{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
صورة قلمية / غزة هاشم ...مدينة معزولة تتحول تدريجيا إلى سوق سوداء كبيرة
vodka غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,876
الانضمام: Aug 2007
مشاركة: #3
صورة قلمية / غزة هاشم ...مدينة معزولة تتحول تدريجيا إلى سوق سوداء كبيرة
بقلم : د. إياد السراج
الموت المستحيل في غزة ؟؟؟


إن كنت تسكن القطاع، فإنك ستعاني الصعاب للحصول على حاجاتك الأساسية وأن سنح لك ذلك فإنك ستفاجأ بأسعار مضاعفة. وإن كنت تعاني من مرض في الدم (اللُوكيميا) أو إي مرض خطير آخر فلن تتمكن من الحصول على علاجك، وربما يصرعك المرض وأنت في إنتظار الحصول على تحويلة لتلقي العلاج في إحدى المستشفيات الإسرائيلية... ولكن الأسوأ من ذلك كله، أنك لو تجرأت على الموت فإنك ستترك لأهلك عبئاً ثقيلاً، حيث أنهم لن يجدوا لك كفناً أو حتى قبراً يؤونك فيه...
منذ فوز حركة حماس في إنتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني في كانون الثاني 2006 التي أصر عليها الرئيس أبو مازن وشهد العالم أجمع على نزاهتها وديموقراطيتها، فرضت الحكومة الإسرائيلية وبدعم من الإدارة الأمريكية حصاراً على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأعلنت مقاطعتها للحكومة الفلسطينية، ورفضت تحويل عائدات الضرائب المستحقة للسلطة الفلسطينية... وسارت في ركب الحصار الجهات الداعمة الكبرى بما فيها الإتحاد الأوروبي بوقف تقديم المساعدات الإنمائية المقدمة للشعب الفلسطيني، وكان الهدف من ذلك إسقاط الحكومة المنتخبة ديموقراطياً. أدى فرض هذه العقوبات الجماعية على الشعب الفلسطيني إلى تدهور تدريجي في جميع مناحى الحياة في فلسطين، حيث سادت حالة من الفوضى والفلتان الأمني، واندلعت المواجهات المسلحة بين حركتي فتح وحماس إلى أن قامت حركة حماس بالسيطرة على قطاع غزة بالانقلاب العسكري.
وعقب السيطرة العسكرية التي قامت بها حركة حماس في حزيران 2007، شددت إسرائيل الخناق على قطاع غزة إلى مستوى غير مسبوق. وبعد ستة أشهر من الحصار الكامل على القطاع، فإن الوضع بات يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، حيث تسمح السلطات الإسرائيلية بدخول فقط 12 سلعة من المواد الغذائية من أصل 9000 سلعة كانت اسرائيل تسمح لها بدخول القطاع!؟
لم تمنع إسرائيل المياه المعدنية المعبأة في زجاجات من دخول القطاع وحسب، وانما منعت دخول آلات التنقية وتحلية المياه وقطع غيارها أيضا، حيث إن مياه الشرب المتوفرة في قطاع غزة تحتوى على نسبة 1000 ملغم / لتر من مادة الكلور التي تجعل المياه غير صالحة للاستخدام الآدمي وكأن إسرائيل تقول لنا عليكم شرب ماء البحر.
إن معظم المواد الغذائية ممنوعة من الدخول أو الخروج من وإلى القطاع، مما قلص العمالة في مصانع الأغذية في قطاع غزة إلى 30%، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع شديد في الأسعار، وتم تقييم نسبة الغلاء بالأسعار ما بين %30 500% حسب نوع السلعة. وعند الأخذ بعين الإعتبار الوضع الاقتصادي المتدهور، فإنه من الصعب جداً على المواطنين الفلسطينيين تأمين حاجاتهم الأساسية الآن. تم تسريح آلاف الموظفين من عملهم، وهنا ذكر برنامج الغذاء العالمي أن الفقر دون الدولارين يومياً ـ قد وصل إلى 80% من سكان قطاع غزة.
وبالتدريج نفذ مخزون الأدوية والمستلزمات الطبية من المستشفيات، ولم يعد بمقدور كثير من المرضى الحصول على تصاريح تمكنهم من مغادرة القطاع للعلاج في الخارج، وبالتالي عليهم إما تلقي ما هو متوفر لحتى الآن في القطاع أو ترك المرض يصرعهم. لقد مات ما يزيد على 30 مريضاً وهم ينتظرون تحويلهم للعلاج في الخارج، أنا أعرف شخصياً أن المريضة مريم علوش ومولودتها الجديدة حصلتا على تصريح للعلاج بالخارج بعد ساعة من موتهما ...
لقد أثّر الحصار الظالم على كل مناحى الحياة في قطاع غزة، فلم يترك الزراعة أو الصناعة أو قطاع الإنشاء دون تردي وتدهور كامل... فقد أًغلقت معظم المنشئات الصناعية، إذ لا يسمح بدخول مواد البناء.
والهدف المزعوم من هذا الحصار الجائر حكومة حماس- لم تتأثر بشيء، بل على العكس فهم يزدادون تشدداً، حيث أن الإغلاق المشدد على القطاع سيزيد من الفقر والكراهية واليأس والإحباط والتي تعتبر قاعدة للتطرف و التعصب. إن الشعور بالعجز يهدد مستقبل الأجيال الصاعدة، الأمر الذي يعتبر هدية للتعصب والتشدد.
تحول قطاع غزة إلى سجن كبير معزول تماماً عن العالم الخارجي، وفقد الغزيون التواصل السليم مع الثقافات الأخرى في العالم، بل يعانون السجن وفقدان الأمن مما أدى إلى أضطرات ادراك الفلسطينيين لأبسط المفاهيم الحياتية كالحياة والموت، فقد ارتبط مفهوم البطولة في أذهان الأطفال الفلسطينيين بالقتل، سواء أنت القاتل أو الضحية فأنت البطل. وقد أدى ذلك إلى شيء جديد وهو أن تصبح الاتجاهات السياسية العنيفة ظاهرة مقبولة في المجتمع الفلسطيني، حيث انه إذا بدأ العنف، فلا يدري أحد كيف ومتى سوف ينتهي. وهنا يُتوقع في مثل هذا المناخ ازدهار أيديولوجيات فكرية متشددة تؤثر على المجتمع الفلسطيني والوضع السياسى في المنطقة كلها وتهدد حتما فرص السلام والاستقرار.
إن الامر بيد صناع القرار والسياسة الذين بوسعهم القيام بمساهمة حقيقية من اجل مستقبل الشعب الغزيّ ومن ثم المنطقة بكاملها.
المطلوب اليوم أن تكون غزة مدينة الموت، بل حتى الموت أصبح فيها مغامرة كبرى، فهل نسمح لغزة أن تصبح مدينة الموت؟ إننا نضم صوتنا إلى صوت رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض الذي يطالب المجتمع الدولي بفك الحصار عن غزة ونؤيد مطالبته باستلام معابر قطاع غزة ونطالبه وهو يحضر اجتماع باريس بألا يتم نسيان غزة أو تجاهلها.
غزة محور الاستقرار والتوتر... هنا في غزة ولدت حركتا فتح وحماس وفصائل سياسية أخرى... هنا في غزة أندلعت الأنتفاضتان ... ومن هنا من غزة يجب أن يبدأ الطريق نحو السلام.





[size=3][size=6]
12-17-2007, 08:27 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
صورة قلمية / غزة هاشم ...مدينة معزولة تتحول تدريجيا إلى سوق سوداء كبيرة - بواسطة vodka - 12-17-2007, 08:27 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  مرحلة خسارات الإرهاب في سوريا -إنكفاء النشاط العسكري تدريجيا Rfik_kamel 52 6,047 03-26-2014, 10:13 AM
آخر رد: على نور الله
  صورة رئيس المؤمنين مرسي على القمر.. وهيب وهيب 1 784 09-26-2013, 08:12 PM
آخر رد: vodka
  حقيقة الرجل الذي حطم في وضح النهار تمثال حافظ الأسد في ساحة السير في مدينة السويداء أبو علي المنصوري 1 757 03-29-2013, 03:34 PM
آخر رد: Dr.xXxXx
  سلوكيات الجيش الحر في مدينة داريا أبو علي المنصوري 0 515 02-09-2013, 02:37 PM
آخر رد: أبو علي المنصوري
  دعونا نذهب!: نداء من المدنيين في خطر على حياتهم في مدينة حمص Rfik_kamel 3 1,191 06-18-2012, 03:49 AM
آخر رد: Rfik_kamel

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS