صديقي سايستاني:

مؤخراً قرأت في الأخبار أن محافظ ولاية جورجيا بالولايات المتحدة قام بقيادة الناس في صلاة الاستسقاء طلباً للمطر. قرأت تعليق واحد من الأميركان على تدخل المحافظ وهو رجل سياسي في أمر ديني كهذا وحشره في عموميات الناس فضحكت جدا والتعليق كان: دعه يقدم إبنه البكر قرباناً للإله لعل المطر يأتي أو ربما قام بتقديم جدي أو خروف يتقرب به لله حتى ما يأتي المطر. ضحكت جدا. في الجنوب في أميركا جاءت علينا هذه الأيام مواسم جفاف وقل المطر بشكل مرعب ولهذا فالإنسان سيكثر من صلاة الاستسقاء وكما مارسها في فجر التاريخ فحتما سيمارسها في القرن الواحد والعشرين: هذا أمر يستبطنه العقل الباطن واللاوعي الجماعي للأمة.

باعتقادي، من الجميل أن يتلامس الناس مع أعماق الله في الصلاة ولكن أحياناً لغة هؤلاء العابدين مثل زين العابدين هي هكذا على النحو الطبيعي ربما.. ربما هو يصلي لله بهذه الكيفية بشكل عفوي ونحن نقدر أن نتأمل في لغته وتراكيبها كمثال.

صديقي الحر: أنا أحب الأدعية من هذا النوع جداً وخاصة من نوعية المناجاة والتي هي لطيفة وبدون عبارات الغضب والعذاب.. بصراحة ذات مرة قرأت كتاب النفري وبتحقيق جون أربري وقرأته يتكلم عن تعذيب الله للخطاة فنفرت.. لا تزعل مني ولكني لا أميل لمثل هذه الروحانية. لذلك، لو وجدت شيء بدون الترهيب والترغيب والعذاب ياريت فأنا أعشق مثل هذه الكتابات جداً. ألف شكر. ودون أن أنسى، ألف ألف شكر لك على دعاء عرفة للإمام عليّ بن الحسين‏عليهما السلام. بما أنه دعاء عرفة وأنا إبراهيم عرفات فأعتقد هذا الدعاء لي أنا وبس. شكراً جداً.