عزيزي طارق

لا نتحدث عن " قرمية" الديموقراطية والعلمانية في لبنان ، فبلغنا من العمر عتيا ، تسمح لنا متابعة الشريط منذ فؤاد شهاب ولتاريخه

نتكلم عن حوادث بعينها

مقتل الحريري وخروج الجيش السوري مع وجود " قرآن الطائف" ، كان ارضية لإعادة تشكيل الصيغة الاجتماعية اللبنانية ، فقبل هذا التاريخ كانت " سنة لبنان" قاب قوسين او ادنى بالمطالبة بوحدة كاملة مع سوريا ، تصوّر؟

كان هناك ما يسمى " قرنة شهوان" ، أقطابها طبعاً هم من الموارنة والمسيحين وهم مهمشين لغاية لإسفل درك التهميش ، بل أن اقطابهم كانت كالتالي ، جعجع مسجون ويلبس الفتيك الازرق ، والجميّل منفي في فرنسا ، والجنرال عون طبعاً منفي في الخارج وآخر ما قام هو زيارة امريكا لإصدار قانون محاسبة سوريا

في الجانب الشيعي ، هناك ولاء عميق لسوريا ولايران ، وكان الظاهر منهم انهم بعيدون عن الصراعات الداخلية وتبنوا مبدأ المقاومة والتسليح ، وبرضا اللبنانيون وخصوصا السنة منهم


بعد مقتل الحريري وخروج سوريا تسارعت الاحداث وتبديل المواقف والتحالفات ، ورغم ذلك تحالف جنبلاط مع حسن نصر الله مع جعجع مع الحريري ضد التسونامي القادم حديثا " الجنرال"

بدأت بوادر ما يسمى مستقبل سلاح المقاومة وذلك بعد انتهى تحرير الجنوب شبرا شبرا ، وبدأت الطاولة الخشبية الدائرية التي اجتمع حولها الاداء والاصدقاء تشهد غزل غير عذري بين الجنرال وبين حسن نصر الله ، رغم ان تصريحات هذا الجنرال من فرنسا كانت تصب جام غضبها على سلاح المقاومة !!! تخيّل


بعد وخلال حرب تموز لم تكن الخلافات قد وصلت الي مرحلة الطلاق البائن ، بل أن بري ماغيره وصف حكومة السنيورة بأنها حكومة المقاومة ، نقطة

رغم ان الحكومة اللبنانية المشكلة من التحالف المستقبلي الجنبلاطي الحزب اللاوي الأملي ، وكانت يومها شرعية ، نتفاجأ في ثاني يوم انسحاب الاطراف الشيعية بحجة عدم تمثيل كافة الاطياف " طبعا هذا الطيف هو الطيف العوني" ، لتزيل عنها الشرعية ، كان هذا مرافقاً لانسحاب ما يسمى المقاومة من الجنوب اللبناني وتمركزها في قلب الحدث السياسي

يسألون حسن الله ، ماذا لو تحررت مزارع شبعا ؟ هل نرى السلاح يختفي من ايدي طائفة بعينها ؟ الجواب لا ، لماذا ؟ ضمير الغائب يقول الجواب في طهران ودمشق ، والدليل هو انقلاب غزة الفجائي

ما حدث أمس وما سيحدث غداً ، ليس له بالمقاومة صلة الا بعقول مدمني الافيون ، احتلال بيروت كما احتلها شارون قبلاً ، وستبقى محتلة مثلها مثل غزة ، وسيبقى القرار للبندقية والذي يملكها حتى تتفق امريكا وايران من يستعمل الشوكة ومن سيستعمل السكين في إقتسام المنطقة بعد دفن الذرة الايرانية

هل لاحظتم التصريحات الامريكية الباهتة حول ما جرى ؟

نسيت موفق الربيعي في هذه المعمة ، ورغم أنه كان الرجل الاول للنظام الايراني في العراق ، شكى فبل ايام من ايران تعبث بالعراق وتريد تخريبه

والعاقل سيلتقطها ، ومدمنوا الافيون سيرون الحراب عبارة عن ايس كريم


وتحية