Array
لو دخلت الى البالتولك و مباشرة على غرفة ايجيبت فور كفاية ستعرف اي مصر التي في خاطر مصطفى عبد العال او الدكتور يوسف كما يسمى في البالتولك.
الدكتور يوسف يسير الغرفة على طريقة ناظر المدرسة الذي يشخط في الجميع و يسبهم احيانا ان اختلفوا معه بكلام شوارعي بذيء يجعلك تعلم ان طريق مصر نحو التغيير طويل جدا .
[/quote]


عزيزي الدكتور سيستاني:

أعرف جيداً غرف البالتوك وكنت أشترك فيها قديما وكنت أدخل بمعرف معروف لدى الجميع. كانت حقبة. هي تمثل الغوغائية في الحوار ولكن هذا ليس ذنب القبطي صديقي. القبطي هو ابن البيئة المسلمة بكل ما فيها من صفات حدث عنها ولا حرج. ظهور القبطي على البالتوك في القيام بالتجريح للرد على المسلمين هو أمر لا أستلطفه شخصيا ولكني في الوقت نفسه لا ألوم القبطي بالمرة على أخذه المايك ليقول هو أيضا ما في جعبته ويكون له "صوت" ويستحق أن يسمع. طوال النهار يسمع القبطي شتيمتيه بأذنيه ولا يجرؤ أن يقول شيء على أرض الواقع. أدار القبطي الخد الأيسر لزمن طويل طاعة لكلام مسيحه ولكن آن الوقت لأن يقول القبطي: لا تسخر مني يا تافه فأنت لا تملك أي درجة تجعلك تشعر أنك أعلى مني بأي وجه من الوجوه وما الذي يجعلك تظن أنك أعلى من غيرك؟ خدعوك فقالوا إنك من "الأعلون". لابد يا سيتاني أن يستعيد القبطي ثقته بنفسه ويخرج من الشعور بأنه مغلوب على أمره. كنت كمجند في الجيش المصري أسمع أقباط يقولون عبارات لبعض مثل "صلي على النبي". ما هذا الكلام الفارغ؟ ما الذي يجبر القبطي على كل هذا الخنوع؟ أألى حد وصل القهر وبلغ مبلغه حتى إنه يريد بكل الطرق أن يقنع "الأغلبية" أنه مثله ولا يستحق كل هذا الازدراء؟

كما قلت لك لا أحب ما يفعله الأقباط على البالتوك لسبب واحد يا دكتور. هل تتصور مثلا الأب عبد الجليل الفرنسيسكاني صاحب كتاب Islam et Nous يقبل على عمل وضيع كهذا؟ قطعا لا. المسيحية هي الرقي ولا يمكن أبدا أن تحاكي وتضارع أخلاق الرعاع ولا ينبغي للنبلاء أن ينزلوا لمجرد أن غيرهم تمرغ في وحل التقبيح وأراد أن يكون خنزير. لست مطالب بأن أكون خنزير حتى ما أرد على الخنزير. لكن للأسف القبطي أحياناً ينزل ونزوله يمكن تفهمه من ناحية أننا بشر ولسنا آلهة ونجرح عندما يعاملنا فلان بدونية ولكن أتمنى من الأقباط أن يكونوا في رقي الأب عبد الجليل الفرنسيسكاني الذي قال للملك الحسن بأدب شديد: لكم دينكم ولكم ديني لما دعاه للعودة للإسلام. أمثال هؤلاء الناس هم المثل الأعلي لي وأحاول الاقتداء بهم.