{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
هل يمكن توفيق قصة الخلق المسطورة في الأديان الإبراهيمية مع تطور الإنسان؟
read غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 235
الانضمام: Mar 2007
مشاركة: #1
هل يمكن توفيق قصة الخلق المسطورة في الأديان الإبراهيمية مع تطور الإنسان؟
بدايةً ، فإن هذا الموضوع ليس لمناقشة صحة التطور من عدمه ، والرجاء ممن يريد دحض حقيقة التطور أو كروية الأرض أو دورانها حول الشمس فتح شريط آخر وليكتب فيه ما يشاء مع كامل الاحترام والتقدير. الموضوع موجه بالدرجة الأولى لمن لا يرى تعارضاً بين ما يقوله العلم حول تطور الإنسان واشتراكه مع القردة في أصلٍ مشترك (common ancestor) وبين ما يقوله كتابه المقدس حول قضية خلق الإنسان.

تتفق الديانات الإبراهيمية الثلاث (اليهودية ، المسيحية ، الإسلام) على أن أول البشر هو "آدم" خلقه الله من طين. وخلق زوجته "حواء" من أحد أضلاعه ، ومن تزواج آدم وحواء وتناسلهما وتناسل ذريتهما أتينا نحن البشر. في المقابل ، لا يوجد في العلم ما يُعرف بأب وحيد للبشر أو أم وحيدة تزواجا وأنجبا الذرية البشرية ، والتطور الذي أدى إلى انفصال الجنس البشري عن الجد المشترك لم يحصل فجأة وإنما بصورة تدريجية عن طريق الطفرات والانتخاب الطبيعي الذي يعمل على كثافة سكانية (population) وليس على فردين فقط. وفيما يلي أعرض نصوصاً من الكتب المقدسة لدى أتباعها تناقض تطور الإنسان.

1- اليهودية والمسيحية:
يُعتبر سفر التكوين الذي يحكي قصة خلق العالم والدواب والإنسان وسقوطه في الخطية وإخراجه من جنة عدن أول أسفار الكتاب المقدس لدى اليهود والمسيحيين. هناك فريقاً من كلا الديانتين يعتبر أن قصة الخلق الواردة في التكوين ليست سوى أسطورة ولا يجب أن تؤخذ حرفياً لكنه لا ينفي أنها مكتوبة بواسطة الروح القدس. وفي الجانب المقابل ، فهناك شريحة عريضة ممن يتمسك بحرفية كل كلمة واردة في السفر ويرفض ما يقوله العلم بشأن الخلق بل يحاول أن يُطوع العلم ويعيد صياغته ليوافق ماورد في التكوين وهؤلاء من يُعرفوا بالخلقيين (creationists).
شخصياً، لا يهمني ما يعتقده كل فريق في كتابه أو في حرفية الوحي ولا أريد مناقشة هذا الموضوع. الموجود بين يدي هو كتاب يُدعى بالمقدس المفترض أن يخبر البشر عن قصة وسبب وجودهم لا أن يكرر لهم أساطير الأولين أو يدعي بأن الحكاية مكتوبة بحسب ثقافة البشر في ذلك الزمن حيث عندها لن نستطيع أن نأخذ منه حقاً ولا باطلاً حول قضية وجودنا ممن يُفترض أنه خالق البشر العليم بصنعته وكيفية خلقهم!

نقرأ في سفر التكوين الإصحاح الثاني عن خلق آدم من تراب ونفخ الروح في أنفه حتى يصير كائناً حياً:
7وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ تُرَاباً مِنَ الأَرْضِ وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْساً حَيَّةً.
8وَغَرَسَ الرَّبُّ الإِلَهُ جَنَّةً فِي عَدْنٍ شَرْقاً وَوَضَعَ هُنَاكَ آدَمَ الَّذِي جَبَلَهُ.

وعن حواء زوج آدم نقرأ ما يلي:
20فَدَعَا آدَمُ بِأَسْمَاءٍ جَمِيعَ الْبَهَائِمِ وَطُيُورَ السَّمَاءِ وَجَمِيعَ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ. وَأَمَّا لِنَفْسِهِ فَلَمْ يَجِدْ مُعِيناً نَظِيرَهُ.
21فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلَهُ سُبَاتاً عَلَى آدَمَ فَنَامَ فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلَأَ مَكَانَهَا لَحْماً.
22وَبَنَى الرَّبُّ الإِلَهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ.
23فَقَالَ آدَمُ: ((هَذِهِ الْآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هَذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ)).
24لِذَلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَداً وَاحِداً.
25وَكَانَا كِلاَهُمَا عُرْيَانَيْنِ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ وَهُمَا لاَ يَخْجَلاَنِ.

2- الإسـلام:
نجد بعض الاختلاف والغموض في نظرة الإعجازيين حول قضية تطور الإنسان ولعل سبب ذلك وضوح القرآن والحديث في هذا الشأن. هناك بالطبع القرآنيين الذين تخلصوا من الإيمان بالأحاديث حتى يأخذوا راحتهم في تأويل آيات القرآن ولي أعناقها بما يتفق مع الحقائق العلمية التي من ضمنها تطور الأحياء.

الأحاديث التالية توضح كيفية خلق آدم وحواء حسب المنظور الإسلامي:
-‏حدثنا ‏ ‏محمد بن بشار ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يحيى بن سعيد ‏ ‏وابن أبي عدي ‏ ‏ومحمد بن جعفر ‏ ‏وعبد الوهاب ‏ ‏قالوا حدثنا ‏ ‏عوف بن أبي جميلة الأعرابي ‏ ‏عن ‏ ‏قسامة بن زهير ‏ ‏عن ‏ ‏أبي موسى الأشعري ‏ ‏قال ‏
‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إن الله تعالى خلق ‏ ‏آدم ‏ ‏من ‏ ‏قبضة ‏ ‏قبضها من جميع الأرض فجاء بنو ‏ ‏آدم ‏ ‏على قدر الأرض فجاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك والسهل ‏ ‏والحزن ‏ ‏والخبيث والطيب ‏
‏قال ‏ ‏أبو عيسى ‏ ‏هذا ‏ ‏حديث حسن صحيح
http://hadith.al-islam.com/Display/Display...%E1%CD%CF%ED%CB

يخبرنا الحديث السابق بأن خلق آدم كان من قبضة قبضها الملاك من جميع مناطق الأرض ، ويعزو سبب اختلاف ألوان البشر وصفاتهم وطبائعهم إلى كون التراب الموجود في القبضة متنوع ومختلط من جميع تراب الأرض وليس من مكان واحد فقط.

‏-حدثني ‏ ‏عبد الله بن محمد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الرزاق ‏ ‏عن ‏ ‏معمر ‏ ‏عن ‏ ‏همام ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏خلق الله ‏ ‏آدم ‏ ‏وطوله ستون ذراعا ثم قال اذهب فسلم على أولئك من الملائكة فاستمع ما يحيونك تحيتك وتحية ذريتك فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة ‏ ‏آدم ‏ ‏فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن
رواه البخاري
http://hadith.al-islam.com/Display/Display...=0&Rec=5154

كان طول آدم من عندما خلقه الله من قبضة الأرض ستون ذراعاً ولكن أطوال البشر في عصرنا أقصر من ذلك بكثير. والسبب في ذلك -حسب النظرة الإسلامية- هو وجود آلية طبيعية تجعل أطوال البشر تتناقص مع الزمن فأجدادنا قبل ألف سنة مثلاً يجب أن يكونوا أطول منا بصورة ملحوظة.
يجدر الإشارة إلى أن العلم يقول عكس ذلك تماما! فتطور الإنسان كان من الأقصر للأطول ، فعلى سبيل المثال كان أخوتنا من إنسان النياندترال أقصر قامة من البشر الحالي.

-‏حدثنا ‏ ‏أبو كريب ‏ ‏وموسى بن حزام ‏ ‏قالا حدثنا ‏ ‏حسين بن علي ‏ ‏عن ‏ ‏زائدة ‏ ‏عن ‏ ‏ميسرة الأشجعي ‏ ‏عن ‏ ‏أبي حازم ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏
‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء
رواه البخاري
http://hadith.al-islam.com/Display/Display...=0&Rec=5159

قال ابن حجر في شرحه معلقاً: ‏قوله ( خلقت من ضلع ) ‏‏بكسر المعجمة وفتح اللام ويجوز تسكينها , قيل فيه إشارة إلى أن حواء خلقت من ضلع آدم الأيسر وقيل من ضلعه القصير , أخرجه ابن إسحاق وزاد " اليسرى من قبل أن يدخل الجنة وجعل مكانه لحم ".

فالضلع الأعوج المقصود في الحديث هو أحد أضلاع آدم التي أخذها الرب منه وهو نائم وكساها لحماً وصورها حواءً كما قرأنا ذلك سابقاً في سفر التكوين.

أما في القرآن الذي يتفق على حجية دلالته جميع المسلمين باختلاف شيعهم وفرقهم وطوائفهم ، فآيات خلق آدم واضحة ومباشرة في هذا الشأن فآدم مخلوق من طين لازب وحمأٍ مسنون وصلصال كالفخار. وهناك آيات تفقد معناها إذا لم يكن الخلق تم بصورة فجائية من طين عن طريق كلمة (كن) ؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر:

-(إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) سورة آل عمران - الآية 59

حسب الاعتقاد المسيحي فإن ولادة يسوع من أم عذراء بدون أب بشري سببه لاهوتية المسيح والحاجة إلى مخلص لا يرث الخطية. بينما لا نجد تبريراً مقنعاً لاعتراف الإسلام بالولادة العذرواية التي تكررت للكثير من الآلهة البشرية على مر التاريخ.
هناك محاولة لتبرير الولادة العذراوية بالقول بأن الله خلق آدم بدون أبٍ ولا أمٍ وخلق حواء من أب بدون أم وخلق عيسى من أم بدون أب وخلق سائر البشر من أمهات وآباء. فالله هنا أراد أن يري البشر قدرته الغير محدودة حيث أكمل جميع الاحتمالات بخلقه عيسى ذكراً من أم بدون أب.
لكن هذا التبرير لن يعود له أي معنى إذا قلنا بأن القرآن يقول بالتطور وبأن آدم لم يُخلق مباشرة من طين عن طريق "كن فيكون" بل كان له أب وأم بشريين. كما أن الآية السابقة لن يعود لها أي معنى فآدم الذي أصبح له أب وأم لن يوجد أي وجه تشابه بينه وبين عيسى الذي جاء من أم بدون أب!

-(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) سورة الأعراف - الآيات 189-190

تتفق الآية السابقة مع سفر التكوين والأحاديث حيث أننا خُلقنا من نفس واحدة هي آدم ، وخلق اللهُ من آدمَ حواءَ زوجه عن طريق أحد أضلاعه. يرفض بعض الذين يفسرون القرآن بالعلم هذا المعنى ويهملون حديث خلق حواء من ضلع آدم ويقولون بأن معنى قوله (جعل منها زوجها) ليس بالضرورة أنه خلقها منه بل المعنى أنها نفس جنسه كما في قوله (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا) فاللـه هنا لم يخلق كل امرأة من ضلع زوجها بل المعنى أنه جعل له امرأة من نفس جنسه البشري.

كما حاول الإمام محمد عبده تعميم المقصود بالنفس الواحدة في الآية؛ فحسب رأيه أنه ليس المقصود بهذه النفس الواحدة وحدة العدد (آدم) بل تعني وحدة النوع (الإنسان البشر) فكل البشر خلقهم الله من نفس واحدة أي من نوع واحد هو الجنس الإنساني البشري. ولكن هذا التفسير يصطدم مباشرة مع الآية السابقة فالكلمات الملونة بالأحمر(دعَوَا ، ربهما ، آتاهما ، جعلا) تدل على أن الآية تتكلم فعلا عن زوجين بشريين عانا من تشوه موالديهما مما أدا بهما إلى الشرك وإطاعة الشيطان. وهذين الزوجين هما اللذين تتحدث عنهما الآية وتنسب جميع البشر إليهما.

-(الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ) سورة السجدة - الآيات 7-8

تتحدث الآيات هنا عن خلق الإنسان أو الجنس البشري؛ فتناسل البشر وتكاثرهم يتم عن طريق الماء المهين (الحيوان المنوي). أما إن سألتَ عن "بداية" خليقتهم فتجيب الآية أنها كانت من طين الذي صار آدماً.

هناك آيات عديدة تناقض مفهوم التطور وأكتفي بهذا لحد الآن.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 12-11-2007, 07:57 PM بواسطة read.)
12-11-2007, 07:49 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
هل يمكن توفيق قصة الخلق المسطورة في الأديان الإبراهيمية مع تطور الإنسان؟ - بواسطة read - 12-11-2007, 07:49 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  أعلنت ألحادى و تبرئى الاّن من الأديان .... سمط الدرر 132 38,788 04-28-2012, 03:49 PM
آخر رد: Theoutsider
  حينما تتحدث الأديان ( بمنطقية ) !!! ahmed ibrahim 10 3,111 03-27-2012, 05:57 PM
آخر رد: ahmed ibrahim
  هل رب الأديان قادر على كل شي ؟؟؟ علماني 87 56 14,451 03-15-2012, 10:55 AM
آخر رد: الفكر الحر
  هل الإنسان بحاجــه للإيمــان ؟؟ الجوكر 5 1,426 12-08-2011, 01:57 AM
آخر رد: فخر الصادق
  منطق الرحمن في خلق الإنسان !! الجوكر 22 6,547 08-08-2011, 06:13 AM
آخر رد: Kairos

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS