من الصعب الحديث عن نجاح او فشل فهذا المؤتمر لا يحتمل كليهما ويبدو انه ليس مخصصا للتعامل مع هكذا احتمالين لقد تم تصميمه لاعادة تدشين عملية اغلقت فى العام 2000 مع فشل مفاوضات كامب ديفيد ما سيحدث بعد المؤتمر هو الاهم من المؤتمر نفسه

لقد ايقن ابو مازن احد اسباب فشل كامب دفيد وهى ان عرفات حشر وحيدا مع وفده وكان طوال الوقت فى خلفية وعيه يحسب كيف سيتصرف العالم العربى تجاه اى اتفاق مع اسرائيل فهو كان يخشى ان يغرقوه بمزاودات ويتدخلوا فى الداخل الفلسطينى بطريقة تفشله لهذا اصر ابو مازن اصر وبعناد هذه المرة انه لن يذهب للمؤتمر بدون العرب وخصوصا سوريا والسعودية .. لن اذهب لوحدى رجلكم على رجلى بل وقبلى هكذا تصرف ... وهو كان قاطعا بذلك مع الولايات المتحدة ( بالذات حضور سوريا) واصراره هذا على حضور سوريا كان له نتائج ايجابية على سوريا فلكى تقبل سوريا الحضور يجب منحها اشعارا ان المرحلة القادمة ستوضع الجولان على اجندة العمل ويجب ان تخفف اميركا عدائيتها تجاه سوريا وهذا كان مكسبا اخر للعرب فى الطريق الى انابوليس ان التهديد الاميركى الغربى الاسرائيلى تجاه سوريا بدا بالتفكك هذا السلوك من ابو مازن اعاد الدفىء للعلاقات الفلسطينية السورية الرسمية لاول مرة منذ عقود طويلة فقد انجز ابو مازن ما كانت تحاول انجازه عبر طريقتها التقليدية بالضغط عبر وكلاء محليين باستخدام اوراق كحماس وحزب الله الخ وبكل ما يحمل لها هذا من مخاطر وردود عكسية قد لا تحتملها سوريا

على الارجح فى الاشهر القادمة سيكون هناك اتفاق سياسى اسرائيلى فلسطينى شامل ويغطى كل النقاط حتى التى تحولت لطابو مثل اللاجئين والقدس ( هذا هو الطلب الفلسطينى ) لكن تطبيق الاتفاق لن يكون فوريا ولحين يتمكن الفلسطينيين بتكوين مؤسات الدولة الامنية والاقتصادية والادارية( هذا هو الطلب الاسرائيلى )

ماذا عن الوضع الداخلى الفلسطينى فان لحماس سيطرة هشة ورخوة جدا فى قطاع غزة وليس لديها ادنى مقومات ممارسة شكل من الحكم عدا قدرتها على ممارسة العنف الداخلى وبمنطق مليشيوى وهى لا يمكن حوارها من قبل فتح او التوافق معها باى شىء وحول اى شىء القطيعة معها مطلقة ونهائية فهو خلاف ليس سياسى فقط بل خلاف يشمل منظومة القيم وفكرة الهوية


هذه العملية ستجرف فى طريقها حماس فى غزة المشكلة لم تكن ابدا فى غزة فغزة ورقة ميتة ومنتهية ولا احد يريدها ولا مستقبل لها بدون ان تكون جزءا من دولة فلسطينية تشمل غزة والضفة الغربية موضوع غزة منتهى من ناحية سياسية اما من ناحية امنية اعتقد انه فى الاشهر القادمة سيكون هناك تغيرا وبالقوة فى غزة المشكلة الاساسية هى فى الضفة الغربية والقدس وعلى كل شبر فيها يدور الصراع والتفاوض