الزميل بهجت
إسمح لي أن أختلف معك
الكل ذاهب إلي مائدة المفاوضات تلك المرة وهو منهك والدماء تسيل منه وهذا من وجهة نظري شئ إيجابي بالنسبة لأي مفاوضات لأنه عندما تكون كل الأطراف تنزف سيبذلون أقصي مافي وسعهم لإنجاح المفاوضات ووقف النزيف وهو السبب الذي أدي لفشل كل محاولات التفاوض قبل حرب 73 لأن مصر كانت هي وحدها التي تنزف أما حين نزفت إسرائيل في 73 قبلت التفاوض وتوصلوا لمعاهدة سلام مازالت سارية لليوم.

أمريكا تنزف بالعراق وتبحث عن مخرج يحفظ لها ماء وجهها وبوش يبحث عنlegacy لفترة حكمه ويأمل أن تكون علي شكل تحقيق سلام نهائي بالشرق الأوسط لإصلاح ماأفسدته حماقته بالعراق وإسرائيل منهكة داخليا بعد سنوات من العنف والتفجيرات إنتهت بالحرب مع حزب الله الصيف الماضي وأدركت معها أنه إذا أستطاعت ميلشيا صغيرة كحزب الله مدربة ومسلحة إيرانيا أن تمطرها بالصواريخ لأخر لحظة قبل إيقاف إطلاق النار فما الذي ستفعله إيران! بالإضافة لحالة الحصار الدولي التي تعيشها إسرائيل لأول مرة في تاريخها وتعالي الأصوات المنددة بها من معاقل مؤيديها التقليديين كأمريكا وأوروبا( هناك شعور متنامي من جانب الأمريكيين بأن إسرائيل أصبحت عبء عليهم وتتسبب بسياساتها في مشاكل كثيرة لهم)

بالنسبة للعرب فكلام فضل صحيح بالنسبة لإصرار محمود عباس علي أن تكون السعودية وسوريا حاضرتين حتي تتوقف المزايدات المعتادة ويبقي كل شئ علي عينك ياتاجر! السادات عندما وقع معاهدة كامب ديفيد ورغم أن أنظمة كالسعودية والأردن متمرغتين تحت أقدام أمريكا قاموا بالمزايدة علي مصر وقطعوا معها العلاقات في مهزلة مؤتمر بغداد خاصة وأن الفلسطينيين والعرب عموما منهكين ومستعدين أيضا لتقديم تنازلات للوصول إلي حل نهائي وأعتقد أن الفرصة سانحة للدخول في مفاوضات الوضع النهائي.

قد أكون متفائلا أكثر من اللازم ولكن أتمني أن يكون تفاؤلي في محله لأني موقن أن المشكلة الفلسطينية أصبحت بمثابة خراج مزمن بمنطقة الشرق الأوسط وسبب لكثير من المصائب والكوارث التي تحدث وأنها أصبحت مادة للمزايدة والمتاجرة من أطراف كثيرة ومبرر لمعظم حكومات المنطقة لقمع شعوبها ولو تم حلها- حتي ولو بتقديم تنازلات ضخمة- فهو شئ في صالح المنطقة وسيجعل شعوبها تنتبه لحل مشاكلها الواقعية.