عوليس عبارتك صحيحة فعلا مع استدراك بسيط....إذا سمحت لي.

اليهودي كان يرى الله أب للشعب العبراني وأيضا أم وليس هذا فحسب بل أم تتمخض لأجل شعبها. المسلم نظرته لله جافة جداً وفيه الله يظهر بوجه صلب وينظر من العلاء وكل همه هو حدائق الجنة وحرائق النار وبهذا صار محور المسلم عامة التفكير من هاتين الزاويتين. في المقابل، اليهودي لا يهمه لا جنة ولا نار. مش فارقة معه. الإله يعمل لمصلحة شعبه ويريد الخير لهم. صحيح أن الله ديّان في اليهودية وبهذا يتسمى كثير من اليهود ولكنه لا يمنح حدائق أو حرائق وإنما تبقى النفوس في خلود بسبب استحقاقها على الصعيد الأخلاقي الإنساني أو يكون مصيرها الفناء. لا مجال لأي لذة مادية بعد الموت ولا مجال كذلك لنقيض اللذة المادية كأن يكون ذلك سقر وشجرة الزقوم وكل هذا الكلام القرآني.

من ناحية أخرى، اليهودية تأبى الجفاف ففكرة التنزيل الميكانيكي في الوحي غير واردة عندهم ولكن هي واردة في نص القرآن والذي يؤمن المسلم أنه كان مكتوب في الهارد دسك الرباني المسمى باللوح المحفوظ ونزل منجماً. كما ترى، هنا جمودية لم يفلت منها مفهوم الوحي والتنزيل في النصوص وهي تؤثر أيضا على مرونة العقل العربي وقبوله للأطياف المختلفة في التأويل والتفسير.

كل عام وأنت بخير يا عوليس بمناسبة عيد الأضحى المبارك.(f)