Arrayنحن في مصر جربنا القطاع العام و..لاشكراً ، هو سئ للغاية من ناحية النوعية ، عندما نصر علي ان تكون الشركات المقدمة للاتصالات خاصة فهو بسبب الجوده التي تقدمها تلك الشركات ، سعر الدقيقة مبالغ ب لكن النوعية جيدة جداً والاهم انها reliableبمعني انك تستطيع ان تذهب لاي مكان وتتصل واذا حدثت لك مشكلة فهناك رقم للاهمام بمشكلتك وحلها لك ، عكس القطاع العام الذي تريده والذي كانت الحرارة تفصل دون سبب وليس لك حق الاحتجاج ولا يمكن الاعتماد عليه ، فانت الان تستطيع تسيير اعمالك وانت بالمواصلات (وبالفعل هذه ميزة تستحق وزنها ذهب ومن الظلم تقديرها بلاشئ) . فالمهم في الموبايل هو طليعيته وابتكاريته وهذه اشياء يجب ان تقيم في سعر الدقيقة.[/quote]

يا طنطاوي عندما أقول أن هناك قطاعات اقتصادية حيوية وأساسية يجب ان تكون ملك للدولة فهذا لا يعني أنني أطالب بتأميم القطاع الخاص كله وبتحول البلد كلها لقطاع عام على الطريقة السوفيتية .

العالم لم يعد كما تتصورون فسطاطين احدهما رأسمالي ليبيرالي 100% والآخر اشتراكي شيوعي 100% تتملك فيه الدولة جميع المرافق والنشاطات الاقتصادية ، الموضوع ليس كذلك على الإطلاق. وطبعا أنت لا تجهل ان الكثير من مؤسسات القطاع العام في مصر والتي جرى خصخصتها كانت مؤسسات رابحة بالمعنى المالي للكلمة وان عملية بيعها بأثمان لا تساوي ثمن قطعة الارض المقاومة عليها كانت اشبه ما تكون بعملية نهب منظمة للقطاع العام المهم هذا ليس موضوعنا . العالم الآن يسير باتجاه الطريق الثالث او الاقتصاد المختلط ، هذا ما يحدث في اوروبا الغربية و بلدان امريكا اللاتينية اليوم التي يحكمها اليسار ،،، كل دولة تطور نموذجها الاقتصادي الخاص .

نأتي لموضوع الاتصالات

وقبل كل شيء أريد أن أسألك إذا كنت تستطيع أن توفر خدمة معينة للناس مجانا أو بسعر رمزي بسيط فلماذا تتنازل عن هذه الخدمة لشركات تقدمها للناس بأسعار عالية نسبية تستهلك نسبة مئوية كبيرة من دخلهم الشهري ألا يعد هذا الأمر نهبا لجيوب الناس وسرقة تمارسها الدولة من اجل ان تشارك هذه الشركات ارباحها من خلال ضرائب الدخل والـ VAT

انت شخصيا اعترفت بمداخلتك ان الماء ونهر النيل لا يمكن تحويلها لشركة لأن الماء من ضروريات الحياة وانا من ذات المنطلق سوف اسألك هل تعتبر الطاقة من ضروريات الحياة مثلا وهل تؤيد بيع حقول البترول والغاز وقناة السويس في مصر لشركات مصرية واجنبية أم ستقول لي انك تستطيع ان تعيش بيولوجيا بدون بنزين وكهرباء لمدة اسابيع وبالتالي لا تعتبر من ضروريات الحياة.

الاتصالات يا زميلي هي ايضا من ضروريات الحياة فكل انسان تقريبا يستعمل الهاتف عدة مرات باليوم وهذا ما يجعل هذا السوق محل اطماع الكثيرين لأن العائد منه يفوق في قيمته ما تنتجه وتصدره الدول البترولية / تماما كما ان الطاقة هي ايضا من ضروريات الحياة حتى وان كنت تستطيع العيش والحياة بدونها فلا يجوز ان تقوم الدول ببيع آبار بترولها وغازها لشركات لأن هذه ثروات أمم ملك لشعوب وليس لأفراد. وكذلك الحال مع سوق الاتصالات

Array
((عندما تجعل الناس يدفعون ثمن هذه الخدمة بالدقيقة هو استغلال حقيقي فإذا كنت لا تعلم م خدمة الاتصالات لا يوجد فيها مصاريف تشغيلية ومصاريف متغيرة حقيقية حتى تعتبرها سلعة لها قيمة مضافة وحتى تعتبر كل دقيقة مكالمات سلعة و وحدة منتَجة ))

((هل درست الموضوع بجدية وحسبت تكاليف المؤسسة من صيانة للادوات وامن وضرائب ومرتبات موظفين ))[/quote]

تأسيس اي شركة اتصالات لا يكلف سوى عشرات الملايين من الدولارات شوية ابراج بث وتقوية تغطي الحيز الجغرافي الذي تتواجد فيه التجمعات السكانية الرئيسية وشوية مقاسم اليكترونية ومبلغ ثابت تدفعه اشتراك مع قمر صناعي إذا لم تكن تملك واحد ومصر تملك النايلسات ، وبضعة مئات موظفين ، هذه هي مصاريف التأسيس اي المصاريف الراسمالية لأي شركة أما المصاريف التشغيلية فهي شيء تافه جدا ولا تتعدى فواتير الكهرباء التي تستهلكها الشركة واجرة الاشتراك مع القمر الصناعي هذه هي شركة الاتصال يا طنطاوي ، ليس هناك أي عملية انتاجية على الإطلاق وليس هناك اي مواد اولية تستهلك ويجري تحويلها إلى سلع لها قيمة استعمالية وتستطيع اي حكومة ان توفرها للناس مقابل مبلغ تافه ، يعني اشتراك شهري بقيمة 5 جنيه يُفرض على كل مشترك بالشهر يستطيع ان يجعل هذه الشركات تغطي كافة مصاريفها وتربح ايضا ، الآن لننظر إلى العائد الذي تتحصل عليه هذه الشركات مقابل هذه الاستثمارات التافهة التي لا تساوي 1% من ميزانية دولة مثل مصر معظم هذه الشركات تسترد رأسالمها التافه في السنة الأولى وتربح مئات الملايين في الاسواق الصغيرة والمليارات في الاسواق الكبيرة

فلماذا هذا الجشع أليس الأولى ان تقدم الحكومات هذه الخدمة مجانا كما تقدم خدمة الأمن مثلا وكما تقدم بعض الحكومات المحترمة خدمات الضمان الاجتماعي والصحي ولا الدولة برايكم ليس لها الا وظيفة واحدة هي جمع الضرايب من الناس فقط وليست مسؤولة عن اي شيء آخر سوى الرقابة والاشراف كما يقول ادم سميث ومنظروا الاقتصاد الرأسمالي.