Arrayالسودانيون اعجب شعوب الأرض و أكثرهم عشقا للخمور و الإدعاء أيضا ، جاء أمير المؤمنين جعفر النميري بعد ان حمل لقب مسيلمة الكذاب إلى مصر هاربا ،فاستضافه المصريون الطيبون في قصر رئاسي ، و هكذا شهدت ليالي مصر الجديدة رجلا لا يفيق ،ولا يتوقف عن مخاطبة الله يعايره و يعاتبه لأنه شلحه من إمارة السودان ، رغم أن النميري هو الذي جعل لله هيبة في السودان ،و أنه لم يتوقف عن قطع الرقاب و بتر الأيدي و الأرجل تنفيذا للشريعة !، في زيارة للنميري إلى مصر قبل طرده ذهب للسهر في بيت خالد محي الدين ،و في منتصف الليل طلب زجاجة الويسكي معتقدا أن خالد محي الدين لابد ان يكون سكيرا طالما كان رئيسا لحزب التجمع ماركسي التوجه !، فما كان من خالد محي الدين المسلم الورع الذي أصابه الحرج و الدهشة من طلب امير المؤمنين ، إلا ان أرسل سائقه الخاص في جولة ليلة بين خمارات القاهرة باحثا عن زجاجة ويسكي لزوم مزاج أمير المؤمنين النميري ، ليس مستغربا أن يصرح السودانيون بكتاب ثم يحاكمون ناشر لأنه أتى به إلى معرض أمام كل الناس ، ولو ذهب مؤلف الكتاب نفسه إلى السودان ما عاقبه أحد !، و إلا فكيف يؤلف الحشاشون النكت !.
[/quote]

تحياتي الى الجميع ...

احببت ان اعلق على هذه النقطة التى طرحها استاذنا بهجت

النميري بشكل عام كان اثناء حكمه للسودان يعيش حياة ابسط من حياة اي رئيس عربي اخر ، ولكن الخطأ الوحيد الذي وقع فيه ليس بسبب الإله او ورعه الديني او ان الاسلاموية موضة او انه احب مغازلة بلدان النفط ، ولكن بسبب (الولد) الذي كان يحلم ان ينجبه من السيدة زوجته "بثينة" وبسبب حلم (الولد) الذي كان يسيطر على هواجسه وحين لم ينجح الطب في اقناع السماء بضرورة انجابه ، لعبت جماعة دينية على اوتار الطفل القادم طالما ان في النميري مساحة لا باس بها لتقبل الامور غير المرئية لكن القدر كشف له زيف تلك الجماعة بعد ان حددوا له زوجة درمانية بعينها كي يتزوجها ،ولكن ظهرت اسطورة خرافية اخرى له وهو في زيارة لمعسكر (الشجرة) مقر قيادة الجيش بالعاصمة ،فرسم له خياله إمام يرتدي عمامة خضراء ويمشي على ارض خضراء يطالب بمساومة مع السماء تطالبه ان يطبق الشريعة بجنوب الوادي حتى ينال رضا الإله وهدية منه في رحم زوجته ... هذا ماحكاه النميري بنفسه .

وفجاة وجد نفسه بمنفى بالقاهرة ليعيش مع وحدته ولم يقف بجانبه سوى زوجته التي كان سيتزوج عليها من اجل (طفل) كان مستحيلا أن ياتي حتى لو نزل الإله من خيمته بالسماء ..