العزيز روقة ...

المقال طويل نوعا ما لذلك قرات نصفه ومررت على النصف الآخر مرور الكرام او ( اللئام ) :D


ولكن بالنسبة لي فانا لي رايي الخاص الذي توصلت اليه فيما يتعلق بالمذاهب الاسلامية الباطنية او الغنوصية , فهذه المذاهب وجدت او اوجدت نتيجة عاملين رئيسيين وهما كالتالي : ميول مؤسسيها للخروج على النص وبالتالي اوجدوا لانفسهم نصا بديلا واحيانا ( معاكسا ) لظاهر النص الاصلي تحت ذريعة وحجة التفسير بالباطن , او محاولة مؤسسيها دمج المعارف والفلسفات التي قراوها و تاثروا بها بالدين الاسلامي دمجا توافقيا , وهم بفعلهم ذلك تحصلوا على هدفين فهم من ناحية الدين لم يخرجوا على دينهم حسب وجهة نظرهم ( لا وجهة نظر خصومهم بالطبع ) ومن ناحية اخرى لم يخونوا عقولهم التي اقتنعت بتلك الافكار والرؤى الفلسفية والمعرفية والعلمية التي تحصلوا عليها واقتنعوا بها نتيجة للاحتكاك او القراءة او التجربة وللقصيمي مقولة رائعة في هذا المعنى حيث يقول : (( ولا يمكن ان يبتدع شعب عقائد ترفضها طبيعته , ولا ان يستمسك بها لو فرضت عليه , واذا كان يتناسب مع احدى المعتقدات لم يكن ممكنا ان يصنع افضل منها مهما حرمت عليه ونهي عنها , كما لايمكن ان يتطهر منها . واذا تفوق عليها تخلى عنها او طورها او تناساها ! )) وفي حالة هؤلاء فهم من القسم الذي طور الدين ليتوافق مع ميولهم ومداركهم ونفس الامر يتكرر اليوم في عصرنا الحاظر مع القرآنيين ومؤيدي الربط بين القرآن والعلوم التجريبية اي مؤيدي تيار التفسير العلمي او الاعجاز العلمي للقرآن فهم لا يريدون التخلي عن دينهم وفي نفس الوقت يريدون تطويره عن طريق تناسي او رفض ما لا يعجبهم منه عن طريق تاويله التاويل الذي لا يتعارض مع عقولهم ! ومع الاسف لا يوجد اليوم ائمة لكي ينسب لهم هذا التطوير او التاويل سوى امام العقل والعلم , وقليل ما يتقبل او يتاثر العوام بهذان الامامان ... لذلك تجد اتباع هذان المذهبان اي القرآنيين واتباع التقسير العلمي للقرآن ( نخبويين ) او ما كان يطلق عليهم قديما " الخاصة " وهي لفظة كانت تقابل لفظة " العامة " اي الاغلبية .

ولكن لحسن حظهم انهم لن ينقرضوا في هذا العصر كما انقرض المعتزلة وكثير من المذاهب النخبوية الاخرى في العصور السابقة !


تحياتي