{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
حكايات السرير
coco غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,795
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #2
حكايات السرير


في هذه العجالة سوف أحاول إلقاء الضوء علي هذه القصة الجميلة ...
حكايات السرير يمكن أن نعدها مجموعة من الأقاصيص القصيرة جدا التي تتضافر في
نسيج واحد لتكون القصة الأم - هذه ملاحظة أولي شكلية - ويمكن مع قليل من العناية أن تكون كل أقصوصة منها بذرة لقصة قصيرة منفصلة والذي يجمعها كلها في نسيج واحد هو مكان الحدث الذي اجتهد الكاتب – رغم أنني أجد هذا الجهد لم يبلغ غايته التي ترضي الناقد – أن يحوله إلي العالم كله بما يحويه من تجارب عديدة متنوعة .
والسرير وهو مكان الحدث يصبح بين يدي الكاتب رمزا كبيرا يشي بدلالات متعددة فالسرير أولا هو مكان النوم بما يحويه النوم من ممارسة الحلم تحقيقا للرغبات الدفينة اللاوعية وسوف نري فيما بعد كيف استغل الكاتب هذا الملمح في رمزية السرير –الحلم - في بعض تقنياته الخاصة بالسرد , ثانيا السرير هو مكان ممارسة الجنس وقد استغل الكاتب ذلك في عرض تجاربه الخاصة في بعض الأقاصيص , ثالثا تعود كلمة السرير في
جذرها اللغوي إلي السر وكما يقول ابن فارس (يجمع فروعَه إخفاءُ الشيء. وما كان من خالصه ومستقرِّه. لا يخرج شيءٌ منه عن هذا. فالسِّرّ: خلاف الإعلان. يقال أسْرَرت الشيءَ إسراراً، خلاف أعلنته. ومن الباب السِّرّ، وهو النِّكاح، وسمِّي بذلك لأنَّه أمرٌ لا يُعْلَن به. ) وأن كان يري أن ( السرير خفض العيش؛ لأنّ الإنسان يستقرّ عنده وعندَ دَعَتَه ) ولكن ما يهمنا هو الجذر اللغوي العام والذي يوحي بالسر والباطن الذي لا يعلمه إلا المرء وحده وسوف نري في تجربة الكاتب ما يصور هذا الملمح , رابعا فإن هذا السرير سرير خاص لأنه سرير مستشفي بما يحمله هذا من دلالات تتعلق بالضعف البشري والألم حتي نصل إلي النهاية وهي الموت والسرير أيضا هو النعش الذي يحمل عليه الميت إلي قبره وهذا السرير الخاص أدخلنا إلي عالم المستشفي بكل ما فيه من تجارب نوعية خاصة , وقد استفاد الكاتب من كل هذه الدلالات التي يجمعها رمز واحد
( السرير ) فجاء رمزا مشعا بألوان متعددة و غير منفصلة بلا متلاحمة بوشيجة واحدة .
وعندما نتوغل في العمل نري الكاتب لا يوضح لنا معاناة بطله الجسدية التي أدت به إلي المستشفي بل يتجاوز ذلك إلي معاناته الروحية التي يظل السرد مشغولا بها وكأن البطل ما كان في هذا المكان إلا كحيلة لتفريغ آلامه الروحية في محاولة طرح كل الذكر التي تؤرقه والتي جاءت في معظمها تجارب في الحب والجنس بما لهما من حمولة روحية فالحب والجنس تعبير عن شحنة الحياة بكل امتلاءها وحيويتها .

والآن وكأننا في ( ورشة ) نحاول أن نري كيف أدي الكاتب عمله , في الأقصوصة الأولي كانت آلية الحلم هي التقنية التي نقل لنا بها الكاتب فكرته من خلال ثلاث وحدات, الأولي دخول بنت معلمه بمشهد جنسي والثانية دخول الحماة التي تسأله عما فعل بابنتها والثالثة دخول الزوجة وحكاية البطل لها عن لقاءه بالحماة وذكرها له
أنها ميتة , في البداية يقول ( لقد عادت الدلجة ) ممهدا بأن المشهد ليلي يمكن أن يكون حلما وبالتالي فإننا لن نكون بإزاء مشهد منطقي مرتب بل إزاء مشهد يستخدم أليات الحلم من تشويه وإخفاء ومجاز وإبدال فدخول الحماة بعد ذلك المشهد مع ابنة معلمه هي إبدال للرقيب بشخص حميم للزوجة يدافع عنها ضد رغبات البطل الدفينة وتتهمه بأنه فعل بابنتها سوءا ( والحماة هكذا من الناحية الاجتماعية ولكننا لو طالعنا تفسير فرويد السيكولوجي الممتاز لتلك العلاقة بين الزوج والحماة في كتاب الطوطم والتابو قي آخر الفصل الأول تهيب سفاح القربي سوف نري أليات أعمق ) أما العقاب علي تلك الرغبات الدفينة فإن الحماة كانت قد ماتت منذ زمن وبالتالي فإن حضورها في تلك الحالة الحلمية فكأنه لأخذ البطل إلي العالم الآخر ( حسب المفهوم الشعبي
لحضور الأموات في الأحلام ) وعندما تدرك الزوجة ذلك يقع من يدها كوب الحليب خوفا من تلك الرؤية , إن البطل في محنته المرضية يحاول أن يستدعي المشهد الجنسي بما يحمله من شحنة الحياة وكأنه يستعين به ولكن شبح الموت الجاثم يدفعه إلي محاولة التطهر من تلك الرؤية بوجود الرقيب ( الحماة ) ورمزية وقوع كوب الحليب من يد الزوجة كأنه إجهاض لتلك الرغبة الجنسية وما يدفعني لذلك التحليل هو ورود كلمة( زيق ) العامية وتعني صرير الباب التي رأيناها في الأقصوصة التالية أيضا وهو الصوت الذي يصدره الفأر والأرنب أيضا لحظة إفراغ سائله المنوي في الأنثي وهو مثل صرير الباب الجديد فهي هنا وكأنه إيحاء مماثل .
في اٌقصوصة شباك نري ربما محاولة التعويض المفقودة في الأقصوصة الأولي بمشاهدة الفعل الجنسي لدي الآخر ( الحيوان / الفأر) ولكنه وباستعمال ( الفانتازيا ) ( تغمز له بطرف عينها ) يؤنسن الحيوان لكي يتماهي معه ولذلك يختمها بجملة (فرأيت ما لا يمكنني البوح به أبدا ) إن هذه الجملة لا يمكن أن تفسر أبدا إلا بحالة التماهي الذي يقصده الكاتب بطريقة واعية أو غير واعية , و إلا فإنها تكون جملة لا معني لها في حالة عدم التماهي إذ ما الذي يمنع البطل من سرد الفعل الجنسي بين حيوانين .
في الأقصوصة الثالثة رصاصة نري نفس شهوة الحياة وهي تتجلي في ذلك القلب المثقل بها إن دخول الممرضة وتعليقها للمحلول وغرس الإبرة في ذراع البطل وسيلان المحلول نقطة نقطة وكأنه يستعذب تلك العلاقة من طرف البطل نحو الممرضة تجهض من الرقيب المحقق الذي يستجوب البطل ويستدل بالرصاصة التي أخرجها الطبيب من قلبه , إن الآلية هنا مزدوجة فمن ناحية إن ما يقتلنا هو شهوة الحياة العنيفة التي لا
نريد لها انقضاء وفي نفس الوقت تأنيب الضمير الذي يمارس آلية الرقابة علي تلك الشهوة الداخلية المتأججة في أقصوصة اعوجاج نري نفس الفكرة فالرقابة هنا تتمثل خارجيا في مفتش التاريخ الرقيب ونكتشف أن الضلع الأعوج لدي البطل نفسه الذي يحاول أن يصلح العيب بالهجوم علي ذلك الرقيب وإبدال ضلعه الأعوج بضلع التاريخ / الرقيب السليم وكأنها محاولة لمراجعة الماضي والتطهر منه .
في أقصوصة الفاسق نجد الرقيب هنا يتمثل في القصاص وخلال آليات الإبدال يتحول البطل إلي الأب الذي يجب أن يتم القصاص منه .
ونفس ( الثيمة ) تتكرر في أقصوصة حلواني ولكن بطريقة سافرة الرقيب الذي يمارس دوره علي شهوة الحياة المتأججة ولكن في هذه المرة يوقع العقاب .
في الأقصوصة التالية وبعد تلك الحالات التي سردها الكاتب وانتهت في السابقة بنيله العقاب الفعلي وموته تبدأ الدورة من جديد ولكنها تأتي واهنة بحضور الأم الميتة ولكن ليس لتأخذه إلي عالمها ولكن لبعث الحياة من جديد وكدبيب الحياة الذي يتسلسل للجسد خطوة خطوة تبحث عنه الأم - واهبة الحياة - لكي تعيده للحياة ولكنها تطالب من حوله بعدم ذكر ذلك له حتي لا يتأثر البطل بالفكرة الشعبية عن حضور الأموات , إنها آلية مزدوجة أيضا إذ أن الكاتب يري كل شئ ويعرف أن الأم حضرت لبعثه من جديد من حيث هي قادمة من عالم الأموات . في أقصوصة ريشة تعلو نبرة الحياة عندما يواجهنا مشهد الطائر الذي أنقذه حين كان بيضة وجعله ينبعث للحياة وكعرفان فإن الطائر يزور في مرقده ويترك له رمز العرفان ريشة تضئ في الليل ربما دلالة علي التحليق بما يحمله من رغبة عارمة في التطهر . وبصرف النظر عن أقصوصة شفاف التي تعيدنا مرة أخري إلي وتيرة الصراع بين الموت والحياة بوجود قاطع الزجاح وكأنه قابض الأرواح الكريه الموت الذي يصوب نظره العدائي للأحياء ولا يبالي بالبطل لأنه لم يعد
مطلوبا ويري في اللوحة صورة الزهرة الحزينة يستغرب في زيارته الثانية ويتسائل بدهشة عمن قطفها يبدأ القاص في تنويع تجاربه فتأتي أقصوصة كوب شاي لكي تعيد لهذا المريض ولعه بالحياة وبوتيرة أعلي حين تحضر إليه تلك السيلانية كوب الشاي شهوة الحياة والتجدد تنبعث في كل شئ من حوله في محاولته قتل التراث الخانق في أقصوصة تراث وفي قتل السلطة المتمثلة في حارس المستشفي الذي يقاسم الرعية أرزاقهم , وفي رغبة التحرر السياسي والاقتصادي لأبناء قارته في أقصوصة ملة هنا يبدأ الثقافي والسياسي والاجتماعي في البروز بشكل كثيف ليرينا شهوة الحياة المتأججة وهي تعانق في حلمها التخلص من كل صورالاستبداد .أما في أقصوصة الزاحف والتي نري فيها ذلك الثعبان الخارج من مكمنه رمز القضيب المنتصب – حسب
فرويد وآخرين – يقترب من البطل الخائف منه جراء موضوعاته الجنسية والعاطفية السابقة ( همت التي قبلها من واحد وعشرين عاما وهي الآن أم مثالية والبنت تحية اليتيمة المنكسرة التي كان ينصب لها الفخاخ ) إنه يخاف منه الآن ومن نفسه الأمارة بالسوء وحضور الثعبان / القضيب المنتشر في المشهد هو تأنيب لحالة الفوضي السائدة من قبل بالتهديد بإنزال العقاب ( اللدغ ) هنا يتبادل الموضوع الجنسي مع الرقيب وهذه الحالة نشهدها في لوحات دالي الذي صور الشهوة الجنسية – حسبما – قرر نقاده بالحيوانات المفترسة كالنمور والأسود التي تغزو الذات من الناحيتين هي الشهوة الكاسرة من ناحية ومن ناحية أخري المرعبة للذات بوحشيتها .

ونأتي في النهاية إلي أقصوصة يوم المغادرة حين نكتشف أن البطل يتوحد مع السرير التي كان نائما عليه كل تلك المدة وأن الشفاء الذي تم كان بفضل رقدته عليه واستفراغ كل تلك الذكر والخوض في تلك التجارب المريرة التي سردها لنا مما أدي إلي تعرية البطل / السرير من كل زركشته ومظهره البراق مما يجعله يفضله علي كل الأسرة الفاخرة التي رقد عليها ولم تمنحه انكشاف ذاته له لكي يري عريه وقبحه .


رأينا استغلال الكاتب في تقنيته لآليات الحلم في عمله من نواح عديدة ومنها الفانتازيا المصاحبة لعمل الحلم والإبدال والرقابة والمجاز

آخذ علي الأستاذ / سمير الفيل استعماله للكلمات العامية في السرد دون الحوار وأنا متأكد أنه ككاتب محترف له مبرراته ولكني أحب أن أوضح علي سبيل المثال أن كلمة ( تزييق ) العامية المصرية هنا سوف تكون مفهومة للقارئ العربي بمعناها اللغوي الفصيح والذي لا علاقة له بتاتا بما قصده الكاتب وربما يمكن أن نفتح معه حوارا حول هذه النقطة فهي لا علاقة لها بنقدي للعمل المطروح بل هي شأن عام في وسيلة الكتابة

كذلك فإن الجملة ( كان شيئا غامضا يدور تحت الألواح ) لا أراها صحيحة نحويا حسبما فهمتها .

وأخيرا فإننا عمل ثري وكاتب محترم .


كوكو
12-04-2007, 11:03 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
حكايات السرير - بواسطة سمير الفيل - 12-04-2007, 04:31 AM,
حكايات السرير - بواسطة coco - 12-04-2007, 11:03 PM
حكايات السرير - بواسطة coco - 12-04-2007, 11:19 PM,
حكايات السرير - بواسطة سمير الفيل - 12-04-2007, 11:49 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  حكايات سورية واقعية مؤلمة عن الفيسبووك بسام الخوري 0 772 10-13-2013, 01:23 PM
آخر رد: بسام الخوري
  حكايات الفارس العربى/الموظف الخطير السيد الحسيسى 4 1,159 01-14-2011, 05:02 PM
آخر رد: ديك الجن
  حكايات .................حكايات ابراهيم خليل 1 630 10-30-2006, 02:20 PM
آخر رد: ابراهيم خليل

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS