اقتباس: لأن ذلك النظام الديكتاتوري والذي يعتمد على القمع -بواسطة القوانين المكبلة للحريات- والذي يعتبر أن إنتاج الفقر والجهل
طبعا يمكن أن يقال فى حسنى مبارك ونظامه مقدار ما قاله مالك فى الخمر مليون مرة ، وعن حق يقال .

لكن فى الواقع لا دليل يدعم إدعاء "إنتاج الفقر والجهل ثم إعادة إنتاجهم" .
والحقيقة أنه من النقاط المضيئة وسط السواد المباركى هو ما أبداه هذا النظام من اهتمام بتوفير وسائل المعرفة على نطاق شعبى وبتكاليف رمزية مدعومة ، وأقصد الكتاب الذى أصبحت له مهرجانات ومواسم فى مصر ، ولكن أيضا الانترنت التى تقدم بسعر زهيد - جنيه واحد (15 سنت) للساعة .

ودون أن ننسى أنه فى أكثر من مناسبة كانت "الجماهير" ( قدس أقداس اليساريين) هى من تتظاهر فى الشوارع مطالبةً بمصادرة كتاب أو منع عرض فيلم فيما كان السلطة تدافع عن الكتاب والفيلم .

وفى التعليم ، هناك مواد خاصة بالتربية الديمقراطية والتربية القومية والبيئة والتسامح ..الخ .

أما عن نسبة استيعاب المؤسسة التعليمية لمن هم فى سن الإلزام ، فيمكنك مراجعة موقع البنك الدولى وستجدين هناك معلومات إيجابية للغاية .

لا يعنى ذلك أن الثقافة والتعليم فى مصر ليسا فى أزمة ، لكنه لا يدعم الإدعاء بأن نظام مبارك "يعتبر أن إنتاج الفقر والجهل ..." دعامة لاستمراره .

اقتصاديا : تضاعف متوسط الدخل السنوى للفرد من 600 دولار وأكثر منها قليلاً فى الثمانينات إلى 1400 دولار عام 2002 بعد ان زاد إجمالى الناتج القومى من 24 مليار دولار عام 1980 إلى مائة مليار دولار عام 2002 ، وزاد السكان فى نفس الفترة من 40 مليون إلى 73 مليون .

طبعا هناك تشوهات ضخمة فى توزيع عائد النمو والاستفادة منه ، لكن الحقيقة الواضحة أن نظام حسنى مبارك لا يسعى لإنتاج الفقر ، وفى الواقع لا يوجد تهديد لنظام مبارك مثل التهديد الذى يشكله تفشي الفقر .

[QUOTE]وهناك اليسار بمفهومة الواسع وهو يضم تحت جناحه كل من التيار الناصري -بتنويعاته التي تختلف درجات راديكاليتها- والتيار الإشتراكي "الرسمي" المتمثل في الجناح "اليميني" من حزب التجمع بقيادة رفعت السعيد

وهل ما زال فى مصر يسار أصلاً لكي نعول عليه فى حمل مشروع للتغيير ؟

الموجود فى مصر ـ فى رأيى ـ ليس يسارا بل بقايا نضالية رثة لم تغادر أجواء الستينات قيد أنملة .

المفروض أننى أنتمى لأحد فصائل هذا اليسار المزعوم لكن للأسف الشديد بتُ أجد صعوبة بالغة فى فهم "يسار" غوغائى متخشب الفكر مثل "يسارنا" ، يسار يرفض التسوية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائليين لصالح المقاومة المسلحة ، ويؤيد المقاومة المسلحة فى العراق (وهذا حق) لكن دون أن ينتبه لأى خطوة يتخذها العراقيون على طريق بناء دولتهم ، وينافس الأصوليين الإسلاميين فى هجاء أمريكا وشيطنتها بدلا من نقدها والاعتراض على سياساتها ، ويسار لا يريد الديموقراطية إلا بعَشم أن تأتى له بـ"زعيم" يتولى "التصدى للحملة الإمبريالية الصهيونية" على المنطقة ، تماما كما تنتظر جماعات آخرى "أميراً" يتولى التصدى للـ "حملة الصليبية على الإسلام والمسلمين" .

وبين عواجيز قابلين للاحتواء والترضية مثل خالد محي الدين ورفعت السعيد وشباب متحمس (مثل روزا) يريد أن يشعلها ثورة بعد أن تيبس الدم فى شرايين الثورات ، يتحرك "اليسار" المصرى فى مساحة هامشية تماما، ويتحرك بطرح فكرى وسياسى لا يقل تخلفا عن "إخوانـ"هم الإصوليين .

يا حسرتاه على العباد ..


نقطة آخرى : أراكِ تتجاهلين دور المؤسسة العسكرية (وهى عصب النظام وحاضنته وحاميته) فى نظرتك للقوى الفاعلة فى الواقع السياسي المصرى .


تحياتى (f)