أول ما سأنتقده في هذا الخبر، هو عنوانه الذي يتصدر الجزيرة، والذي صيغ بالشكل التالي :
"السجن والإبعاد لمعلمة بريطانية بالسودان أساءت للإسلام" !
حيث نعتقد من العنوان أن المعلمة أساءت فعلاً للإسلام بشتم أو بتعرض بطريقة أخرى....

ولكن إن نظرنا إلى التهمة الحقيقية وهي تسمية دمية دب باسم "محمد" ! فهل تستحق هذه التهمة سجن المعلمة لأسبوعين، وإغلاق المدرسة الخاصة التي وجدت في السودان منذ قرن تقريباً ؟؟

نص الخبر بالتحديد يقول :"بأنها سمحت للتلاميذ بإطلاق اسم محمد على لعبة على شكل دب"... وعلى ما يبدو فإنها سألت التلاميذ الصغار ليصوتوا لاختيار اسم لدمية الدب، وكان أن انتخبوا اسم محمد.
وما الجريمة في هذا، ودمية الدب هي دمية مستحبة من كل الأطفال، واسم محمد ينتشر في كل مكان من العالم الإسلامي بل العالم ككل.
بل على العكس، فإن اختياره يمثل تعلق الأطفال باسم محمد وحبهم له.....

أما الطامة الأكبر فهي ذيل الخبر :
"إغلاق واعتذار
وأغلقت السلطات السودانية حتى إشعار آخر "مدرسة الاتحاد العليا" الخاصة التي تأسست عام 1902، والتي كانت جيبونز تدرس فيها.
وفي إعلان نشرته الصحف تقدمت المدرسة باعتذارها، وقالت إنها طردت المعلمة جيبونز المتحدرة من ليفربول.
وقال زملاء لجيبونز إنهم لا يعتقدون أنها كانت تقصد الإساءة إلى الإسلام، وإنها ارتكبت خطأ بريئا باختيار الاسم."

أي أن زملاءها والمدرسة اعترفت بالخطأ....

فإلى متى سيدوم سوء التفاهم الثقافي بين العرب والمسلمين من جهة، والغرب من جهة أخرى ؟