Array
لا شك بأن "حزب الله" جعل المواطن الإسرائيلي، لأول مرة في حياته، يعيش خائفاً مهدداً. ولا شك بأن "اسرائيل" خاضت ضده حرباً "فاشلة" بالنسبة لجميع حروبها السابقة ضد الجيوش العربية. ولكن، إذا كان "حزب الله" قد انتصر في هذه الحرب كما يقول، فلماذا لا نجد له أي مكاسب مادية على الأرض؟

في جميع الحروب التي عرفناها عبر التاريخ، تتجسد الانتصارات بزيادة النفوذ واتساع رقعة الأرض أو إملاء الشروط أو تغييرات للوضع القائم في مصلحة الفريق المنتصر، فلماذا نجد بأن معظم التغييرات التي حصلت جراء هذه الحرب كانت في صالح إسرائيل وليست في صالح حزب الله؟

قبل حرب الصيف الماضي، كان حزب الله دولة داخل الدولة، يحكم الجنوب اللبناني دون منازع، وينتشر رجاله على الشريط الحدودي من "مزارع شبعا" شرقاً حتى "الناقورة" غرباً. بعد هذه الحرب وجدنا "مراقبين" من دول مختلفة يشاركون "الجيش اللبناني" في تأمين سلامة الجنوب وحماية حدود اسرائيل، وتراجع الحزب ورجاله إلى ما وراء الكواليس.

بعد هذه الحرب، كما نرى اليوم، إسرائيل هي وحدها من خرج بنتائج إيجابية على الأرض، فالمقاوم الذي كان يرابط على حدودها مباشرة أصبح بعيداً عنها، وأمنها تتكفل به قوات متعددة الجنسيات بالإضافة إلى جيشها.

حزب الله ، من ناحية أخرى، تكبد خسارات فادحة بالمال والرجال، ودفع تعويضات لآلاف المهجرين، وتراجع رصيده في البلد، وأصبح ينظر إليه "كعميل إيراني" أكثر مما ينظر إليه كمقاوم حقيقي.

أعمال "حزب الله" وإجرام اسرائيل كبّد لبنان وبنيته التحتية خسائر مخيفة، وخرج "السيد حسن" كي يقول بأنه لو كان يعلم بأن خطف الجنديين قد يجر جميع ما جر على بلده من ويلات لما كلف جنوده بالقيام بهذه العملية.

من الرابح ومن الخاسر حقاً ؟!!

لا أدري، ولكن الحديث عن الانتصار في هذه الحرب المشؤومة هو حديث لا رصيد له، إلا إن قارناه بحرب 1967 أو حسبناه انتصاراً "كانتصار أكتوبر 73" في عرف بعض الأنظمة العربية.

واسلموا لي
العلماني
[/quote]



Array
باختصار وفي جملتين (وللأمانة قراتها في مقال)..

إسرائيل تندب وتلطم على نصر غير كامل..
وحزب الله يفرح ويرقص على هزيمة ليست كاملة..

وبس..:bisou:
[/quote]