سلام للجميع..

أعلم رفيقي القارئ ان اعجاز القران يكمن في ركاكته و تفرق موضوعاته, فالفوضى عارمة في توزيع الايات و اسماء السور لن تساعدك لعدم دلالتها على شئ. فالبقرة مثلا لا تتحدث عن البقرة بل سميت كذلك لورود قصة قصيرة عنها فقط!
و النساء من اصل 176 اية تحتل النساء فيها 32 اية فقط و الباقي كوكتيل من العبادة, و الميراث, و اليهود, و النصارى و القتال و الجهاد الخ..

فالقران غير مقسم الى موضوعات و ابواب و فصول. و الموضوع الواحد مبعثر في سور متعددة و ايات متفرقة مقحمة هنا و هناك! و لعل ذلك يا عزيزي القارئ لهو من مقتضيات البلاغة و الاعجاز!! و لعل وراء هذه المتاهة حكمة فوقية لا يدركها و لا ذوي الالباب؟

و التشويش الذي نراه في فوضى القران و هزالة ارتباط الايات قد يكون نتيجة لبقايا سور سقط منها ما سقط( حديث عائشة عن سورة الاحزاب مثلا) او سقطت سور بكاملها( السيوطي قال ان سورة كاملة نزلت ثم رفعت- الاتقان في علوم القران).

و اذا اردت القراءة فعليك ان تكون صبورا. فالكلام مقطع و موصل , و الموضوع يقفز بك تارة الى اليمين وتارة الى الشمال و السياق ينقطع ثم ترى حشو , و من ثم قد يعود السياق او لا يعود.

و حتى لا نتهم باننا نتحامل على القران لك يا صديقي القارئ ان تقرا اي سورة و ليكن مثلا سورة الكهف لتعلم عما نتحدث هنا.

نعود الى المسألة الرابعة عشر :

كتب داوود اعظم الكلمات في التسبيح و الشكر لله و سميت كتاباته المزامير او كما يسميها المسلمون الزبور.

احد اعظم هذه المزامير هو المزمور 103 و يبدا بهذه الكلمات الرائعة:


1 لداود.باركي يا نفسي الرب وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس.
2 باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته.
3 الذي يغفر جميع ذنوبك الذي يشفي كل امراضك
4 الذي يفدي من الحفرة حياتك الذي يكللك بالرحمة والرأفة
5 الذي يشبع بالخير عمرك فيتجدد مثل النسر شبابك

و الان نسال صاحبنا :هذا من وحي ربك اليك "أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ " انت و اصحابك؟ اجبنا يا ابا القاسم!

طبعا لا جواب" إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ‌".

نعالوا نقرأ معا من سورة "الشعراء":

ا
وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79)
وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80)
وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81)
وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)‌


واو!!

نضع معا :
الذي يشبع بالخير عمرك - يقابلها- َالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ

الذي يفدي من الحفرة حياتك- يقابلها- وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ

الذي يغفر جميع ذنوبك-يقابلها- َالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي

الذي يشفي كل امراضك - يقابلها- وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ‌


يا عيب الشوم بس!
قال "إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحىَ "قال ! اخس