Array
عليك ان تعرف أنك في أي وقت من الممكن ان تقع من طولك و وقتها ستكون إنتهيت.
مثلك كمثل أي كائن حي آخر لو مات لن يقوم بأي حال من الأحوال ..
لا يوجد سحر و لا معجزات و لا كائنات مخفية تستطيع أن تفعل ما لا تستطيعه انت ..
لهذا فإن الحياة أفضل من الموت و حياتك مهمة جدا ..
لهذا عليك ان تحافظ على حياتك و صحتك و ألا تخشى الموت.
لأنك في القبر لن تشعر بشئ و لن يحاسبك ملكان و لن ترمى في أبو زعبل جهنمية إلي أبد الآبدين ..
لن تشعر بشئ و لا حتى بالراحة ..
فكر بها و كأن جزء من حياتك تكون حيا في الوجود و بعد ان تموت تكون حيا في العدم.


و إبقى خلي إلاهك ينفعك ..[/quote]


عزيزى بيوتفل مايند .. نفس تلك العبارة قالها اليهود للسيد المسيح شامتين : أنظروا هل يأتى أبوه الآن ليخلصه .

طبعاً لا أحسب نفسى رخيصة إلى حد أن أكون مجرد حيوان ناطق أنتهى بالموت .. ولكننى أؤمن بأن لى روح خالدة أثمن من الماس وهى غالية جداً عند أبى السماوى لأنها نفخة من عنده وعلى صورته ومثاله .

لك الحق ألا تؤمن بجهنم الأبدية ولكن هناك من ذهبوا الى هناك فى رحلة سريعة ورجعوا ووصفوها بأوصاف تشيب لها الولدان .. ومما قالوه أن هناك حفرة كبيرة من النار مليئة بالناس وهم يحاولون الخروج منها ولكن لا طاقة لهم على الخروج مليئة بالصراخ الرهيب المفزع والناس مجرد هياكل عظمية مكسوة بلحم نتن مدود فى عذاب دائم .. وحول تلك الحفرة الكبيرة من النار حفر صغيرة حيث درجات مختلفة من العذاب .

وهناك زنازين وهناك شياطين مفزعة المنظر طول الواحد أربعة أمتار وشكله مرعب وله رائحة شديدة النتانة لدرجة الموت وهو تشع منه كراهية شديدة لبنى البشر المعذبين معه فيضربهم ويهبشهم وهم يعانون من ضرباته ويتعذبون ويتمنون الموت ولا يجدونه .

هناك أيضاً رائحة الكبريت النتنة النفاذة التى تجعلك فى شوق الى ذرة أكسجين ولكن لا هواء نقى ولا شمة نسيم .. نتانة وكبريت وإختناق مميت الى الأبد .

وجهنم الأبدية فيها زنازين وأصفاد حديدية وجلادين أبشع من زنازين أمن الدولة المصرية .. تخيل نفسك تنتظر حكم الإعدام فى زنزانة وحيداً .. هذا العذاب لا يُقاس بلحظة واحدة فى زنزانات الجحيم .


عزيزى بيوتفل مايند .. لك الحق أن تخاطر بمصيرك الأبدى وتراهن على عدم وجود أبدية ولا جهنم ولا ملكوت ..

ولكننى لا أستطيع أن أجاريك فى هذا الرأى لأننى :

1- أجبن من أن أفعل ذلك .

2- أعقل من أن أفعل ذلك .

3- لى إيمان راسخ فى عقلى وقلبى وروحى بالمسيح القدوس قاهر الموت ومحطم أبواب الجحيم وهو الوحيد القادر أن ينجينى من هذا المصير المرعب .


أما مسألة الإنشغال بالحياة الحاضرة فقط فأجدها نوع من العبثية .. فكما تعلم أنت معرض لأن تقع تحت سلطة حاكم غاشم يسلبك الحياة فى لحظة .. أو بلطجى يطير رقبتك فى الشارع حيث تمشى آمناً .. أو تقع فريسة واحد عديم الضمير مثل ممدوح إسماعيل وتموت فطيس فى عبارته المحترقة .. أو تُبتلى بفيروس لا يُرى بالعين المجردة يبهدل فى صحتك حتى الموت .. أو .. أو ..

تعددت الأسباب والموت واحد .

وكان من الممكن يا سيد بيوتفل أن تموت صغيراً قبل أن تكبر ويتكبر عقلك وتجدف على خالقك .

المشكلة أن الإنسان يجحد نعمة الله ولا يملأ عينيه إلا التراب .