يا اخ بهجت

انابوليس عملية غير مضمونة بكل تاكيد لكنها تظل تحمل فى طياتها عناصر مهمة يجب ان نهتم لها ونتشبث بها

المشكلة فعلا ليست مشكلة اجرائية ( هناك جزء كبير من النقاد الفلسطينيين الموجودين داخل فتح وداخل فصائل اليسار الموجودة داخل منظمة التحرير الفلسطينية ) المشكلة تكمن فى شىء اخر جوهرى جدا ومفاده اننا شعب صغير وضعيف ويجب ان نمنع دائما ان يتم حصارنا واهمالنا ويجب ان نحافظ دوما ان نكون فى مركز الحدث السياسى ( فما بالك بان ننجح فى ان نكون فى مركز الحدث الكونى ) هناك شعوب اكبر منا بكثير ديست تحت الارجل وانقرضت لانها لم تحسن التصرف ( وهذا يمكن ان يقع للشعب الفلسطينى ( وقد حدث سابقا فى العام 1948 وكدنا فعلا ان نختفى ونصبح طيا منسيا لولا اندلاع الوطنية الفلسطينية بشكل منهجى فى العام 1965 مع بروز حركة فتح وما ساعد فيما بعد فى اندفاع هذه الوطنية هو انه تم تبنيها من مصر عبد الناصر عام 1967وبالتالى تبعتها بقية الدول العربية لان هذه الحركة اندفعت بعنفوان مشرف فى اجواء هزيمة المت بالعرب فاعطتهم ولو رمزيا بعض الكرامة عندما بدات التفجيرات تنتقل من عواصم العرب المهانة حينها لقلب تل ابيب )

هذا من جهة ومن جهة اخرى نحن نحاول مستميتين ان نمنع استفراد اسرائيل بنا فقوتها مطلقة تجاهنا نريد ان نشرك كل العالم فى الحدث وفى موضوع الصراع مع اسرائيل

وثالثا نحاول دائما ان نستمر بالمقاومة ضد اسرائيل حتى العنفية المسلحة منها لكن فى المقابل علينا طرح مشروع سياسى مقبول لحد ما من العالم او على الاقل ليس مشروعا عدميا او متصادما مع هذا العالم بل مشروع حركة تحرر وطنى لشعب صغير وليس جزءا من ايديولوجيا تريد تغيير العالم كالاصولية الاسلامية مثلا او الشيوعية سابقا هذا لكى لا نتحول جزءا من صراع حضارت وملحقا هامشيا للصراع ضد ما يسمى بالارهاب والاصولية الاسلامية ( هذا لا يجب ان يكون شغلنا ) يجب ان نطرح مشروعا مرافقا للنضال يمنح هذا النضال القبول والعطف ويعطى احساسا انه نتيجة منطقية لغياب العدالة

ان نجحنا فى كل هذه المهام فالحل مع اسرائيل اجلا ام عاجلا سياتى وبالرغم من انفها فنحن موجودين كشعب على الارض و اسرائيل ستكون امام خيارين لا مفر منهما وهو اما ان تنشا دولة للفلسطينيين او ان تنشا دولة واحدة مزدوجة القومية.. لا خيار امامها حتى لو ماطلت

نحن اصبنا فعلا بانتكاسة فظيعة فى العامين الاخيرين فكل هذه التكتيكات والخطوط المناعية الدفاعية التى صنعناها تاريخيا شعرنا انها على وشك التبخر والذهاب للكارثة بسبب انتفاخ الظاهرة الاخونجية وبقينا فى هذا المازق الا ان قرر الاخونجية وبكل بلاهة استخدام العنف الداخلى والانقلاب فى غزة .. عندها فعلا تحررنا منهم ومن العلاقة معهم و تحررنا من كل الاتفاقيات والاوهام التى تخيلناها وعدنا لنمارس اسلوبنا التاريخى الذى ساعدنا فى معركة الصراع من اجل البقاء ونجح

المشكلة مع حماس ليس فى وجودها بل بطبيعة وجودها هل هى موجودة فى الهوامش او فى المركز السياسى هى الان بدات تنسحب وتنكمش وتتراجع من المركز السياسى نحو الهوامش الفرعية وسيطرتهم اللحظية على غزة لا تعنى شيئا ولا تخلق وقائع مادية سياسية ذات مغزى فغزة منطقة محتلة من اسرائيل مثلها مثل الضفة الغربية والسلطة السيادية العليا لا زالت لاسرائيل وليس لمن هم داخلها هذا من جهة ومن جهة اخرى فان الاخونجية فى غزة وبعد دمويتهم المقززة والصادمة للعقل الفلسطينى بشكل غير مسبوق حدث فرز اجتماعى داخلى سريع لدرجة انه بدا يحدث عزل لهم من المجتمع ( نفس المجتمع الذى انتخبهم مخدوعا فى مرحلة ما ) عزل لا يمكن تصديقه انه عزل حتى على الصعيد الشخصى والانسانى وتم تحويلهم لمجموعة صغيرة معزولة ذات طبيعة عنفية ومتصادمة مع مصالح بل و وجود المجتمع

اخيرا وبالرغم من كل ما حدث فان حركة فتح لا زالت هى القوة السياسية الاكبر على الاطلاق هى اكبر من كل التنظيمات والفصائل الفلسطينية مجتمعة بعدد اعضائها عدا عن عددهم الهائل فداخلها ايضا توجد تقريبا كل النخبة الفلسطينية المتشابكة مع العالم والمنطقة وكل المجتمع الفلسطينى فى بناه المؤسساتية والثقافية مبنى ومصمم على صورة فتح هذا شىء لا يمكن تخيل تجاوزه فهو منتج لعملية تاريخية لجيلين كاملين من الانبعاث الفلسطينى ففتح ومنظمة التحرير ليست نظام سياسى يمكن الانقلاب عليه انها كل التاريخ المعاصر للفلسطينيين وجوهر هويتهم