(f)لك عزيزي ليلين

Arrayلكن أحياناً يكون من الحكمة ألا تقدم المساعدة لمجرم يعترف بجريمته لكن لا يقبل العقوبة. هذا الرجل كان يحمل ’مادة ما‘ بكمية ضئيلة بغير غرض الاستخدام أو الاتجار، فماذا يمنع أنه كان جاسوساً مثلاً؟ و هل ستكون سعيداً و تقدم له المساعدة لو كان تسبب في ضرر أحد بهذه الـ’كمية الضئيلة‘؟ أكيد لديك فكرة كم يكون قدر الـ98 غراماً من الكوكايين مثلاً و كم يكون تأثيرها[/quote]

مش احنا بنقول فلان الشيطان وزّه؟ مين فينا ما بيغلطش؟ هل أي واحد فينا بعيد عن السقوط بشكل أو بآخر؟ أذكر وأنا طفل أني رأيت الليمونة وأعرف أنه من الممكن صاحب المحل يضربني ومع ذلك خطفت الليمونة وجريت وهذا سبب لي رعب. الشر الذي لا نريد إياه نفعل كبشر، في بعض الأحيان. لا أحد فينا يريد الشر. كثيرا ما نقع في الغواية. من جهة أخرى، الضرر ليس فقط على قدر الهيروين ولكن أسباب الضرر كثيرة ومع ذلك لا أحد يأخذ عليها محاكمة فيها تأبيدة. وأياً كان ما فعل، كلنا بنغلط. كان من الممكن جداً أن أكون أنا إبراهيم عرفات هو خالد هذا الرجل وليس أحد فينا بمنأى عن لسقوط والضعف. الإنسان نفسه ليس إلا بقايا ضعف. هكذا علمتني الحياة ومن ثم تعلمت أن أشفق والجرم هو أن لا أشفق وأعمل ما في طاقتي. لو كل واحد فينا يا صديقي قعد يبرر مشروعية المساعدة وعدم مشروعيتها مش هانخلص والناس هاتموت. إنسان يغرق. عشان كدة أوروبا سبقت أميركا المتخلفة وألغت حكم الإعدام والذي لا يزال في كثير من ولايات أميركا. الحياة لها السبق ولها الأولوية فبماذا ينتفع به السجن؟ مادام اعترف بالغلط فالهدف من السجن ليس الدمار وإنما هو استيقافنا مع ذواتنا والإصلاح.. الإصلاح أولاً وأخيراً مش نمحيه من على كوكب الأرض ويبقى بقايا إنسان. أؤكد لك إني بما تراه فيّ لست بعيد عن خطأ أي إنسان مجرم.. أنا هم جميعاً، وهم أنا، وده مش كلام شعر بس دي فعلا الحقيقة. كلنا بنغلط.

(f)