ولسنا نحن من نتجاهل قضايا الجوع والفقر لنركز على حياة الناس الجنسية، قل هذا الكلام للشرطة الدينية ولخطباء المساجد الذين ليس لهم هم سوى التجسس على حياة الناس الجنسية ونسوا جميع المشاكل الاجتماعية والتربوية، ألم يكن لدى تلك المحاكم وذلك الأمن شيء يفعله سوى ملاحقة النساء وجمع أو تلفيق التهم الأخلاقية لهن؟ هذه ليست قضية دعارة مثلا .. أمال لو مسكوا وحدة مومس حيعملوا بيها إيه؟ كل ما في جعبتهم لإصلاح المجتمع طول لحيتك قصر ثوبك.. وانتقاد النساء لكشف الوجه أو وضع العباية على الكتف، وكأن البلد خلت من مشاكل حقيقية تنتظر الإصلاح الاجتماعي، في بلد من أغنى دول العالم وترى الناس يتسولون في الشوارع، أين تذهب أموال الزكاة عند من يريدون جعل أنفسهم ضمير الأمة؟ لو اشتغلت في مستشفى سعودي فتقابل في كل يوم طفل لقيط.. إبن زنا، أين ذهب هذا النظام القضائي من معاقبة آباء هؤلاء؟ فقط حين يتم التعدي على فتاة وتذهب لتشتكي يمسكونها ويعاقبونها هي؟ ألم تفكر لحظة إن كان المعتدون متزوجون يخونون زوجاتهم بدورهم بالاضافة لجريمة الاغتصاب؟ وشرب وزير العدل للخمر أليس جريمة في القانون الإسلامي؟ هل العدالة في السعودية جاهلة بسياحة الجنس التي ينعشها مواطنون سعوديون؟ الذين لا يسافرون بانتظام الى هذا البلد أو ذاك إلا بهدف خيانة نساءهم..؟ ألم يبق في البلد أنثى أو ذكر فعل ما يستوجب الجلد حسب شريعة الغاب التي تتمسكون بها سوى تلك المغتصبة؟
تثير اشمئزازي جماعات حقوق الرجل هذه، قرأت مرة ما يقولونه لأرى إن كان عندهم ما يستحق أن يسمع، يتظلم أحدهم، والكلام عن مصر، من أن المحاكم تتعدى على حق الخلع في الاسلام والذي لا يجب أن يسمح به إلا بموافقة الزوج، خذ بالك هذا رجل يتظلم، واحد من الذين يهاجمون حقوق المرأة ويدعون أنها تسلبهم حقوقهم، يعني جناب حضرته يريد أن الخلع لا يجوز إلا بموافقة الزوج، هل يحتاج الرجل الى موافقة زوجته أو حتى موافقة القاضي كي يطلق؟ ألم يستحدث قانون الخلع أساسا كحل لمن تريد الطلاق وزوجها يريد أن يجعلها معلقة؟
لا ليس الجوع والفقر أهم من هذه القضية، الجوع والفقر ليس عيبا نخجل منه، العيب الذي يفضحنا في العالم أن نأتي في بلد يشتهر حكامه وصفوته بفجورهم وفسقهم وزناهم ولواطهم وتأتي محاكمنا الغراء لتجعل نفسها بكل ثقلها وسلطتها خصما لشابة صغيرة عليلة الجسد مثقلة الروح ومغتصبة حديثا ، البعض يريد أن يموت غلا وحسدا لأن واحدة من ملايين المسحوقين والمعذبين في الأرض قد رد لها بعض الإعتبار.. أقول للملك عبدالله : ومن أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا.