اقتباس:  أبو إبراهيم   كتب  
 
عرفت من الغربيات بقدر ما عرفت من العربيات، ولم تسألني واحدة مرة عما أكسب، ولم تنتقد واحدة منهن سكني أو وضعي، بل كانت تنظر إلي أنا كما أنا، مجرداً من مالي وأملاكي...

وأعتقد أنني الآن أعلم سر تفضيلنا نحن الشبان العرب الفتيات الأجنبيات....
فالعربية تثقلك بأحلامها ورغباتها وطلباتها، بينما الأجنبية تجعلك تحس بأنك وإياها كفؤان، وهو المطلوب والمرغوب.

بالضبط أبو إبراهيم. هذه هي تجربة الكثير من الشباب العربي عندما يأتي للولايات المتحدة؛ فمع أنه تبهره العربية بالتقارب الثقافي و اللغوي و العادات و التقاليد، يشعر أنه رجع بظهره خمسين سنة للوراء حيث يتعامل مع نفس التقاليد البالية كالمهر و مقدار راتب الرجل إلخ. كنا نتوقع أن هذه الفتيات يتخلصن من عقد الماضي مادمن قد أتين للعيش تحت سماء جديدة و أرض جديدة لكن لا وألف لا. مجيئها للغرب يمثل لها في معظم الأحوال تحقيق حلم الثراء و الرخاء و الترف؛ أفلسنا في أوروبا وأميركا و هذا ما نشاهده في الأفلام؟! لذلك لاحظت ظاهرة طريفة أن أغلب الأسر المترفة في أميركا و التي تصر على العيش بمستوى أرستقراطي فوق مستوى الأميركي العادي هي مصرية.. عربية..نعم، من بني عربان. الفتاة الغير عربية يهمها أن تصنع عش الزوجية جنبا إلى جنب مع زوجها حتى لو على كوخ و حصيرة و رأيت هذا بأم عيني أكثر من مرة. عندما تزوجت لما يكن عندي و لو حتى طاولة مطبخ! و لما ذهبت لتناول الإفطار تناولناه على الأرض ببساطة جميلة و كأني عدت لأيام القرية حيث نشأت وأعيش الحياة مرة ثانية بجمالها الحقيقي. لكن شعرت براحة نفسية وأنا مع خطيبتي و التي قبلت أن تعيش معي بسرور و بأي مستوى مادي أيا كان دون شروط. الزوجان معا يصنعان الحياة الزوجية مع أهمية التزام الرجل بدوره في قيادة الحياة الزوجية و تحمل المسئولية و أن يشعرها بالـ security الأمان لأن هذه جوهريا أهم نقطة تهم أي فتاة في العالم.
لكن هذا لا يمنع إعجابي الشديد بالمرأة العربية خاصة عندما تكون مثقفة و سابقة لزمانها في نضجها و تفكيرها و لا تكون من النوع المفجوع و اللي همه على بطنه بل متعقلة في كل شيء. معظم الفتيات الأميركيات سطحيات لأنهم ينتمين لما أسميه بالـ Kool Generation أي جيل المياصة و الدلع و الأخذ بقشور الأمور و كل شيء الإجابة عليه Kool و هي من الكلمات التي لا أجد لها معنى. نضج المرأة هو ما يقرر قيمتها سواء كانت شرقية أو غربية. لو أن المرأة العربية استمرت في إظهار نفسها بدور المرأة الناضجة الحكيمة و التي تصنع الأسرة و تتمتع بقدر من الصفات لإدارة بيتها و الاهتمام بزوجها و بشخصيتها و ثقافتها إلخ في الزوجة فهذا يجعل منها ملكة الكون بلا أدنى شك.