربيتي التقليدية العربية.

وشاءت الصدفة مؤخراً أن أتعرف على فتاة مغربية، أعجبتني فعلاً، وأعجبتها في آن واحد.
وهذا أمر نادر الحدوث...
فالإعجاب المتبادل غير وارد إلا في القليل من الحالات...

قلت في نفسي إنها ذات تربية عربية تقليدية، وتعيش في فرنسا، ونتفق على كثير من الأمور، فلم لا ؟

طبعاً بعد أن صرحت لي بإعجابها المتبادل وبكل ما يمكن أن يقال ويحس من فمها وقلبها، بدأنا نقاشاً حول عملي وعملها وأمور الحياة...

كان أكثر ما وقفت أنا عنده هو سؤالها عن مرتبي الشهري وكم أكسب من المال...
وصرحت لها بأنني لست غنياً، فمع كل ما أملك من شهادات، ومع إتقاني للكثير من الأمور، لم أملك في حياتي منزلاَ أو سيارة أو غيره...

أعيش في غرفة مستأجرة كطالب، وإن احتاج الأمر وسعتها إلى شقة صغيرة تتسع لي ولمن أحبها.

كان سؤالها عن مرتبي صدمة لي، إذ أنني لم أسمع هذا السؤال منذ زمن بعيد...
وكم التقيت من فتيات غربيات، ولم تتطرق إحداهن لما أكسب ولا لتواضع سكني المؤلف من أستوديو بمساحة 18 متراً مربعاً يحتوي كل شيئ من طاولة للطعام ومكتب للدراسة ومطبخ صغير ودورة المياه....

بعد أن انتهينا من الكلام، وبعد أن أسقطت علي كل أحلامها من سيارة حديثة ورحلات سياحية وما إلى ذلك، قررت أن أدلها على سكني...

ركبت سيارتها، وأوصلتني إلى حارتي التي أسكن بها.

أشارت بيدها إلى كراج سيارة صاحب المنزل الذي أستأجر عنده، وسألتني : "تسكن في الكراج ؟ "... :o
قلت في نفسي :" الفرصة مواتية لاختبار مشاعرها إن كانت صادقة أم لا"
فأجبتها : " نعم...." كاذباً طبعاً.

صمتت عن الكلام، وعدنا سوية إلى حيث التقينا لأودعها هناك...
كانت شاردة طوال الطريق، وغير آبهة لما أقول...
فهمت حينها أنني لن أراها ثانية...

وقبل أن أودعها، قلت لها : " لا يعيب المرء سكنه أو قلة ماله، بل يعيبه بخله إن كان غنياً أو إسرافه إن كان فقيراً..."

ومضينا في حال سبيلنا، واختفت كما أتت...

مرت علي بعدها ذكريات فتيات عرفتهن في سوريا...
كانت تسألني إحداهن عن نوع سيارتي، وأي حي أسكن، وإلخ من الأسئلة التي تجعلها تدرك وضعي المادي...

عرفت من الغربيات بقدر ما عرفت من العربيات، ولم تسألني واحدة مرة عما أكسب، ولم تنتقد واحدة منهن سكني أو وضعي، بل كانت تنظر إلي أنا كما أنا، مجرداً من مالي وأملاكي...

وأعتقد أنني الآن أعلم سر تفضيلنا نحن الشبان العرب الفتيات الأجنبيات....
فالعربية تثقلك بأحلامها ورغباتها وطلباتها، بينما الأجنبية تجعلك تحس بأنك وإياها كفؤان، وهو المطلوب والمرغوب.