عزيزي ATmaCA فلنعترف أننا لا نحمل نفس النظرة للكون والحياة.

أنتم تتبنون نظرة في رؤية الأمور تعتمد على وجود الله وبالتالي فسؤالكم دائما سيصب باتجاه الله. يعني لو قلنا لكم أن المطر هو عبارة عن تبخر الماء وتكثفه في السماء ثم تبرده ثم يتساقط في شكل حبات مائية فستقولون لنا ومن وضع ذلك القانون؟

يعني حتى لو قدمنا التفسير العلمي فسيكون الله دائما وراء ذلك التفسير؟

نحن نسأل "كيف؟"
أما أنتم فتسألون "لماذا؟" و"من؟"

نحن نصف الظواهر.
أما أنتم فتريدون الولوج لما وراء الظواهر وتتساءلون عمن وضعها.

يعني أنا لا اقول أنكم مخطؤون أو أننا على حق لكن أعتقد أنك ما دمت مؤمنا بوجود الله فلن يمكنك أن ترى الكون إلا على أنه إبداع إلهي خالص.

أما بخصوص الحليب فهناك تفسير علمي واضح لوجود الحليب في صدر الأم التي أنجبت رضيعا. لكن المشكلة ستظل قائمة وهي هل ستكتفي بالتفسير العلمي أم أنك ستبحث عن السبب وراء تلك الظاهرة؟

الحليب هو عبارة عن افرازات لغدة موجودة في الثدي (جميع الثديات) ويصدر أمر من الدماغ لتلك الغدة بإفراز الحليب عند الولادة ويمكن أن تبحث في الانترنات وعلى الويكيبديا وأكيد ستجد تفاصيل أكثر.

هذا ما يقوله العلم وما نعرفه ونحن نكتفي بمعرفة ذلك، وذلك يكفي في حياتنا لنتواصل ونتفاعل مع العالم الذي نعيش فيه بكل تناسق وليونة. يعني يكفي أن نعرف كيف يسقط المطر ونعرف كيف تنتشر الأوبئة والفيروسات ونعرف كيف تحدث الزلازل والأعاصير ونعرف كيف يولد الإنسان، الخ. وذلك كاف لكي نعيش الحياة بدون آلام ولا صدمات كما كان الأمر مع الإنسان قديما.

أما أنتم فالله هو وراء كل ذلك... من الفيروسات إلى الزلازل إلى خلق الإنسان.

يعني الأمر فقط إختلاف في الروى: نحن نرى العالم كما هو بمنظار إنساني خالص وأنتم ترونهم بمنظار إلهي وتبحثون دائما عن السبب النهائي للأشياء.

ولكن المعضلة هنا هي أن الله يبقى هو الفرضية التي وضعتموها للسبب الذي ترد إليه جميع الظواهر والأشياء. يعني يمكن للعلم أن يقدم أدلة واضحة بخصوص المطر والزلازل، الخ. والحليب واللبن والزبادي والمعجون بالقشطة... لكن الله... لم

نسمع أنكم قدمتم دليلا واضحا بخصوصه.

دليلكم الوحيد مبني على رد الظواهر لصانع أول ورد النظام في الكون لخالق ورد السبب لمسبب.
يعني فرضية مجردة...
أالكون فيه إبداع ونظام إذن الله موجود.
عندما تنجب أم مولودا يتدفق الحليب إلى ثدي الأم... من قام بوضع هذا الابداع في الثدي أكيد الله إذن الله موجود.

مجرد فرضيات يعني.
عندما أرى كأسا فارغا أفترض أن أحدا شرب الماء الذي فيه...
لكن لعمري هل كان في الكأس ماء أم لبن أم شاي؟
وهل كان في شيء أصلا لكي أقول أن أحد شربه؟

وفي النهاية كما قلت لك... ما دمت ترى الكون بمنظار الله فلن ترى في الكون إلا الله حتى لو فسر العلم كل شيء كما قال الزميل read بخصوص الفجوات. فالمشلكة تبقى في المنظار وليس في العلم. لأن الله سيكون في نظرك دائما السبب الأول وبالتالي أتساءل حقا "ما فائدة العلم والتفسير العلمي والبحث العلمي بالنسبة لكم ما دام الله هو السبب والجواب النهائي على كل شيء؟"