Array
وجود كون خال من الامراض و الكوارث و الحروب و الرغبات الشريرة هو يشكل الجنة ..............

فبدون مرض ... لا داعي للطب ...

الكمال الإلهي لا يعني انه يجب ان يضعنا في بيئة كاملة ، فلن نعرف قيمة الخير إن لم يكن هناك شر ، و لا قيمة الصحة إذا لم يكن هناك مرض ، و لا قيمة الامن و السلام إذا لم يكن هناك حروب ....

نحن كبشر تواجهنا الكثير من الاختبارات في حياتنا و علينا تجاوزها أو على الاقل بل أقصى ما بوسعنا لتجاوزها.

كما أن الإيمان بوجود الله او عدمه ليس مسألة علمية بقدر ما هو مسألة فلسفية ....

فالقول بان الله كامل .. لا يعني بالضرورة ان الكون الذي خلقه الله خال من الكوارث بالنسبة للإنسان. برايي ان الله اوجد هذه الكوارث لنتعامل معها و نطور أنفسنا لمواجهتها.
[/quote]
فلسطيني يا سندي، هناك نقطتان أود التعقيب بهما على ما تفضلت به.

1. لا يوجد شيء اسمه خير و شر و مرض و أمن و سلام و حروب و كوارث بالمفهوم الشامل، بل هي مفاهيم منظورية perspectival conceptions بشكل اعتباطي. دعني أوضح أكثر: كوكب الأرض ليس مجرد مسكناً للإنسان، بل هو ساحة حية ذات صفات ذاتية يعيش عليها ملايين الأصناف، و الإنسان هو أحد هذه الأصناف. التفاعلات الناشئية بين الكوكب و الأصناف التي تعيش فوقه هي التي تشكّل ديناميكية الحياة من حيث القدرة على التكيف أو التكييف. ما يميّز الإنسان أنه تمكن من الوصول إلى مرحلة من التطور جعلته قادراً على تكييف الكوكب و الأصناف الأخرى التي تشاطره إياه من أجل مصلحته و أغراضه الخاصة.

هي إذاً مسألة مصالح و مجال حياة lebensraum يخدم هذه المصالح لكل مجموعة على حدى؛ فالعلاقة بين الكوكب و خصائصه من جهة و بين أحد أو بعض أو كل الأصناف من جهة لا دخل لها بالثواب و العقاب و الاختبارات، بل ـ كما قلت ـ بالمسافة بين التكيف (الاعتياد على خصائص الكوكب) و التكييف (تغيير أو تعديل خصائص الكوكب). انفجار البراكين مثلاً هو ضرورة مطلقة كي يتمكن الكوكب من الحفاظ على وجوده و توازنه، لكن رد فعل الأصناف التي تعيش على الكوكب هو ما يحدد ما إن كان الانفجار المذكور كارثة أو لا.

لو ترك الإنسان الأرض ذات يوم و توجه إلى المريخ فستستمر نفس القاعدة من التكيف و التكييف.

أما المفردات أخلاقية المنحى من طراز الخير و الشر فهي لا تتجاوز ممارسة لغوية للكذب؛ فالصدق مثلاً يعني تكرار استخدام المرادف المتفق عليه بين الناس بشكل قطيعي، بصرف النظر عن صحة أو خطأ هذا المرادف، أو حتى حالة النفاق الصارخة في هذه الممارسة موشية بتضارب ذاتي للطرح. هناك أزمة كبيرة في الكثير من المفاهيم الأخلاقية التي يقوم الدين بتوظيفها و اعتمادها مدعوماً بالسلطة اللغوية لدى المجتمع، و هذه الأزمة هي ما يجعل عدم المساواة بين الرجل و المرأة في مجتمعات بعينها أمراً عادلاً برغم التعارض بين ’عدم المساواة‘ و ’العدل‘.

ربما في يوم نفتح شريطاً مستقلاً و نناقش هذه الأشياء معاً و بقية الرفاق:)

و اسلم لي(f)