هناك مسؤولون أمريكيون رفضوا التعليق على الموضوع واعتبروه شأنا سعوديا وأن الشعب السعودي تقع عليه هو مسؤولية التحرك والتغيير وهناك بالذات من الحكومة الحالية من انتقد ما حدث دون ان ينتقد الحكومة السعودية ومع حرصه ألا يمس هذه الحكومة بكلمة، وصف (مثير للدهشة) هو وصف يظهر منه الحرص على عدم توجيه أدنى إدانة للنظام السعودي ولا حتى مطالبه له بإصلاح قضائه "المستقل"، مع أن من حق أمريكا ان تفعل ذلك كما تفعل أوروبا مع تركيا لكثرة المصالح المشتركة والتحالف مع امريكة والسعودية، واذا كان مرشحوا الجناح الديموقراطي يريدون الاستفادة من القضية فلكسب أصوات امريكية في الانتخابات القادمة لكون منظمات حقوق الانسان جعلتها قضية رأي عام ولا علاقة لها بسعر النفط ولا خربوطة.. أصلا الفتاة تنتمي بالذات الى المنطقة الغنية بالنفط من بلدها.. المنطقة التي لو استقلت لجاع باقي السعوديين.. لو كانت هذه الانتقادات هدفها الضغط على الحكومة السعودية لتحقيق مصالح امريكية لكان جورج بوش نفسه وكونداليزا رايس بل وحكومة اسرائيل هم أصحاب هذه الانتقادات، وليس السيدة الفاضلة هيلاري رودام كلينتون.
أما حكاية كون البنت اعترفت بعلاقة غير شرعية قبل زواجها من ذلك الشخص الذي خرجت معه فأقول أن الزوج لو كان أخذها غير عذراء لكان عرف القصة كلها وتصرف بنفسه قبل ان تتصرف هي ليستعيد صور زوجته من الرجل، ربما يضربه أو يهدده كي يتأكد أنه لن يجرؤ أن يشكل على زوجته أو على عائلته أي تهديد في المستقبل، لا أرى اي دافع او مصلحة لبنت في مثل وضعها أن تعترف على نفسها بشيء كهذا ولا أثق في مثل هذا القضاء ألا يكون ذلك اعترافا تحت التهديد أو حتى التعذيب خاصة أن القضاء السعودي الذي تشوهت سمعته الى حد غير مسبوق وأصبح ابن قحبة في نظر العالم هو المستفيد الوحيد من مثل هذا الاعتراف. ربما يقول العلمانيون ان الاعتراف سيد الأدلة لكنني لم اسمع بنص ديني واحد يجعل القصاص مبنيا على الاعتراف ولم يفكر أحد أن يسأل كونه أمر بديهي أن أحدا لا يعترف على نفسه في مثل هذه الأمور، ربما لأنها لا تثير الاحساس بالذنب عنده كي يدفعه ضميره الى الاعتراف، بل انني اذكر نصا سأورده في مداخلة لاحقة اذا تأكدت منه أن شخصا ( لا أذكر ان كان امرأة أو رجل ) ذهب الى أحد الخلفاء الراشدين يعترف على نفسه بجريمة جنسيه ويطلب القصاص فرفض الخليفة معاقبته وأمره بالعودة الى بيته.
ولو وافقنا الأمير الفيصل أن هذه أخطاء قضائية تجري مراجعتها فماذا سيحدث بعد المراجعة؟ هل سيقال القضاة أم سيجلدون؟ هذه حياة ناس، هم يصدرون أحكاما بالجلد والسجن المؤبد والإعدام، لا يحق لهم أن يخطئوا كما لايحق للممرضات والأطباء أن يخطئوا نحن نتكلم عن حياة بشر..وهذه قضية واضحة الملامح وليست معقدة كي يخطئوا في اصدار أحكام سليمة بشأنها.